| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الأحد 27/1/ 2008



فقط من اجل شرف الحقيقة

عزيز العراقي

لو قالها شخص آخر غير الدكتور ابراهيم الجعفري "ان المحاصصة الطائفية (التي وصفها) السيئة الصيت هي التي اودت بالعراق الى الوقوع في حالات التمييز والتخندق" لوجدنا له بدل العذر , ألف عذر , ورئيس الوزراء السابق الجعفري وصل لهذا المنصب لكونه رئيس حزب "الدعوة" الشيعي فقط . ويتهم بعض اعضاء حزب "الدعوة" الجعفري بالمساومة للاستئثار بمنصب رئيس الوزراء مقابل عدم حصول الحزب على وزارات عدة يمكن للحزب ان يستفاد منها اكثر , حاله حال "المجلس الاعلى" و"التيار الصدري" وباقي اطراف "الائتلاف" الاخرى . ولهذا السبب يُرجعون ايضاً اضطرار رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي الى تعيين اغلب اعضاء قيادة حزب "الدعوة" كمستشارين له , للتعويض عن الغبن الذي شعروا به نتيجة رئاسة الجعفري للحزب . وبسبب هذا (التعويض) يتهمهم الجعفري بأنهم تآمروا عليه وانتخبوا بدله المالكي لرئاسة الحزب , ويطالب بإعادة الانتخابات الحزبية .

ولعل ابرز انجازات الجعفري عندما تولى منصب رئاسة الوزراء , تمكنه مع وزير داخليته السيد بيان جبر من وضع اليد على وزارة الداخلية التي اصبحت من (حصة) "الائتلاف" , واستغلال اعادة تأسيسها , لملئ جهاز الشرطة وباقي المواقع المهمة بعناصر المليشيات الشيعية , والمتهم بعضها (قوات بدر) التابعة للمجلس الاعلى بالارتباط العضوي مع حرس الثورة الايراني . والكل يعرف الجرائم التي ارتكبت بأسم منتسبي الشرطة في الوسط والجنوب , ولعل ما قاله مدير شرطة البصرة ما يختصر الكثير في برنامج "مهمة خاصة" الذي قدمته قناة "العربية" , ومن اعداد الصديق نجاح محمد علي مساء 20080124 , "ان اغلب الجرائم تقوم بها قوات الشرطة , كأشخاص , او معدات مثل السيارات والملابس والاسلحة والبنايات , واغلب المنتسبين يخضعون لتوجيهات احزابهم الشيعية" .
ولاشك ان تشكيل وزارة الداخلية بهذا الشكل , كان سبب اساس في تعميق الصراع الطائفي , وجريمة قزمت امامها مئات الجرائم الصدامية , ولو تيّسر للعدالة ان تتحقق في العراق لدفع الجعفري ووزير داخليته اغلى الاثمان ونتيجة تفشي هذا المرض الطائفي في اجهزة وزارة الداخلية حجبت عنه الثقة من قبل كل القوائم السياسية بما فيها قائمته "الائتلاف" بعد الانتخابات الاخيرة , ولكنه اصر على الاستمرار في الترشح مرة ثانية , وأخر العملية السياسية ثلاثة اشهر , ولغاية تدخل الامريكان الذين اجبروه على التنحي .

المذكور ليس بالشئ الجديد ومعروف للجميع , ولكنه لتذكير السيد الجعفري بأنه لا يستطيع ان يخدعنا مرّة اخرى بلباقته وادعائه بأنه يعمل فقط لوجه الله والصالح العام . وفي رده على سؤال حول نشاطه الحالي ومحاولته تشكيل تيار جديد , والمنشور في "صوت العراق" يوم 20080125 نقلاً عن مقابلته مع راديو "سوا" شدد الجعفري :"على ان مشروعه ليس بديلاً عن مشروع الحكومة , وانه لا ينوي القيام بتحرك مضاد لحكومة نوري المالكي , وان الجبهة التي ينوي تشكيلها لا تختلف على امر فيه مصلحة العراق" . اذن ما هي ضرورة تشكيل هذه الجبهة الجديدة ؟! ولايزال حزبك "الدعوة" في رئاسة الوزراء , وقائمتك "الائتلاف" تقود العملية السياسية .

الجعفري حاله كحال رئيس الوزراء الذي سبقه الدكتور اياد علاوي , حينما وجد نفسه عاجزاً عن الايفاء لشروط العملية السياسية امام رغبته الجامحة في العودة لمنصب رئيس الوزراء , فأخذ يدور ويستجدي تأييد الانظمة العربية , كما يفعل اليوم ابراهيم الجعفري في زيارته الحالية للقاهرة والتي صرّح فيها بأنه سيزور بعض العواصم العربية لتوضيح ما يحتاجه العراق حسب وجهة نظره . ومن جهة اخرى لا نستغرب لقاء الدكتور اياد علاوي بالبعثيين وامكانية التفاهم معهم , لكونه في الاساس كان بعثياً وانشق عن عصابة البكر – صدام قبل ان ينفرد صدام في الحكم , وكان يطمح لاستيراث البعث . ولكن ما الذي يدعو الجعفري للالتقاء بعصابات كان يعتبرها السبب الوحيد في تدهور وضع العراق عندما كان رئيساً للوزراء ؟! حيث قال في ذات المقابلة مع "سوا" : "التقيت بفصائل حملت السلاح ولديها مشروع وطني" . والسؤال هو للسيد رئيس الوزراء : هل يتمكن من ايقاف الجعفري عن مواصلة هذه اللقاءات , او احالته الى لجنة تحقيقية , كما هدد الدكتور اياد علاوي ؟
 




 

free web counter