| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأحد 29/5/ 2011



عسى أن لا يكون هذا

عزيز العراقي

كلنا نتذكر قبل احتلال الكويت كم كانت أجهزة النظام الصدامي الأمنية والحزبية قد تغلغلت في الساحة الكويتية الشعبية والرسمية , وكيف كانت عصابات النظام تطارد المعارضين العراقيين على الأراضي الكويتية وترتكب أبشع الجرائم بحقهم , وتجد التستر الكامل من قبل الأجهزة الرسمية الكويتية وعلى أعلى المستويات . وعلى سبيل المثال , هل يعقل اغتيال وزير الدفاع حردان التكريتي وهو قائد القوة الجوية وركن أساس في نجاح انقلاب البعث على عبد الرحمن عارف, ويذهب دمه ( بوله بشط ) كما يقول العراقيون , ويجري إسدال الستارة بالكامل على اغتياله بعد عدة أيام . ودع عنك مطاردة المعارضين الآخرين من شيوعيين وإسلاميين وبعثيين منشقين وفارين من الخدمة العسكرية ورافضين للحرب مع إيران .

كانت القيادة الكويتية لم تكتف بالتستر على جرائم النظام , بل تبرر دمويته لأنه يخوض الحرب مع إيران دفاعا عن ( البوابة الشرقية ) للأمة العربية , وتقدم له كل أنواع المساعدة المادية والإعلامية والدبلوماسية ثمنا للدم العراقي الذي لصدام غير المحافظة على كرسيه وتنفيذ رغباته المجنونة . وإذ كانت قيادات الكويت تعتقد انها كانت تتستر على سلامة إمارتها بهذا الخنوع المذل للجار القوي , فان قيادات الأحزاب الشيعية العراقية منحت النظام الإيراني أضعاف ما منحته القيادة الكويتية للنظام الصدامي, ولغاية فرض إرادته في تفاصيل العملية ( الديمقراطية )لاختيار المالكي لرئاسة الوزراء , ووضع خط احمر على علاوي الفائز في الانتخابات .

الكلام ليس دفاع عن علاوي , وهو لا يختلف عن المالكي وعن باقي القيادات السياسية العراقية الأخرى , فالجميع غطسوا في مستنقع مصالحهم الشخصية . ومسألة الموقف من المشروعين الإيراني والأمريكي المتصارعين للاستحواذ على العراق لا تحدده مصلحة العراق لهذه القيادات , بل موقف الإيرانيين والأمريكان من حجم الاستجابة لمصالحهم الشخصية ثم الحزبية . وشاهدنا في الفترات الأخيرة كيف ان علاوي ينتقد الأمريكان عندما لم يدعموه في الحصول على رئاسة الوزراء , وهو ابن المشروع الأمريكي , لان الامريكان لا يعيرون اهتماما للنقد ما دام لا يعيق مشروعهم , بعكس النظام الإيراني الذي الذي يعتبر نقده من المحرمات , وهو الأكثر تدخلا ودموية في حياة العراقيين , الا ان لا احد من القيادات الشيعية استطاع ان يوجه أي نقد لهم . هذا لا يعني ان علاوي وطني غيور , والقيادات الشيعية عملاء لإيران, الجميع في زورق واحد ويجذفون في مستنقع واحد . وكما عبر احد العراقيين : حتى عزرائيل لو جاء ليقبض أرواحهم فسوف يضع منديلا على انفه اتقاء لجيفتهم .

جددت الاتفاقية الأمنية مع الأمريكان أم لم تجدد , فالتجديد لا يعني شيئا لهم , وهم الذين وضعوا العراق في جيبهم , ليس من خلال الاتفاقية , بل بجملة التشريعات التي سنّوها والتي أبقت العراق بدون آلية لاتخاذ القرار الوطني الموحد , وحولت العراق الى إمارات قومية وطائفية وحزبية , ومن خلال ( الجهاز العصبي ) الذي يتحكم بجسم الدولة العراقية عبر آلاف ( الخبراء ) الأمريكان والعراقيين الذين كانوا في أميركا , إضافة لأكبر سفارة لها في العالم والتي يبلغ قوام منتسبيها العشرين ألف( موظف) . وعدم تجديد الاتفاقية , أو استحداث غيرها كما يحلو لرئيس الوزراء ان يؤكد لكي يستمتع بكلمة الإلغاء باعتباره ( قائد وطني غيور ) , سيمنح الأمريكان فرصة حركة اكبر لتوريط النظام الإيراني – الذي يسعى لإيجاد مخرج لاحتقانه الداخلي – في حرب أهلية تدمر ما تبقى من مقومات عراقية , وهذا ما يوضح التشجيع لتشكيل جيش سني في المناطق الغربية , وفي نفس الوقت يستطيع الأمريكان التدخل وقت ما تتطلبه مصلحتهم في تحديد مسار الأحداث .

أين ذهب الثقل الإقليمي المصري ؟ واين ذهبت ممانعة ( قلب العروبة النابض ) سوريا ؟ وأين ذهب ولو بشكل اقل التأثير الهائل للسعودية ؟ وبغض النظر عن شرعية الثورات العربية فقد وجدنا قطر والإمارات تتصدران المشهد الإقليمي , وكأنهم كانوا ينتظرون سقوط هذه الأنظمة . هل الجزيرة القطرية او نشاطات الشيخة موزة جعلت من قطر تتدخل في شئون الثورات وتعطي صكوك التزكية ؟! وتتصدر مرشحي رئاسة الجامعة العربية ورئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم , وتفوز بتنظيم بطولة كأس العالم , وهي التي فرقها ليس بمستوى فرق كرة قدم شعبية في العراق ؟! أم الإمارات بإشعاع وزير خارجيتها الشيخ عبد الله ؟! والإمارتان ليستا أكثر من شركتين أمريكيتين تمتهنان السياسة والحكم . واذ كان سابقا يوجد مخرجين للسياسة العالمية , فاليوم انفردت الرأسمالية وبالذات الأمريكية بإخراج اغلب الأعمال , ومن يمارس الاخراج بغير مصلحتها فستعمل بكل طاقتها لإفشاله , وهي قادرة على ذلك .



 

 

 

free web counter