| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الخميس 27/9/ 2012



من هو الذي يتفاوض على مصلحة الشعب ؟!

عزيز العراقي

تتنوع طرق تحايل الكتل السياسية المتنفذة بعد ان أصبح همها الأول : إيهام ( الشركاء )الآخرين في السلطة وخداعهم عما تريده تحت راية ( الحاجة الوطنية ) . وأصبح الكذب والإيهام وظيفة سياسية يسمونها " لجان الحراك السياسي اليومي " كما أفاد احد الأخوة في التيار الصدري . يقول : ان لها لجان تقود عملها وتوزع عليها المسئوليات , سواء بالتحرك نحو مجموعات من الكتل الأخرى , وتدعي انها على أبواب انشقاق وليست راضية عن خيانات قياداتها , او عمالتهم لدول الجوار , او لاندفاعهم في تعميق الطائفية , او مشاركتهم وتسترهم على الفساد والفاسدين , وفي بعض الأحيان ولزيادة الإيهام يتم الادعاء بأنهم لا يحصلون على شئ, وغيرهم يستأثر بكل شئ . او نشاط أخر لا يقل أهمية عن هذا , وهو التصريحات التي يطلقها العضو باسم قائمته او حزبه , وعند الاستفسار عن حقيقة الموقف في التصريح , يتم التبرؤ منه , كونه تصريح شخصي لا يمثل رأي الكتلة . وبدل ان يوضع حد لهذا الاستهتار والتشويش , نراها أصبحت ( حرفة ) , وبرزت فيها نجوم تلفزيونية أصبحت لا تجيد حرفة غيرها .

عندما دعا الحزب الشيوعي لعقد " مؤتمر وطني " يخرج العراق من الاستعصاء الحالي , ويكون ملزم بقراراته باعتباره " مؤتمر " وليس اجتماع يمكن التنصل من اتفاقاته . كان قصد الحزب الشيوعي – وهو ( لا كَلب ولا جلاوي ) كما يقول العراقيون عن الشخص الذي يفترض دائما حسن النية – ان يساعد رئيس الوزراء وقائمته " دولة القانون " الذين يقودون السلطة للخروج من هذا المأزق الذي وضع المالكي نفسه فيه وورط معه الكتلة الشيعية . وبعد ان تبنى رئيس الجمهورية مقترح الشيوعيين , رفض المالكي ومن معه " المؤتمر ", واستبدلوه باجتماع وطني ليكون التملص من قراراته أسهل , واستجاب الجميع أيضا لهذه الرغبة . ورغم ذلك جرت المماطلة من قبل المالكي والتحالف الشيعي , يوم بعد عيد الفطر , ويوم آخر فك التداخل بين استدعاء المالكي للبرلمان وبين الاجتماع , وتوجت بذهاب الطالباني إلى ألمانيا , وانتظار عودته التي علقت عليها الآمال أكثر من عودة المهدي (ع) .

الآن انتهى عيد الفطر ونحن على أبواب العيد الكبير , واستدعاء المالكي انتهى الى الفشل مثلما أراده المالكي ودولة القانون , والطالباني عاد , والدعوة للاجتماع الوطني ليست جدية , لا من قبل رئيس الجمهورية ولا من قبل المالكي والقائمة الشيعية , والحراك السياسي الحالي أشبه بمن يسّهي ( يحمص ) حبات القهوة لكي يطحنها ويغليها في دلة الشعب المنكوب ليستمتع بشربها . ولكن قبل الشرب نسمع رنين الفناجين وهي تدار بيد النجوم التلفزيونية من أعضاء ائتلاف دولة القانون والنواب عن التحالف الوطني الشيعي . يقول فؤاد الدروكي في تصريحه يوم 26 / 9 / 2012 المنشور في " صوت العراق " : ان بعض الكتل ( ويقصد العراقية والكردستانية حيث لا يوجد غيرهما معهم ) تضع " قنابل " من اجل تأزيم العملية السياسية وإفشال الاجتماع الوطني . وينفذون أجندات خارجية إقليمية ويحاولون إدامة الأزمة لإبقاء البلد في دوامة المشاكل لكي لا يكون هناك استقرار سياسي .

مما لا شك فيه ان جميع الكتل المتنفذة ترتبط بأجندات مع دول إقليمية أو مع الأمريكان , ولكن من من هذه القوائم أكثر ارتباطا من القائمة الشيعية بالأجندات الإقليمية ؟! وكونها احد أدوات المشروع القومي الإيراني , وهذا ما يتفق عليه الجميع بما فيهم بعض أطراف التحالف الوطني الشيعي . والمطالبات الحالية في هيئة الأمم المتحدة من التوقف عن جعل العراق ممر للطائرات الإيرانية التي تحمل السلاح والعتاد الى النظام السوري ما يوضح ورطة المالكي بالتحالف مع النظام الإيراني .

نرجع ونؤكد ان المؤتمر أو الاجتماع الوطني هو بالأساس لمساعدة المالكي وقائمته للخروج من ورطة عدم إمكانيته تمشية أمور العراق , بل زاد الطين بلة في التردي , ورغم ذلك يعلو رنين الفناجين أكثر على لسان عضو ائتلاف دولة القانون النائب عن التحالف الوطني عادل فضالة المنشور في " صوت العراق " ايضا يوم 27 / 9 / 2012 : ان الاجتماع هو الفرصة الأخيرة للكتل السياسية خلال الدورة البرلمانية . واشاره الفضالة :" ان قيادة الكتل السياسية ( أدركوا ) انهم يتفاوضون بمعزل عن مطالب الشعب , مبينا , عدم اتفاق قادة الكتل السياسية على عقد الاجتماع , بسبب فقدان الثقة بينهم ".

والسؤال : من هو الذي يتفاوض على مصلحة الشعب ؟! انتم ام العراقية او الكردستانية ؟!

ولو تيسر ان قبل أي منكم ان يحمل شرف المعارضة - وليس الاختلاف على تقاسم الحصص - , وأمامه وضع لا يوجد أسهل منه في كل المجتمعات للفوز بهذا الشرف , لعرفنا من هو الذي يطالب بحقوق الشعب المنكوب .


 

free web counter