| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الجمعة 28/6/ 2011



ما الذي يجمع بينهم ؟

عزيز العراقي

الالتباس يرافق الكثير من التقديرات في تحديد طرق فك الاستعصاء للازمة العراقية الحالية , ولعل ابرز أسباب هذا الالتباس يعود لما استحوذت عليه زعامة علاوي والمالكي من تمحور جعل منهما قطبي الصراع لجهات عدة , قد يكون بينها صراعات دموية وهم في نفس المحور . ومثلما أكدت الأحداث فإنها لا تعود لأسباب لها علاقة بالعراق والعراقيين بقدر ما هي صراعات شخصية , وفي أحسن الأحوال حزبية ضيقة , والا لما تمحورت لافتة الصراع حول شخصين لا يعرف عنهما غير الاستماتة في الحصول على السلطة , وليس على برامج سياسية تناساها الطرفان لقناعتهما بسخافة الاستمرار للادعاء بهما , وهما ( علمانية ) العراقية يقابلها الدفاع عن مظلومية الشيعة التي تطورت للادعاء ب(دولة القانون) .

المالكي ومحوره يدركون قبل غيرهم ان سيطرتهم وإدارتهم لا تتعدى المناطق الشيعية فقط , وقد حاولوا ان يخترقوا ارادات الطرفين الآخرين عدة مرات وجوبهوا بمعارضة قوية . وليست بعيدة محاولات وزارة نفط الشهرستاني او تحجيم البيشمركة وعدم تطبيق المادة 140 , او استحداث مجلس العشائر ومحاولات شراء ذمم بعض الشيوخ السنة وغيرها الكثير . المهم ان الجميع يدرك ان نظام المحاصصة الذي تموضعوا فيه لا يستطيعون من خلاله الاستحواذ على باقي الاقطاعيات الأخرى كما كانوا يعتقدون . فلا المحاصصة تستطيع ان تتقدم خطوة اخرى بعد ان استنفذت حدود الممكن في الكذب والضحك على ذقون العراقيين , ولا الزعامات التي تقود العملية السياسية تستطيع التراجع عن نظام المحاصصة لانها ستحفر قبرها بيدها . وكل تعويل على حل يأتي من قبل هذه الأطراف لا يكون اكثر من تمنيات عاجز , وكل خطوة تاتي من قبل هذه القيادات مهما تكن جدية لا تكون اكثر من خطوة ترقيعية تديم استمرار هذا الاستعصاء . وما دام العراق لا يزال في المنطقة المتنازع عليها بين المشروعين الأمريكي والإيراني فسيكون من الصعوبة اعادة النظر بنظام المحاصصة الحالي , وهو النظام الذي يضمن استمرار التوازن القلق بين المشروعين , وعدم إمكانية حسمه لأحد الطرفين في الوقت الحالي .

ان القيادات الحالية فقدت مصداقيتها مع العراقيين , ومواجهة المحتجين والمتظاهرين بهذه الأساليب الفاشية رغم اعتراف رئيس الوزراء وليس غيره بشرعية مطاليبهم تؤكد هذه الحقيقة . قمع الاحتجاجات يستمد قوته من إضعاف المشروع الوطني ومحاربة القوى التي تتبناه أولا , وثانيا في استماتتهم بعدم حسم صراع المشروعين والمحافظة على بقائهم رئسي حربة الطرفين الأمريكي والإيراني , وهي النقطة الوحيدة لاستمرار وجودهم جميعا .

الجميع يدرك سبب استمرار الانحدار وتدهور الوضع , وعلى لسان المالكي وليس غيره أيضا , فقد أكد يوم 27/3/2011 خلال اجتماع جمعه مع مجموعة من الأكاديميين والمحللين السياسيين :" ان العملية السياسية لا يمكن ان يكتب لها النجاح في ظل الدستور الحالي ". فماذا عملت وأنت رئيس الوزراء للدستور الحالي ؟! الذي أقرت تبديل بعض مواده بعد التصويت عليه مباشرة , ما ذا عملت لرأس البلاء طيلة هذه السنوات ؟! وما دمت تدرك جيدا رأس البلاء بهذا الوضوح فلماذا تتحمل المسئولية الأولى لسبب التدهور ؟! الم يكن بامكانك ان تكون زعيم حقيقي تكسب حب العراقيين جميعا - وما أوضحها من فرصة - وتترك خلفك كل هذه الحثالات التي تتصارع معها يتمرغون في عار أوحالهم وقذارتهم ما لم تكن حساباتكم ليست حسابات العراقيين ولا حسابات عمليتهم السياسية ؟

عدم تجديد الاتفاقية الأمنية مع الأمريكان , وإغلاق معسكر اشرف , وما شابههما من إشكالات , مسرحيات تقدم من قبل المخرجين الرئيسيين الأمريكي والإيراني , والقيادات العراقية ليست أكثر من ممثلين بينهم من يجيد التمثيل وآخر لا يستطيع غير بيع تذاكر العرض . والمؤلم ان العراقيين لايزال منهم من يعتقد ان المسرحية التي يشاهدونها هي قصة حقيقية , فيتفاعلون مع أحداثها ويصفقون لأبطالها .
 

 

 

free web counter