| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         السبت  2 / 2 / 2014



من تداعيات ما قبل الانتخابات

عزيز العراقي

تأجيل زيارة رئيس الاقليم السيد مسعود البرزاني الى واشنطن لن تصب في مصلحة الاقليم ولا في مصلحة العراق , في هذا الوقت الذي يشهد فيه العراق عدم استقرار قد يصل به الى هاوية لا يستطيع احد الخلاص من آثارها ان لم يتم تداركها , وستنعكس بلا شك على الوضع في كوردستان . السيد البرزاني يدرك اكثر من غيره الصعوبات التي تواجه الاقليم بحكم رئاسته له قبل كل شئ , ورغم افضلية ادارة الاقليم ونجاحها قياسا بالفشل المخزي لإدارة العراق , يبقى الاقليم يعاني الكثير من الصعوبات , وأبرزها اعادة ترتيب البيت الكردي الذي لم يتمكن لحد الآن ان يرتكز على اسس ديمقراطية حقيقية تضع مسيرة الاقليم على سكة البناء الحضاري الصحيح . ولعل في تآكل وحدة الاتحاد الوطني الكوردستاني , والمأزق الذي يمر به بعد ذهاب زعيمه التاريخي رئيس الجمهورية مام جلال الذي لا يعرف عنه شئ , ويبدو ان قيادة الإتحاد تعرف ان لا رجعة له حتى وان كان على قيد الحياة , فهو مؤشر كبير على هشاشة الوضع السياسي لأغلب الاحزاب الكوردستانية . ولولا استمرارية هيبة البيت البرزاني , والمتمثلة في شخصية الرئيس مسعود اطال الله في عمره , في ايجاد استجابة لآلية قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني , والتي اهلته لكسب الاصوات الاكثر في انتخابات البرلمان , فان السيد مسعود يدرك بقاء وحدة حزبه مرهونة به شخصيا , وان الخلافات ستنفجر بعده بين العائلة البرزانية كما يؤكد الكثيرون , قبل ان تنفجر مع باقي الاطراف الحزبية وبصورة اكثر مما يحدث الآن في الاتحاد الوطني , وزيارة البرزاني لواشنطن ستساهم في ايجاد الاستقرار في العراق , الذي سينعكس ايجابا للاهتمام بمشاكل الاقليم وإعادة ترتيب اولوياته على اقل تقدير .  

الزيارات التي قام بها رئيس البرلمان السيد النجيفي ونائب رئيس الوزراء المطلك الى واشنطن , هي للشكوى من رئيس الوزراء السيد المالكي كما اكدها الكثيرون , وبغض النظر عن بعض الانتقادات التي وجهت اليهم , وفي المقدمة منها انتقاد الدكتور محمود عثمان , وهو من القلة الباقية في البرلمان التي لا تزال تدافع بشكل حقيقي عن وحدة المصالح المشتركة للعراقيين , الذي اشار الى ان هذه الشكاوي تضعف وزنهم السياسي وتضعف ثقل العراق . والحقيقة ان هؤلاء الذين على رأس العملية السياسية العراقية لا يملكون اي وزن سياسي , عدا الطالباني , لا عند اميركا ولا عند اي واحد آخر , وهم يعرفون جيدا ايضا ان لا وزن للسيادة ( الوطنية ) , ولا لمسرحية الانسحاب العسكري الامريكي من العراق , بعد ان ثبت الامريكان سيطرتهم عن طريق المحاصصة الطائفية في العملية السياسية , ونشروا آلاف الخبراء التابعين لهم والذين يمتلكون القرار في المفاصل المهمة للتشكيلات الجديدة للمؤسسات والوزارات العراقية , وهم ( الامريكان ) لا يزالوا يمتلكون القرار الاهم في وضعية العراق , وبقاء العراق موحدا لحد الآن شاهدا على ذلك . 

زائرو واشنطن من القيادات العراقية ( يستجيرون ) بتذكير الامريكان على ضرورة استمرار مصالحهم في العراق , عن طريق توضيح المخاطر من خطوات رئيس الوزراء المالكي للحصول على ولاية ثالثة , التي يستقتل من اجلها , ويبتدع شتى الوسائل التي قد تطيح بوحدة العراق ومنها الحرب الاهلية ان لم يتم له ذلك , ويسعون لإقناع الامريكان بإجبار المالكي لإعادة ( فاعليتهم ) السياسية التي سلبها منهم , باعتبارهم شركاء يمثلون السنة , وبالذات في هذه الفترة التي تسبق الانتخابات . ليس لتفعيل وإعادة العافية للعملية السياسية , وإجراء انتخابات حرة ونزيهة , وإنقاذها من الاجراءات التي سيقدم عليها المالكي لاغتصابها , بل لضمان استمرار وجودهم والحصول على ولاية جديدة في الدورة البرلمانية القادمة , وهم لا يختلفون عن المالكي في اصراره للحصول على الولاية الثالثة , الا ان الفرق انهم لا يمتلكون القرار التنفيذي مثلما يمتلكه المالكي , الذي قد يندفع في مخاتلة الامريكان ايضا ان لم يضمن الفوز , ويخلق واقعا جديدا تستحدثه الصدامات العسكرية الكبيرة , وعدم معالجة وجود داعش والقاعدة في المنطقة الغربية بشكل مقنع , والإصرار على عدم التفاهم مع العشائر هناك لإبادتهم او طردهم بالتعاون مع الجيش , يثير الشكوك حول النوايا التي قد توسع القتال , وتخلق الواقع الجديد الذي يتخوف منه الكثيرون , ويكون اول ضحاياه تأجيل او الغاء الانتخابات .  
 

free web counter