| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الأربعاء  27 / 11 / 2013



الاحزاب المتنفذة لم تفطم بعد طائفيا

عزيز العراقي

نشر موقع " الناس " نقلا عن " شفق نيوز " يوم 25 / 11 / 2013 تحت عنوان : المجلس الاعلى يقرها : ملزمون بالحفاظ على الكتلة الاكبر بعد الانتخابات للحصول على رئاسة الوزراء . يتبادر الى الذهن عند كلمة " ملزمون " و " للحصول على رئاسة الوزراء " بأن المسألة فيها تكتيك وذكاء سياسي للحصول على رئاسة الوزراء لأحد مرشحيهم سواء الدكتور عادل عبد المهدي او بيان جبر , كونهم بديل ( قد ) يتمكن من تجاوز الانحدار والفشل الذريع للمالكي ومجموعته الذي وضع في رقبة القيادات الشيعية . وهو مسعى نبيل لرفع الحيف عن العراقيين , وإنقاذ البلد من كارثة حقيقية لو استمر المالكي ومجموعته في ادارة البلد , وفي نفس الوقت رفع تهمة الفشل التي التصقت بالأحزاب الشيعية بإيجاد بديل شيعي ايضا يعمل لصالح كل العراقيين .

ولكن صاحب التصريح علي الشبر يكمل فيقول : "بلا شك المجلس الاعلى الاسلامي وباقي كتل التحالف الوطني ملزمة بالحفاظ على الكتلة الاكبر بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية القادمة وتشكيل التحالف الوطني لحصوله على رئاسة الوزراء ". ومثلما يفقد المالكي وجماعته توازنهم كلما اقترب موعد الانتخابات , بما فيها محاولتهم اعاقة اقرار قانون الانتخابات من قبل دولة القانون لغرض تأجيلها لولا تأكيد الامريكان على اقامتها في موعدها , والذي بلغوه للمالكي في زيارته الاخيرة لأميركا مما دعا دولة القانون لتمرير قانون الانتخابات في اليوم الثاني من مجئ المالكي .

المجلس الاعلى يستعجل نتيجة ارتباكه ايضا فيجهض تفاؤلنا فيه في بداية التصريح على ان هناك احزاب شيعية وطنية اكثر مما هي طائفية , فيؤكد شبر " ان المجلس وباقي كتل التحالف الوطني" ملزمة " بالحفاظ على الكتلة الاكبر " . ملزمة لمن ؟ ومثلما عرفنا طيلة السنوات التي اعقبت ازاحة نظام صدام , انها ملزمة للنظام الايراني الذي يهمه اولا : استمرار نفوذه في العراق من خلال الكتلة ( الطائفية ) الاكبر التي تكلف بإدارة البلد . وثانيا : ان مجموعة الاحزاب الدينية العراقية تؤكد انها لم تبلغ سن الفطام الطائفي , ولن تتمكن من اكمال نموها على ما يدره الشعب والوطن العراقي من خيرات .

كنا نأمل من بعض الاحزاب الشيعية ان تتمكن من فك اسرها الطائفي , وتسعى باتجاه بناء تحالفات وطنية عابرة للطوائف والقوميات , تحالفات تضع وحدة المصالح المشتركة للعراقيين قبل كل شئ , ولا تقبل بحاكم شيعي يفرق بين ابناء شعبه , او لا يمتلك خبرة ولا يعرف اصول ادارة البلد في احسن تقدير .

اننا نعرف ان الامريكان والنظام الايراني رغم الصراع الذي كان بينهما , الا انهما كانا متفقين حتى ولو بشكل غير مباشر على نقطة واحدة , وهي اضعاف المشروع الوطني العراقي . ورغم ذلك فان بعض الاحزاب الشيعية حاولت ان تفلت من سطوة النظام الايراني مستعينة من انحشاره في زاوية حادة اثر الحصار والعقوبات التي فرضت عليه , وانعكست بشكل مدمر على معيشة الشعب الايراني في الاشهر الاخيرة . الا ان توقيع الاتفاقية النووية في جنيف بين الخمسة زائد واحد وايران , منحت النظام الايراني فرصة كبيرة لاستعادة الكثير من امكانياته , ورغم ان نجاحها كفيل بالستة اشهر التي منحت لايران للتأكد من التطبيق , الا ان هذه الستة اشهر سواء نجحت ايران بالانسجام مع ما يريده الغرب ام لم تنجح فإنها كفيلة باستعادة ترتيب اوراقها في الكثير من المجالات , وبالذات الورقة العراقية , وستجد بعض الاحزاب الشيعية التي حاولت التعبير عن عراقيتها مأسورة بصورة اشد من السابق الى النفوذ الايراني .

ان ما يهمنا كعراقيين ان لا نعوّل في نهوضنا على تغيير احزاب نشأة اساسا في الرحم الطائفي سواء اقر المجلس الاسلامي بهذه المرجعية السياسية ام حاول التخلص منها , والشعب الذي يريد ان يحيا مثل باقي الشعوب الانسانية , عليه ان ينهض بخيارته لمستوى هذه الشعوب , لا ان ينتظر من ينقذه .


 

free web counter