| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي

 

 

 

 

الخميس 2/8/ 2007

 

 


من مضاعفات الفرح في فوز فريقنا


عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.com

منذ فوز الفريق العراقي في النصف نهائي على الفريق الكوري بضربات الترجيح , اي قبل الفوز في النهائي على السعودية , توجهت مقارنات العراقيين بين فريقهم الذي وحد وشحن مشاعرهم , ورفع اسم العراق عالياً في سماء اسمى رابطة بين الشعوب وهي الرياضة , وبين الفريق السياسي الذي يقود السلطة والمسؤول عن استمرار الانحدار الدموي , ووضع اسم العراق في اسفل قوائم الجريمة للقوى الاسلامية المتطرفة من السنة والشيعة والعصابات البعثية .
ولاشك ان الكثير من هذه القيادات الطائفية والقومية أنطعنت من هذا الفوز , لأنه كشف العجز الفاضح لأمكانياتهم البائسة , امام امكانية وتألق هؤلاء الشباب المحرومين حتى من ضمان الامن على سلامتهم الشخصية . والذين استحقوا كأس البطولة بجدارة , وخطفوه من بين كل الفرق الآسيوية التي تتشرف قياداتها الحكومية بتقديم كل ما يمكن تقديمه لهذه الفرق المرفهة . اما قياداتنا الحكومية والسياسية سوف تعمل ما بوسعها لغرض لفلفة هذا الفوز , ومنع توالد مضاعفات الفرح فيه , لأنه سيحسر المد الطائفي والقومي الذي يعتاشون عليه . وفي كل دول العالم تتسابق الحكومات والرؤساء والملوك للتشرف بأستقبال ابطالهم الرياضيين لحظة هبوطهم من الطائرة التي تقلهم الى ارض الوطن , للمشاركة والأنتساب لهذا الحدث الوطني الفريد . الا في العراق فهم يتهربون منه .
يقول السيد جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة العراقي : سوف يستقبل الفريق في المطار ممثلون عن رئيس الوزراء والرئيس ورئيس مجلس النواب " . وحاول علي الدباغ المتحدث بأسم الحكومة العراقية طمأنة اللاعبين الذين ابدوا تخوفهم من الأرهاب على انفسهم وعلى الجماهير التي ستستقبلهم فقال " لايجب ان يقلق اللاعبون فهناك الكثير من الأماكن الآمنة في بغداد " ويقصد عرين الأسود في المنطقة الخضراء . والغريب ان خليلزادة سفير اميركا في الامم المتحدة , والذي كان احد عرابي سياسة المحاصصة الطائفية في العراق انتقص ايضاً من السياسيين العراقيين بقوله :" ان السياسيين العراقيين المنقسمين على انفسهم يجب ان يتعلموا درساً من فريق بلادهم لكرة القدم والمؤلف من لاعبين سنة وشيعة واكراد وتمكنوا من خلال وحدتهم من الفوز بكأس آسيا . وآمل ان يتعلم السياسيون العراقيون من فريق كرة القدم " , ولم يضف بأنه يأمل ان يستخدموا عقولهم بنفس مهارة اقدام لاعبيهم .

ان فرح الفوز ولد الكثير من الأفكار الخيرة لدى العراقيين , ولو تيسر لها التنفيذ لساعدت حتماً في انقاذ الوضع المتردي بعض الشئ , ومن ضمنها استحداث وسام يسمى " تقدير الكفاءة " . يكون الوجه الاول فيه " نعال ابو تحسين " الذي اصبح رمزاً لأنعتاق الشعب المنكوب في خلال دقيقتين , وثبت في الذاكرة العراقية أكثر من ثبات كل صور وجداريات وتماثيل صدام , ومن قلد صدام من الطائفيين والقوميين بعد سقوطه , من البصرة الى زاخو . والوجه الآخر للوسام " حذاء هاوار " الذي رفع به كرة الزاوية قبل ان يودعها يونس محمود برأسه في الشباك السعودية . فهذا الحذاء يجب ان يدخل التاريخ ايضاً , لأنه كسب للعراق فرحاً عجزت عنه نقاشات كل الطبقة السياسية طيلة هذه السنوات .
وحبذا لو يضيف الفنان الذي سيصممه بعض الزيادات لنعل ابو تحسين , ويجعله اثقل من حذاء ابو القاسم الطنبوري , حتى يذكر حامله بثقله عندما يهبط على رأسه . وبعض العرض لحذاء هاوار , حتى يشعر المتلقي لصفعته بأنه يكفي لأستدارة الوجوه الممتلئة ويزيد . ومن الضروري ان يمنح اولاً الى الدكتور محمود المشهداني قبل تسريحه من البرلمان " المنتخب" , ومن الضروري ايضاً ان لايحرم منه السادة المسؤولين الكبار الذين اداروا العملية السياسية منذ سقوط النظام البعثي ولحد الآن , وان لايمنح لكل من هب ودب ويفقد قيمته مثل انواط صدام , بل للذين تركوا بصماتهم الواضحة في بناء هذا الصرح الطائفي الكبير , وان لايميز في منحه بين سني وشيعي وكردي على اسس غير شريفة , فالكل سواسية في الأستحقاق وقد ولى زمن الأستئثار الى غير رجعة .