| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الأثنين 29/3/ 2010



بين الشيخ الإيراني ودكاترة العراق

عزيز العراقي

الرئيس الإيراني الأسبق, ورئيس مؤسسة تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني , دخل بوابة المجد ليس لكونه احد أعمدة بناء النظام الإيراني , ولا لكونه فاز برئاسة الجمهورية لدورتين متتاليتين . بل رفضه الترشيح للمرة الثالثة عندما طالبه البرلمان بذلك, والبرلمان تكفل تغيير المادة الدستورية التي تنص على حق المرشح الترشيح لدورتين متتاليتين فقط , رفض رفسنجاني بشدة , وقال : يجب ان نحترم الدستور . هذا الموقف فتح باب المجد لرفسنجاني , وطيلة هذه السنوات لم يتطرق لتذكير الشعوب الإيرانية بأنه وراء تثبيت هذا المبدأ الديمقراطي .

العراقيون, وجميع العالم, يعرف ان المسئولين العراقيين يجلسون في مقاعد عجلة سلطة الاحتلال الأمريكي , ويمكن قذفهم والعجلة تسير بأعلى سرعتها , ان لم يحترموا أنفسهم ويتركونها عند محطتهم الأخيرة , التي عينوا فيها , او انتخبوا إليها , ورغم ذلك فأنهم يدّعون العكس . فالدكتور أياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق , ورئيس القائمة العراقية والفائزة الأولى في الانتخابات , والمرشح لرئاسة الوزراء حاليا, كرر بملل أثناء حملته الانتخابية, بأنه : أجرى الانتخابات الأولى عندما كان رئيس للوزراء , وترك المنصب طوعا استجابة لمتطلبات العملية الديمقراطية . وليس كونه موظف معين من قبل الحاكم الأمريكي للعراق بريمر , والحكومة في وقتها لم تمتلك ربع صلاحيات الحكومة الحالية , والحاكم الأمريكي هو الذي اقر الانتخابات , وتم إنجازها بإشرافهم .

الدكتور الجعفري رئيس الوزراء بعد علاوي , يؤكد بمناسبة وغير مناسبة , بأنه : رفس المنصب . والجميع يعرف ان الكتل السياسية الأخرى رفضته بعد أن فشل في أداء عمله , وسيطرت عليه النزعة الطائفية , وتمسك بالمنصب بشكل غير معقول , وكاد أن يسد بالكامل طريق العملية السياسية , لولا إزاحته من قبل الأمريكان , وبدله رشح من حزبه رئيس الوزراء الحالي السيد المالكي , و( رفسه ) للمنصب دفعه للانشقاق على حزبه وتشكيل حزب جديد .

والدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق , يتبجح بأنه : أول مسئول ترك منصبه باختياره . ونعرف جميعا كعراقيين , كم كنا نخجل من ظهوره على شاشات الفضائيات وهو رئيس السلطة التشريعية في عراق ما بعد صدام , ولا يمتلك ابسط مواصفات الدبلوماسية , أو الأدب الاجتماعي في تعامله مع أعضاء البرلمان , وبالذات مع النساء . ولم يقبل أن يستقيل رغم انه رفض من جميع الكتل السياسية, إلا بعد أن قدمت له الرشوة بالتقاعد الضخم من قبل البرلمان .

اما الدكتور جلال الطالباني رئيس الجمهورية , فقد التحق بالرؤساء العرب , حين يعلنون قبل الانتخابات, بأنهم : سوف لن يرشحوا في الانتخابات القادمة . ويخرجون المسيرات التي تطالب بترشيحهم, وعندما يصبح ( تكليف ) من الشعب, يفوزون بالتسعة والتسعين في المئة . قال الطالباني : سوف لن أرشح , وأتفرغ لكتابة مذكراتي , أما إذا ( كلفت ) من ممثلي الشعب, فسوف اقبل ( المهمة ) . والطالباني لم يرشح في الانتخابات خوفا من عدم الفوز حاله حال عمار الحكيم , ولكنه بعد ظهور نتائج الانتخابات , وترشيحه لرئاسة الجمهورية مرة أخرى من قبل القائمة الكردستانية , طار إلى إيران للحصول على موافقتها , وبواسطة نائبه الدكتور أيضا عادل عبد المهدي , القيادي في المجلس الأعلى .

وقلقي يزداد على الدكتور نوري المالكي رئيس الوزراء منذ ظهور نتائج الانتخابات , وتخلف قائمته عن العراقية بمقعدين ولحد الآن , وكل من يراه يدرك خوفه من فقدان رئاسته للوزراء التي أدمن عليها . أنا لست من حزبه , ولا من الذين صوتوا له , ولا ارغب ان يكلف بتشكيل الحكومة القادمة لسبب بسيط , لا علاقة له بفشله في عدم تحقيق الوعود التي قطعتها قائمته دولة القانون للذين انتخبوها في انتخابات مجالس المحافظات , بل أنا شريب , وخوفي إن استمر في رئاسة الوزراء ان يعمموا تدخلهم في الشئون الشخصية للناس , ويمنعون الشرب في كل المحافظات مثلما منعته قائمته في ثلاثة محافظات . وسقط في محافظة واسط فقط خمسة شهداء شرب , وقد يضحك الطائفيون في قائمة المالكي حينما نقول ( شهداء شرب ) , ولكن هؤلاء الشهداء دعاة حرية وفرفشة , وليس انغلاق وثقافة قبور . المهم , نرجو أن لا يحدث شئ للمالكي لا سامح الله , كأن تكون وعكة صحية لا تقوم له قائمة بعدها , وعندها ستخلق مشكلة دستورية وتتبعها أمنية , لأنه أصبح المفصل الوحيد الذي عليه ان يصرّف جميع الأمور , لغاية تشكيل البرلمان الجديد والحكومة القادمة, وليس استغلال هذا المفصل لغرض لوي عنق العملية السياسية , وبغض النظر عن حقه وحق الآخرين في الاعتراض على النتائج التي شابها التزوير كما يعتقد الكثيرون , فلها القضاء الذي سيبت بأمر هذه الشكاوى .

بعكس جميع شعوب الأرض التي تطلب من الله أن يساعدها في إخراج المحتل من أوطانها , العراقيون يحمدون الله ويشكروه , على ان الاحتلال لا يزال هو عامل الفصل في السيطرة على الأمور العراقية , وهو اغرب دعاء يستقبله سبحانه تعالى .

 

 

free web counter