| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الخميس 2/2/ 2012



الى متى ستستمر الثقة بهؤلاء ؟!

عزيز العراقي

يقول الخبر المنشور في صحيفة " المدى " اليوم 2 /2 /2012 الذي صرح به مصدر حكومي قريب من المالكي , وكالعادة رفض الكشف عن اسمه , ان :" رئيس الوزراء نوري المالكي ابلغ وزير الثقافة سعدون الدليمي رسميا إلغاء فعاليات النجف عاصمة الثقافة الإسلامية ". وسبق وان بذلت جهود كبيرة لإقرار هذا المشروع , ووافق وزراء الثقافة في الدول الإسلامية خلال اجتماعهم الذي استضافته العاصمة الأذربيجانية باكو في آب 2008 , على اعتبار النجف عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012 . ويؤكد المصدر الحكومي :" ان وزارة الثقافة العراقية , باتت تشعر بحرج شديد بسبب إلغاء تظاهرة دولية تشارك في إقامتها منظمات دولية كاليونسكو والايسيسكو بعد ان تم توجيه الدعوات لمئات الشخصيات العالمية , بما فيهم أكثر من 70 وزير ثقافة لدول إسلامية ".

ومن جهة أخرى أكد المصدر أيضا , ان " المرجعية الدينية قررت عدم استقبال ضيوف الاحتفالية بسبب غضبها من اتهامات الفساد المالي للجهات المشرفة على المشروع سواء في العاصمة بغداد او في مدينة النجف " . وحسب ما يؤكد المصدر ان الجهة في بغداد هي اللجنة الخماسية برئاسة الشهرستاني , والشهرستاني هو قريب جدا من المرجعية كما نعرف , والمرجعية هي التي رشحته من بين ستة أشخاص مؤسسين للقائمة الشيعية في الانتخابات الأولى , والشهرستاني لا يمتلك ارتكاز حزبي يمكنه من التنافس في الحصول على وظائف مهمة , بل بحكم ارتكازه فقط على القرب من المرجعية , وفرض على المالكي الحصول على وزارة النفط في الوزارة السابقة , والجميع يعرف موقفه المهادن للنظام الإيراني عندما استولى على آبار الفكة العراقية .

العتب ليس على الزعامات السياسية الشيعية العراقية , فقد تكفلت هذه الزعامات ليس بعدم الوفاء لوعودها التي منحتها للمرجعية الدينية المتمثلة بآية الله العظمى السيد السيستاني وباقي المراجع العظام فقط , بل ونزعت الثقة من عقول جميع العراقيين بعدم نزاهة اغلب الطبقة السياسية الحالية , والتي تتحكم بمصائر العراقيين بطريقة لا تقل سوءا واستئثارا عن النظام المقبور . العتب على المرجعية الكريمة التي كانت منذ بداية التغيير , ولا تزال المرجعية الوحيدة التي يرجع إليها العراقيون بكل مكوناتهم . فعلى الرغم من مقاطعة المرجع الشيعي الأعلى السيد السيستاني لكبار السياسيين وقادة الكتل في العراق , والتوقف عن استقبالهم للعام الثاني على التوالي . ورغم مطالبة ممثل المرجع الأعلى في كربلاء احمد الصافي لأسبوعين متتاليين في خطبة الجمعة السياسيين بضرورة تقديم تنازلات لبعضهم البعض من اجل مصلحة البلاد , وأكد : " ان الوضع في البلاد لا يتحمل تشنجات إضافية , وان الخروج من الأزمة التي يمر بها البلد لن يتم الا بتغليب منطق الحكمة والعقل ". وأضاف:" ان العراق يجب ان يبقى ويتطور وتوضع له سياسة من خلال أبنائه . هؤلاء الأبناء اما ان نثق بهم واما ان لا نثق بهم ". وسؤال العراقيين هو : الى متى ستستمر الثقة بهؤلاء ؟! ومتى ستنتهي الثقة بهؤلاء ؟! ومضى ما يقارب العقد من السنين والعراقيون يرزحون تحت ظلم اشد إيلاما من ظلم الطاغية المقبور .

مثلما تصورت وأرادت المرجعية الكريمة ووراءها اغلب العراقيين , في إجراء الانتخابات وكتابة الدستور بدون المرور بفترة انتقالية , ومنحت القيادات السياسية الشيعية الثقة الكاملة , ووجهت وكلائها في المدن والقصبات بالترويج لانتخابها , وأصدرت فتوى بتحريم الزوجة على زوجها لكل من لا يشارك في الانتخابات كما سرى بين العامة . يطالب العراقيون اليوم المرجعية الشريفة ليس الاكتفاء بالمقاطعة لاستقبال السياسيين , ولا المطالبة بخطب الجمعة على لسان وكيل المرجعية رغم أهميتها في العودة الى جادة الصواب , العراقيون يطالبون بفتوى تحرم تمزيق العراق والعراقيين الذي يسير عليه المالكي , وبشكل اخف( شركائه ) السياسيين في باقي القوائم , العراقيون بحاجة الى فتوى تحرم الفساد والاستهتار بالمال العام , والمرجعية الكريمة هي الوحيدة المؤهلة في هذه المحنة لإنقاذ العراق والعراقيين .

 

 

free web counter