| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الخميس 27/12/ 2007



العراق بين زعماء الأزقة والأمريكان

عزيز العراقي

توارد الحديث في الايام الاخيرة على لسان المسؤولين الامريكان بأن التحسن الامني الاخير , والانخفاض في معدل التفجيرات , يعود في احد اسبابه الرئيسية الى توجيهات من جهات عليا في القيادة الايرانية . والنظام الايراني عندما يعمد للتقليل من التفجيرات , لديه اوراق اكثر فاعلية في ادارة الدولة العراقية التي يصل بها الى نفس النتائج في استمرار الاحتقان السياسي والطائفي الذي يجهض جهود انجاح الخطة الامنية لقوات الاحتلال , واستحقاقات هذا النجاح على متطلبات النهوض بالعملية السياسية .

وفي الوقت الذي ترى فيه بعض الاطراف بضرورة استغلال نجاح صحوات العشائر , والذي تمثل بالحاق الهزيمة ب" القاعدة " وتحقيق الامن في المناطق الساخنة , وتحويل هذا النجاح الى تفاهمات تخدم عملية المصالحة , عن طريق دمج اغلب افراد هذه الصحوات بالقوات الحكومية , وتحقيق نقلة جديدة في عودة الثقة بين طرفي النزاع . الا ان بعض الاصوات ارتفعت لتجهض الوعود التي منحت لافراد وشيوخ هذه الصحوات بدمجها في العملية السياسية والحكومية , والتي عمل عليها الامريكان طيلة السنة الماضية . ولاشك ان الرفض الذي اظهرته قيادات شيعية كالسيد عبد العزيز الحكيم يكون مفهوماً في الخوف من حدوث اختراقات من قبل " القاعدة " والقتلة من عصابات البعث للقوات الحكومية , ولو كان الرفض محصوراً في هذا السبب فله ما يبرره , ولكن – وهو الاهم – بالنسبة للقيادات السياسية الشيعية بأنه سيؤثر حتماً ويحدد مديات اختراق المليشيات الشيعية للقوات الحكومية .

وفي رده على سؤال حول ضم عناصر الصحوة للاجهزة الامنية قال نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي " انا اعتقد ان هذه المسألة لارجعة عنها " , واضاف سيادته وهو العسكري المحترف " ان هذه التجربة ( صحوة العشائر) اليوم ستغير الكثير من النظريات العسكرية وبدأت اليوم دراسات في الاكاديميات العسكرية في عموم العالم لتعميم هذه التجربة في مناطق توتر ومحاربة الارهاب في مناطق عديدة من العالم "
يا سيادة النائب لا دراسات ولا اكاديميات , وببساطة , ان الكثير من اعضاء الصحوة قتلة من البعثيين تعاونوا مع " القاعدة " لتخليص انفسهم من المصير الاسود الذي ينتظرهم – لو سارت الامور بالشكل الصحيح – بحجة محاربة الامريكان , وبعد ان قذف لهم الامريكان بعظم السلطة تحوّلوا الى مرتزقة عندهم لمحاربة " القاعدة " , وبعدها محاربة مرتزقة ايران , وهذا ما دفع بعض القيادات الشيعية لرفضها , وكفانا الله شر النظريات .

ومن جانب آخر اعلان الاتفاق في دوكان بين الحزب الاسلامي السني برئاسة طارق الهاشمي والحزبين الكرديين الرئيسيين برئاسة جلال الطالباني ومسعود البارزاني . وما من شك ان مثل هذا الاتفاق سيقرّب الحزب الاسلامي من ديمقراطية العملية السياسية اكثر , ويميّزه عن باقي مكونات قائمته " التوافق " وباقي اطراف الساحة " السنية " , وبالذات إقراره بضرورة تطبيق الفيدرالية , وشرعية تطبيق المادة (140) , واحتمال عودة وزرائه الى الحكومة ورغم ذلك يبقى هذا الاتفاق في نظر الكثيرين ليس اكثر من زقاق ذات مدخل واحد , وحاله ليس افضل من حال الزقاق الذي اتفق عليه بين الحزبين الكرديين والحزبين الشيعيين " الدعوة " و " المجلس الاعلى " , ويتوقع البعض ان الحزبين الكرديين سيعملان زقاقين آخرين مع القائمة " العراقية " الاول مع اياد علاوي وجماعته , والآخر مع باقي اطراف القائمة , وزقاقين ايضاً مع المتبقي من قائمة " الائتلاف " , واحد مع " التيار الصدري " والثاني مع حزب " الفضيلة " , ثم يأتي زقاق قائمة " الحوار " برئاسة المناضل صالح المطلك .

كان الاجدى بالقيادة القومية الكردية بعد فشل اتفاقاتها مع القيادة الطائفية الشيعية النهوض بالمشروع الوطني مع القوى غير الطائفية , وفي سياق المشروع الوطني الشامل الذي يؤمن الحفاظ الكامل على الفيدرالية الكردية , وشرعية تطبيق المادة (140) , والعدالة في توزيع الثروة الوطنية , بدل تبديل الاتفاقات مع الجهات الطائفية, وربما مثل ما يقول سامي العسكري مستشار المالكي انه اتفاق (لوتيه) بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية لسحب الحزب " الاسلامي " الى اتفاق الرباعية . ويبدو ان رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني سيكون شرطي مرور في " الفلكة " الرئيسية , ينظم حركة المرور من والى الازقة الطائفية والقومية , ومنع تقاطع مرورها مع الشارع الرئيسي الامريكي منعاً لحدوث الاصطدام , وهذا يا سيادة طارق الهاشمي الذي يجب ان يدرس في الاكاديميات العالمية وتحت عنوان " الامريكان يضحكون على زعماء الازقة والحارات في العراق " .


 

free web counter