| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 28/2/ 2012



المالكي يفند ادعاءات المتظاهرين

عزيز العراقي

توقعت ان يكون الكتاب السري لجهاز المخابرات العراقية الموجه الى قيادة بغداد , والمنشور في كثير من المواقع العراقية , والذي جاء فيه " ينوي بعض أعضاء الحزب الشيوعي تنظيم تظاهرة يوم 25 شباط في محافظة بغداد –ساحة التحرير إحياء للذكرى الثانية لانطلاق التظاهرات يطالبون فيها توفير فرص عمل وإنهاء الخلافات السياسية ". توقعت انه سرب كطعم للبعض كي يورطوهم في مهاجمة الحكومة ومنهم الشيوعيين , حتى تكون ذريعة لاضطهادهم أكثر , بعد ان تنفي دائرة المخابرات بعد عدة أيام ان يكون الكتاب قد صدر منها . على الطريقة الصدامية , عندما يخفون احد القياديين البعثيين وينشرون الشائعات حول إعدامه , وبعد ان يتم تداول الإشاعة يظهرونه في احد الفعاليات الإعلامية . بعدها يتهم بترويج الإشاعة المخلة بأمن البلد احد المستهدفين , وفي نفس الوقت يجري ( تبويش ) انتشار القصص الحقيقية لتآكل النظام . وفاتهم ان الشيوعيين لا يعرفون العداء الشخصي حتى مع جزاريهم البعثيين , وطيلة تاريخهم لا يحقدون , وينظرون الى الأمام يحلمون بمستقبل أفضل .

كنت أرجح التوقع السابق , الا ان تصريح الأستاذ رائد فهمي وهو احد القياديين في الحزب الشيوعي والمنشور في موقع " الناس " يوم 28 / 2 /2012 , والذي أكد فيه على صدور هذا الكتاب , أعادني لمراجعة ترجيحي . الكتاب من دون التعليمات المتعلقة بتوجهات السلطة وسطوتها , فيه الكثير من الحقيقة , فالشيوعيين والديمقراطيين والعلمانيين جزء من مطالباتهم هي توفير فرص العمل لأبناء هذا الشعب المنكوب , وإنهاء مهزلة مسرحية الخلافات بين القوائم . ومن باب أولى ان ندقق في أسباب صدور هكذا كتاب , فلا يوجد سياسي يمتلك ذرة من العقل يقر بنبل مطالبكم , ويطاردكم بالتهديد والسجن والاغتيالات , فما بالك والكتاب صادر من جهاز المخابرات ؟! الذي يجب ان يمتلك أعلى درجات الإحساس بالخطر بين جميع أجهزة الدولة . والأرجح ان رئيس الوزراء السيد المالكي أراد ان يفند ما يردده بعض المتظاهرين :" جذاب نوري المالكي ", ففاجئهم بقول الحقيقة , واخذ يضحك عليهم .

في التاريخ الطويل والعريق للحزب الشيوعي , وعبر جميع المراحل السياسية , تعرض الشيوعيون لمختلف الاتهامات الباطلة لغرض الإساءة لهم , وإقناع البسطاء من الناس بأنهم يجافون التقاليد المتعارف عليها في نضالهم الدءوب للنهوض بالواقع المتخلف للمجتمع . وعلى سبيل المثال اذكر ما قاله عمي الشيوعي عندما سجن عام 1952 , ولا أتذكر بالضبط اين , ويمكن ان يكون في الرمادي , وكيف اخذ السجانون يدورون حولهم عند دخولهم السجن , وينظرون الى مؤخراتهم بحيرة وانشداه .

يقول المرحوم عمي : عندما اخذوا واحد منا وانفردوا به في داخل إحدى الغرف , خفنا جميعا على ( العزيزة ) , واخذ التساؤل والرعب يشوه وجوهنا . بعدها عرفنا ان المسئولين اخبروا الشرطة السجانين ان الشيوعيين عندهم ذيول , والشرطة مشدوهين لكي يتأكدوا من الذيول .

في العهد الجمهوري , بدءها البعثيون منذ عام 1959 في شعار " بس هالشهر ماكو مهر " كون الشيوعيين اباحيين ولا تهمهم الأعراف والتقاليد , والقيادي في البعث هاني الفكيكي وحسن العلوي يذكران الكثير من التلفيق على الشيوعيين في تلك الفترة .

أين يجد الشيوعيين مثل غباء هذه الحكومة ؟! فقد منحتكم وسام تفتخرون به عندما ( اتهمتكم ) وتطاردكم بسبب الدفاع عن مصالح الناس . واتهمت الجميع بمن فيهم منتسبيها , وأخذت تحيلهم إلى المحاكم بسبب تهم الإرهاب , وسرقة المال العام , والفساد الإداري , او السمسرة مع الشركات الأجنبية على حساب بيع المصالح الوطنية , وغيرها الكثير . انتم الوحيدون المطاردون بسبب مطالبتكم بتوفير فرص عمل لأبناء الشعب , وإنهاء الصراع غير المشروع على السلطة والجاه والمال . ومن ناحية أخرى , أثبتت هذه الحكومة إنها لا تختلف عن الحكومات السابقة إذا كانت ملكية او فاشية بعثية, في معاداتها للتطلعات الشعبية ومعاداتها للقوى الديمقراطية .




 

 


 

 

free web counter