| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأثنين 27/2/ 2012



البحث في كومة القش

عزيز العراقي

في المنعطفات والظروف الصعبة تنكشف معادن الرجال , سواء باستعدادها لمواجهة الحقيقة , أو الانزلاق أكثر في الكذب وخداع الآخرين . قبل ثلاثة أيام أكد القيادي في المجلس الأعلى وخطيب الجمعة في النجف الاشرف السيد القبنجي , بان الصراع الحاد في المدن الشيعية في الوسط والجنوب , والذي جرى فيه اعتداءات متبادلة بين أطراف شيعية عدة تمحورت تحت لافتة جماعة الصرخي وجماعة المرجعية , هو ليس صراع بين أطراف شيعية , والقصد منها إبرازها في الإعلام كصراع شيعي شيعي , والحقيقة لا يوجد صراع بين أطراف شيعية ولا بين المرجعيات . هذا ما قاله في ( خطبة الجمعة ) في احد بيوت الله والمسئولية أعظم كما نفهمها نحن , وليس في تصريح صحفي عابر يمكن ان يضحك بعدها على من ينشر الخبر كما جرت العادة .

وفي بؤرة صراع أخرى شيعية شيعية أيضا , صرح زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ان :" دكتاتور الحكومة يسعى لجعل كل المنجزات له , وان لم يقدر فانه سوف يسعى إلى إلقاء منجزاتهم ( الوزراء ) ومحوها وسد الطريق عليهم ".

هذا الكلام ليس لنائب المالكي صالح المطلك , الذي أصدر المالكي قرارا بطرده بسبب تصريح مشابه , ومتجاوزا على صلاحيات البرلمان الذي وظف المطلك . هذا كلام السيد مقتدى الصدر , فماذا سيفعل المالكي مع زعيم التيار الصدري؟!

رغم ان مقتدى الصدر مطلوب للتحقيق في قضية اغتيال عبد المجيد الخوئي , ويمتلك علاقات تكاد ان تكون دموية مع عصائب الحق المنشقة عن التيار الصدري , ولا يمتلك التيار علاقة طبيعية مع عدوه القديم المجلس الأعلى . هذه علاقات تنظيم واحد في التحالف الوطني ( الشيعي ) مع باقي حلفائه , فهل يريد السيد القبنجي ان نستعرض باقي العلاقات بين الأطراف الشيعية الأخرى ؟ والتي لا تقل خلافاتها فيما بينها عن خلافات التيار الصدري مع الآخرين .

في تصريح لا يقل إنكارا عن تصريح القبنجي , قال علي الشلاه النائب عن قائمة المالكي دولة القانون والمنشور في " صوت العراق " يوم الاحد 26 /2 / 2012 , والذي أراد فيه التخفيف من وجع صراحة تصريح الصدر ان : " رأي مقتدى الصدر محترم وأيضا الأخوة في كتلة الأحرار كونه انتقد أداء الحكومة وليس شخص المالكي " . مبينا ان :" هناك علاقة وثيقة بين ائتلاف دولة القانون والتيار الصدري خصوصا في هذه المرحلة ". وإذا كان القبنجي يمتلك تاريخ في تشكيل المجلس الأعلى , وله باع طويل في تنظيم المؤسسة الشيعية , ويجد من واجبه الدفاع بكل الطرق عن وجود هذه المؤسسة , فان الشلاه لا علاقة له سابقا , لا من قريب ولا من بعيد بالمؤسسة الدينية , وكلامه في خانة ان يكون ملكي أكثر من الملك , وهي الحرفة التي يجيدها عند ولي نعمته .

وردا على ما قاله الشلاه , صرح النائب عن التيار الصدري جواد الحسناوي في نفس اليوم , والمنشور في " صوت العراق " أيضا , ان " وصف الصدر على دكتاتور الحكومة ينطبق على المالكي وهو وصف في محله ومكانه ", وأضاف " على الكتل السياسية إذا أرادت الحفاظ على العملية السياسية والديمقراطية الناشئة في البلاد هو العمل على تحديد ولاية رئيس الوزراء من خلال تفعيل الطلب الموقع عليه من قبل ( 105 ) نائبا والمقدم الى البرلمان وهو افضل حل للخروج من هذا المأزق ". وأكد :" ان الدكتاتورية اليوم في العراق أصبحت بلباس وحزب جديد وشعارات حزبية أسلامية وحسينية , وان اغلب المشاكل التي وصلت ما بين الكتل السياسية هي بسبب التفرد بالقرار , وهي نتاجات طبيعية بالهيمنة والاتجاه نحو دكتاتورية جديدة بالسيطرة والاستحواذ على الأجهزة الأمنية وقرارات الدولة وحتى على مجلس الوزراء ". فهل يوجد حجر اكبر من هذا يا سيد النائب الشلاه ؟ ساعدك الله عليه .

وفي آخر إخراج مشترك بين قائمتي المالكي وعلاوي لمسرحية " كيفية الخروج من الأزمة " , قدم صالح المطلك طلبا على ان لا تكون عودته لمنصبه من ضمن بنود النقاش في ( اللقاء الوطني ) . وفجأة تحول المطلك من حثالة صدامية , وخادم سجودة , ومشمول بالاجتثاث , الى حمامة سلام , وصاحب بادرة حسن النية . يقول العراقيون في صعوبة الخروج من ورطة " شلون نطلع ها لمطي من هالوحلة " . المشكلة ليست في عودة او عدم عودة المطلك , المشكلة في وحلة الهاشمي , وكيف ستخرج منها قائمتي المالكي وعلاوي ؟!





 

 


 

 

free web counter