| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الأثنين 2/6/ 2008



الاتفاقية وبوصلة العمل الوطني

عزيز العراقي

الكلام لايوجد احلى منه , ولن يقبله الا العراقيون الحقيقيون الذين سيعيدون بناء العراق علىاسس الديمقراطية والعدالة , هذا ما يقوله تصريح السيد رضا جواد تقي مسؤول العلاقات السياسية المتحدث الرسمي باسم " المجلس الاسلامي الاعلى في العراق " يوم 20080531 المنشور في " صوت العراق " . والذي اكد فيه ان للمجلس اربعة شروط يجب ان تتحقق من اجل المضي في الاتفاقية بين العراق واميركا وهي " ان تحفظ سيادة العراق وان يتم التوقيع بين بلدين كاملي السيادة , وليس بين بلد محتل وآخر يحتله . وان تتوفر شفافية عالية خلال المفاوضات والاعلان عن بنود الاتفاقية . وان يتوفر اجماع عراقي وطني عليها , دون ان تتوافق مجموعة من الكتل السياسية وتهمش كتل اخرى . والشرط الرابع هو ان لاتكون هذه الاتفاقية مدعاة اعدوان ينطلق من ارض العراق باتجاه الآخرين " . واكد تقي " عدم تعرض العراق لاية ضغوط سواء كانت امريكية لغرض توقيع الاتفاقية او ايرانية لغرض عدم توقيعها ".

ومن نهاية التصريح كون العراق لايتعرض لاية ضغوط امريكية . اذن من الذي سيعوض الامريكان عن الجنود والاموال التي صرفوها على ( تحرير ) العراق ؟ ولماذا يبقون السلطة الحقيقية بايديهم والى ان يشاء الله ؟ ولماذا لم يساعدوا – بل اعاقوا في كثير من الاحيان – اعادة بناء اجهزة الدولة ؟ ولماذا لم يكونوا جادين في القضاء على الارهاب ؟ ولماذا ارادوا تمرير قانون النفط والغازقبل ان يوضع لصالح المصلحة العراقية ؟ ولماذا ارادواانجاز الاتفاقية بدون الكشف عن مضامينها لحد الآن ؟ وعشرات الاسئلة المصيرية الاخرى . وهم الذين يبقون الابواب مشرعة لاعادة الاقتتال الطائفي , او بين ابناء الطائفة الواحدة , وكل هذا لم يشكل ضغط على المفاوض العراقي ؟!

وحاشى للنظام الايراني ان يمارس ضغوطاً على العراقيين , وهو ليس بحاجة اليها , لانه استحوذ على الفراغات التي بين العراقين انفسهم , واصبح له وجود ليس في الحركات السياسية والجهاز الحكومي فقط , بل في الاقتصاد عبر مئات الشركات الخاصة والمختلطة , والامن حتى باتت حماية العتبات المقدسة في كربلاء والنجف من عناصر جيش القدس الايراني , والكل يعرف ان النظام الايراني يتعامل مع شيعة العراق كجزء من اقطاعية ولي الفقيه . والتساؤل : هل ان الشروط التي وضعها " المجلس الاعلى " هي رافعة حقيقية للنهوض بالمشروع الوطني والحفاظ على حقوق الجماهير العراقية , ام للاجهاز فقط على تطلعات المشروع الامريكي ؟

ان اتفاقية بهذا الحجم من الخطورة على واقع ومستقبل العراق , كاستحقاق يلبي الطلب العراقي بانهاء الوصاية الدولية بالكامل ( الاتفاقية بحد ذاتها وصاية بشكل آخر) , لايمكن ان يجري التعامل معها كمجال للمزايدة الوطنية , وتسخير هذه المزايدة لخدمة مشروع الطرف الآخر , او ان يتم رفضها بحجة الوقوف بوجه الاحتلال كما يجري حاليا من بعض الاطراف .
ويبقى رفض الجوانب السلبية من الاتفاقية فرصة حقيقية لتطوير هذا الرفض وتحويله الى نقطة جذب للم وتنمية المشاعر الوطنية بعيدا عن الطائفية ومحاصصاتها التي تركت العراق مشلولاً . وفي كل الاحوال , فانها فجرت النقاش الحامي بين مختلف التيارات العراقية , ويؤمل منها ان تكون الطريق المفضي لبناء العراق المستقل والديمقراطي الفيدرالي الموحد .

 




 

free web counter