| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الأحد 27/12/ 2009



الانتخابات القادمة ومظلة الحسين العراقية

عزيز العراقي

في الانتخابات النيابية الأولى التي جرت في فترة إحياء ذكرى استشهاد الحسين (ع ) , تمكنت الأحزاب الشيعية المؤتلفة في قائمة " الإتلاف العراقي الموحد " الاستفادة من مد الاندفاع الحسيني الذي ظل مكبوتا لأكثر من ثلاثين عاما , وتوظيفه للحصول على أعلى الأصوات الانتخابية . ولم تكتمل السنوات الأربع للدورة الانتخابية , حتى أصبحت ذكرى استشهاد الحسين (ع) نقمة عليها, وأخذت تهدر هذه الجماهير بإدانة هذه الأحزاب التي استلمت السلطة , ولم تحصل جماهير الشيعة منها إلا على الاقتتال الدامي بين مكوناتها من جهة , والخلافات التي كادت أن تمزق العراق مع المكونات الأخرى من جهة ثانية . ورأت هذه الجماهير حجم الفساد الذي مارسه وزراء وكوادر ومستشاري هذه الأحزاب , والفشل الذر يع الذي رافق إعادة بناء أجهزة الدولة , أو في إدارتهم للحكومة التي فشلت في استعادت ابسط مقومات الحياة الإنسانية مثل الأمن والكهرباء والماء والمساواة في معاملة العراقيين , بل والتفرقة حتى بين عوائل الشهداء الشيعة , بين من ينتمي لهذه الأحزاب وبين من لاينتمي , حيث حرمت الكثير من هذه العوائل من التقاعد والإكراميات التي منحت للشهداء . لقد عادت المواكب الحسينية إلى سابق عهدها , لتقلق الحكام وليحسب لعاشوراء الف حساب من قبل هذه السلطات .

الشعارات التي رددتها المواكب الحسينية هذا العام , تصب في انتقاد المظاهر السلبية التي رافقت عمل الحكومة منذ تأسيسها ولحد الآن , وهي تشكوا من الفقر , وبقاء الشعب وحيداً لا تدافع عنه الحكومة , والفساد , وكيف يجري التستر على سراق المال العام والمجرمين , وكيفية تهريب وزير التجارة السوداني المطلوب من المحاكم العراقي والكادر في حزب المالكي " الدعوة " , وتنتقد دول الجوار وبالذات إيران لاعتدائهم على الأراضي العراقية . وهي شعارات ومطالب بعيدة عن الروح الطائفية , وصفعة قوية للأحزاب الشيعية التي اتخذت من الطائفية مطية للفوز بالسلطة .

وليس من الغريب ان الطرف الغريم في الساحة السياسية الشيعية للمالكي ومعسكره " ائتلاف دولة القانون " المجلس الاعلى وقائمته " ائتلاف الوطني " , تحاول عن طريق المجاميع والمواكب التي تعود إليها ان تركز مثل السابق على رفع شعارات الانتماء الطائفي . قال السيد عمار الحكيم في تجمع جامع الخلاني يوم السبت 2009/12/26 " إن الانتخابات النيابية المقبلة تمثل ملحمة حسينية أخرى , ومفصلا مهماً لإحقاق الحقوق وتكريس وتثبيت حقوق هذه الأمة وضمان المشروع الحسيني " . في محاولة للاستحواذ على التذمر الذي ارتفع صوته عالياً تحت مظلة الحسين العراقية . نعم " مفصلاً مهماً لإحقاق الحقوق " على طريقة ثورة الحسين (ع) , ولن يعاد ركوب الموجة وسحب هذا الجمهور الغاضب الى الزاوية الطائفية مرة أخرى .

قبل شهر واحد وليس أكثر, كانت الأحزاب غير الطائفية متخوفة من ان تجري الانتخابات في فترة إحياء المناسبة , اليوم هذه الأحزاب تتمنى أن تجري الانتخابات في نفس الفترة , بعد ان توضح لها حجم الرفض للأحزاب الطائفية المرافق لإحياء الشعائر , ولن يجدي نفعاً توزيع البطانيات والمدفئات والأموال واخذ القسم على انتخابهم أو تحريم زوجاتهم عليهم مثلما جرى في الانتخابات السابقة . إلا أن هذا الرفض رغم ما يمثله من قوة معنوية , ليس كافياً لإحداث تغيرات درامية كبيرة على الساحة الانتخابية , فلا يزال الطريق طويلاً لهذه النتيجة , والسبب الأهم هو ضعف البديل الديمقراطي, الذي تضافرت كل الأطراف على إضعافه , ولكي يبقى المشروع الوطني الحقيقي أسير هذا الضعف , ولا يتمكن من انتزاع الحقوق الوطنية التي تهدد مصالح جميع الأطراف ,الخارجية منها والداخلية .
 

 

free web counter