| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

الأحد 30/1/ 2011



الطريق إلى جدة

عزيز العراقي

لن يستقبلك أي نظام من دول العالم الحر , ولا يستطيع أي نظام آخر ان يتورط بقبولك , والسعودية ليس لديها اتفاق تعاون وتبادل مطلوبين مع الشرطة الدولية ( الانتربول ) , وقبلك عيدي أمين والنميري وغيرهم , وآخرهم ابن علي الذي ينتظرك على احر من الجمر . ولا يعرف سبب لتأخره الا الزيادة في ارتكاب الجرائم عسى ان تنقذ كرسيه كما يعتقد , ويبدو انه لم يدرك لحد الآن حكم المصريين عليه بالذهاب إلى مزبلة التاريخ . ان محاولة التشبث عن طريق تقاسم المسئولية والسلطة مع العسكر , سواء بتعيين نائب له أو رئيس لمجلس الوزراء لن ينقذ الوضعية بقدر ما هو تعميق للشرخ وتوسيع للفجوة بين النظام وجماهير الشعب . ويبدو انه يأمل بتوريط احد هؤلاء بارتكاب مجازر أبشع في دمويتها تردع المحتجين وتؤمن له استمراره المعوق في السلطة .

ان إطلاق سراح القتلة والمجرمين وسجناء الحق العام تحت ذريعة فراغ في السلطة وعدم سيطرة الشرطة والأمن الداخلي , مما أدى إلى تمرد السجناء وكسر أبواب السجون , مسرحية واضحة التأليف والإخراج , وتؤكد التجاء النظام إلى أخس الوسائل لإرباك الحركة الجماهيرية العفوية , وتشويه توجهاتها بالجرائم وحرق المنشآت العامة لبث لرعب بين صفوفها , ومنع الآخرين من الاندفاع في تيارها الذي يشتد يوما بعد يوم . ويذكرنا هذا بالمقبور صدام عندما أطلق سراح ألاف القتلة والمجرمين في عملية ( تبييض السجون ) عندما شعر بقرب نهاية نظامه قبل الاجتياح الأمريكي للعراق بأيام , وكانت هذه الخطوة احد الأسباب الرئيسية في انتشار الفرهود و( الحوسمة ) كما يطلق عليها في تدمير منشآت الدولة , والتي تركت آثارها الكارثية في إعادة بناء الدولة لحد الآن .

في مقابلة مع احد ضباط الشرطة من الذين تركوا الخدمة يقول : لا توجد أوامر لدينا بإطلاق النار إلا في حالة الدفاع عن النفس , فلماذا نستمر والجماهير تهاجم مراكزنا ؟! هذه الأوامر الرسمية المزدوجة الخباثة باتجاه دفع الشرطة لترك مواقع عملهم , وفي نفس الوقت الادعاء بحرص النظام على أرواح المحتجين , والقصد تشجيع قطاعات من هؤلاء المحتجين لمهاجمة مراكز أمنية تخلو من الدفاعات , توضح الوجه الثاني من خساسة مسرحية النظام . ومن جانب آخر اكتشف الجمهور ان الكثير من عناصر بث الرعب هم من الشرطة والامن الداخلي في عمليات الهجوم على المستشفيات وسرقة المراكز التجارية . ان تورط النظام في نشر الجريمة المنظمة كوسيلة لبث الرعب لن ينهي المشكلة بقدر ما يزيد في سرعة انهيار النظام , وحرق آخر أوراقه التي تدعي المحافظة على سلامة الناس وممتلكاتهم .

محاولة اتهام الجماعات الإسلامية بالتحريض على رفض النظام والمطالبة بتغييره , محاولة بائسة لتخويف الآخرين من سيطرة السلفيين الإسلاميين , وسلب هذه الحركة الجماهيرية الجبارة والتي لم يشهد التاريخ المصري مثيل لها , تطالب بالديمقراطية ومعالجة البطالة والفقر , والجوع الذي اخذ يعصف بالكثير من قطاعات الشعب , ولا علاقة لها بالإخوان المسلمين او أية جهة سياسية أخرى , الشعب بكل قطاعاته يبحث عن الطريق الذي يخرجه من المأزق الذي وضعه فيه النظام .

 

 

free web counter