كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأربعاء 27/4/ 2011

ماذا لو كنتم وحدكم في السلطة ؟! عزيز العراقي يوم 20110426 نشرت صحيفة " الشرق الأوسط" تقريرا تحت عنوان " رئيسا البرلمان والوزراء العراقيان يتبادلان اتهامات مبطنة" , وبعيدا عن تبادل الاتهامات التي تفجرت بين الطرفين على خلفية رفض النجيفي طلبا من الأمانة العامة لمجلس الوزراء يطلب فيه التريث بإقرار خمسة قوانين كما يؤكد التقرير , وهو ما دعاها إلى الإعلان عن نيتها بسحب الثقة من رئيس البرلمان , بالإضافة إلى رفضه إجراء التصويت داخل البرلمان على نواب رئيس الجمهورية طبقا لقاعدة الحروف الأبجدية , والأخير أعاد تفجير الصراع الذي خفت مؤقتا بين القائمتين المتنازعتين على السلطة . والغريب ان حزب " الدعوة " برئاسة المالكي يصر على ترشيح خضير الخزاعي المعروف بفشله في وزارة التربية , والذي دفع حتى المرجعية الشيعية في النجف على غير عادتها في عدم مهاجمة الأشخاص, لمهاجمة عدم نزاهته وطائفيته البغيضة , والكثير يتساءلون عن سبب هذا الإصرار وماذا يمتلك الخزاعي ليحقق كل هذه السطوة على قيادة الحزب ؟! المالكي وبطانته يعرفون كم هو مرفوض من قبل القوائم الأخرى , ويريدون بالتصويت حسب الحروف الأبجدية لفرض التصويت له , والا سيفشلون التصويت للآخرين الذين يأتون خلفه بالتسلسل الأبجدي . فيا لعار الثقة التي تتحكم بهذه القيادات السياسية وتدعي الحرص على إعادة بناء العراق , ويا لهشاشة الحزب الذي يقود السلطة ويرهن مصداقيته لسطوة قيادي فاشل ومنبوذ حتى من قبل المرجعية الدينية . ويؤكد المالكي خلال مشاركته في المؤتمر السنوي الأول للاتحاد العام للتعاون من ان :" العراق ليس بلدا فقيرا , ولكن حينما يدار إدارة غير حكيمة , ويتخلى المواطن عن اداء دوره في تحمل مسؤوليته تجاه الوطن " . من الذي يدير إدارة الدولة غير الحكيمة غيرك يا دولة الرئيس ؟! والجميع يعرف بطانتك التي شلت بتهديداتها وتدخلها ليس الوزراء فقط , بل وتهدد رئيس البرلمان بسحب الثقة ان استمر في معارضتكم , وهو احد شيوخ القائمة " العراقية " التي سلبتم حقها في تشكيل الوزارة , والذي لا يقل انحطاطا في وسائله عن وسائلكم عندما يتعلق الأمر بالاستحواذ على السلطة . ومن المسئول عن زرع عدم الجدوى لدى العراقيين ؟! فعندما يطالبون بتظاهراتهم عن الرغبة في تعديل مسيرتكم يقابلون بالرصاص . وقد تعتقد او هكذا أشاروا عليك مستشاريك بأنكم ستفلتون من الدماء البريئة التي سفكت , وستدركون ان أول من سيحاسبكم هم أبناء الدعوة ورثة التاريخ النبيل لشهدائه الأبرار . ويكمل المالكي :" وحينما تتحول الإدارة المركزية الى وعاء وحبل خانق لإدارة المؤسسات والشركات ورجال الأعمال والإبداع الشعبي , فهذا كله سيحول الدولة الى دولة مشلولة " ويعتقد سيادته انه بمجرد ان يذكر شلل إدارته وفشلها سيرفع المسئولية عن كاهله . وعلى سبيل المثال , حتى صدام – وكم هي المقارنة مهينة ومؤلمة لنا كعراقيين قبل ان تكون مفاضلة بينك وبين اعتى المجرمين في التاريخ - حتى صدام كان قد احتال على العمال وحولهم الى ( موظفين ) عندما حل اتحادهم , وانتم وجها لوجه تقولون لا نعترف بقيادتكم العمالية , وتأخذون الخطوات العملية لعزل مكتبه التنفيذي الذي جاء بالانتخابات الشرعية , وفي ظل حكومتكم . انتم تقودون السفينة , ولا تدركون ان تواطئكم مع ما تقترفه الزمر المنحرفة في باقي التنظيمات الشيعية المشاركة في السلطة تقع على عاتق حزبكم لتزيد الطين بلة , ماذا ستفعلون لو كنتم وحدكم في السلطة ؟! مثل حزب البعث سابقا , ماذا ستفعلون لو كنتم تتحكمون بالسلطة وليس تحت ظلال الاحتلال الأمريكي؟! يقول المالكي في إحدى تصريحاته : حتى رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة لن يستطيع القيام بانقلاب في وضع العراق . وبدل الانقلاب التقليدي المتعارف عليه والغير قابل للنجاح , ينفذ المالكي انقلاب بشكل آخر يتماشى مع المرحلة الحالية وعلى عدة خطوات , قد تبدو صغيرة او متفرقة ولكنها أقساط تدفع لاستكمال تملك البيت ( السلطة ) , مثل التشبث بالوزارات الأمنية وعدم تعيين الوزراء , ربط الهيئات المستقلة برئاسة الوزراء كالنزاهة والقضاء والانتخابات ..الخ , التراجع عن تنفيذ اتفاقيات المحاصصة مثل مجلس سياسات علاوي , وفرض الأمر الواقع , منع النوادي الاجتماعية , إعاقة نمو الثقافة والفنون والرياضة , وبدلها تعميم الحجاب , وعدم الاختلاط حتى في الجامعات , وتعميم ثقافة الحزن والبكاء باسم حب الحسين عليه السلام , والكثير الكثير الذي يقف بوجه التاريخ يمكن ملاحظته , فهل تستطيعون إيقاف هدير هذه العجلة التي أخذت تدور وبسرعة مذهلة في كافة أرجاء المعمورة ؟! وتعيدون العجلة إلى الوراء؟!