| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الأربعاء 30/9/ 2009



الانتخابات والألتفاف على ضرورات وطنية

عزيز العراقي

المطالبات الكثيرة لصياغة قانون احزاب , وآخر للأنتخابات يكون منصف لمكونات الشعب العراقي , لم يجد الآذان الصاغية من قبل الاحزاب والكتل الكبيرة . والمتتبع لتوجهات هذه القوائم سيجد ان قانون الاحزاب لن يمرر , لأنه سيحرم هذه الاحزاب من امكانيات تفوقها على الآخرين . واهمها , صرف المبالغ الكبيرة بدون معرفة مصادرها على الدعاية الانتخابية , وفي شراء الذمم . اما محاولاتها صياغة قانون الانتخابات الجديد سيجد انها لم تكتف بجعل العراق عدة دوائر انتخابية لغرض حرمان الاحزاب الصغيرة من الحصول على فرصتها في ايصال ممثليها الى البرلمان , بل وتريد ان تحرم هذه الاحزاب ايضاً حتى من الكراسي المتبقية , والتي توزع على اكبر الاعداد التي لم تصل الى العتبة الانتخابية , سواء من الفائزين او الخاسرين كما جرت في الانتخابات الاولى . وتصر على تبني قانون انتخابات مجالس المحافظات الأخير , والذي يمنح الفائزين فقط مجموع المقاعد المتبقية . وعلى سبيل المثال , ان قائمة رئيس الوزراء السيد المالكي حصلت في واسط على اربعة مقاعد فقط , وعلى تسعة مقاعد اضافية ليصبح ما بحوزتها ثلاثة عشر مقعداً , وذات القائمة حصلت في كربلاء على مقعدين فقط , واضافية سبعة , فيصبح مجموعها تسعة مقاعد . وفي المحافظتين اصبحت تمتلك نصف المقاعد وهي المتحكمة حتى بباقي الفائزين .

مما لاشك فيه ان القائمين على هذا التوجه ليست لهم علاقة بالديمقراطية , وبعد الفوز بالانتخابات ( الاولى ) تجري صياغة قوانين جديدة تحاول قدر المستطاع ابعاد الآخرين وتهميشهم . وهذا احد الاسباب التي دفعت العراقيين للمقارنة بين ممارسات المتنفذين في العهد الجديد , وبين رجالات فاشية النظام الصدامي , وايهما الاحسن ؟! ويشعرون بالامتنان لقوات الاحتلال الامريكي - رغم ما لحق العراق من دمار نتيجة هذا الاحتلال – لكونه حافظ على وحدة العراق , ويمنع الاسلاميين المتنفذين من الشيعة والسنة من اعادة تجربة الجزائر , عندما فازت الجبهة الاسلامية وارادت اعادة صياغة القوانين بما يضمن لهم دكتاتورية مطلقة , وحولوا الجزائر الى ساحة حرب اهلية لم تنتهي آثارها لحد الآن رغم مرور اكثر من عشرين عاماً عليها .

ان الجميع يؤكدون على ان الانتخابات القادمة ستكون الاهم , وهي مفترق طرق في اعادة بناء العراق او استمراره في هذا الوضع المتدهور . ويتوقف ذلك على رغبة ابنائه , والمؤثرين في العملية السياسية . ولاشك ان الراعي الامريكي لايرغب ان تنهض العملية الديمقراطية بالشكل الحقيقي , لأن مثل هذا النهوض سيعيد العافية للوطنية العراقية , وستكون عثرة امام الكثير من مشاريعه الاستثمارية التي يستحوذ عليها عن طريق ادارات ووزارات فاسدة . ومن مصلحته استمرار هذا الفساد , بعد ان تيقن ان بوادر تفسخ النظام القومي الايراني على ( نار هادئة ) كما يؤكدون , ولا خوف من ان ينزلق العراق الى الحضن الايراني بعد الآن . ولا يهم الامريكان من يحكم العراق ما دام يدور داخل حدود فلك العولمة الامريكية .

ان تعويل الكثير من العراقيين في الوسط والجنوب على قائمة " ائتلاف دولة القانون " بزعامة رئيس الوزراء المالكي , بأعتبارها بديل عن قائمة " الائتلاف الوطني " الشيعية , ونتيجة ماتمتلكه من سلطة وامكانيات تتبع هذه السلطة , سيحرم العملية الانتخابية من تكافؤ هي احوج ماتكون اليه لبناء المشروع الوطني العراقي . وهذا لايعني التشكيك ببرنامج وطروحات " ائتلاف دولة القانون " , بقدر ما هو ايجاد ركائز اكثر عمقاً وثباتاً لهذا المشروع . وحزب الدعوة الذي يقود قائمة " ائتلاف دولة القانون " حزب اسلامي عقائدي شيعي قبل كل شئ , وتفسيره للأولويات الوطنية يخضع لهذه العقائدية . وليس من المرجح ان يعود للائتلاف مع " الائتلاف الوطني " بعد ا ن يحصل على الاصوات التي اعتبرته بديل عن الطائفية , كما يقول البعض .

اما القائمة " الكردستانية " فلا تزال مستمرة ببرنامجها في تظهير القضية القومية على حساب القضية الوطنية . والغريب ان القائمتين " الائتلاف الوطني " و" الكوردستانية " لم يستفيدا من نتائج انتخابات مجالس المحافظات , او من نتائج انتخابات برلمان اقليم كوردستان . حيث خسرتا الكثير من الاصوات لاستمرارهما في رفع ذات الشعارات , واستخدام ذات الوسائل .

واغلب احزاب الواجهة السنية لاتزال تبحث عن ايجاد نفسها , رغم ادعائها الدفاع عن القيم الوطنية . فبين عدم التمكن من الانسلاخ من القيم البعثية مثل صالح المطلك , وبين التشبث بالقيم العشائرية وسطوة الصحوات , تتحرك هذه الاطراف . فترى البعض مع التهديد بقوة المليشيات , وأخرى بالانضمام ل"الئتلاف الوطني " , وثالثة مع " دولة القانون " ورابعة لاتزال تتلفت ..الخ .

الكثير من الاخوة يطالب بأنتخاب احزاب الوسط الديمقراطي والعلماني , في الوقت الذي لم تستطع قوى هذا الوسط من تجميع نفسها في ائتلاف موحد يستطيع ان ينهض بزخم الشارع العراقي , الذي اخذ يدرك ان لابديل عن احزاب هذا الوسط لبناء العراق , واعادة الحياة لجماهيره التي اكتوت بنار البعث وامتداداته الطائفية والقومية في الساحة السياسية الحالية .



 

free web counter