| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    السبت 26/3/ 2011



لا أريد أن تكون مثل أخي الشيوعي
يا دولة الرئيس

عزيز العراقي

سألتني : لماذا أتحدث عن حزب " الدعوة " بهذه الحرارة ؟! لم أتوقع أن تطلب مني هذا الإيضاح . فسألني : أليس لعائلتنا وجود في استمرار حياة حزب الدعوة ؟! أخي الثاني الذي يكبرني بعدة سنوات حسن وجد في الانتماء لحزب الدعوة ما يعوضه عن الوضع ( المشبوه ) لعائلتنا . كنا فقراء بائسين , والاتكال على الله في رفع الحيف عن المظلومين كان طريق الالتحام بدعاة الحزب , لم نكن نعرف عنه شئ إلا الصوم والصلاة . وفي ليلة ظلماء طوق البيت وكسرت بابه , لأنهم أرادوا أن يزيدوا الرعب , أمي كانت تصلي , والساعة تجاوزت الحادية عشرة ليلا , اختاي اللتان يكبرانني أيضا لم يتمكنا من ان يضعا شيئا يسترهن عندما احتلوا البيت , أمي دحرجت برفسة من فوق سجادتها , وصراخ لم أتبين كلماته من شدة الرعب , قلبوا البيت , ونبشوا الغرفة التي اسكنها مع شقيقي حسن , ولم يأخذوا أي شئ , وقبل ان يخرجوا , قال كبيرهم : النوب دعوة ؟ . لم يسألوا امي عن حسن , وهذا ما أقلقها , كانت تضرب أخماس بأسداس, والأيام تمر , ولا خبر لحسن لحد الآن .

ثلاث سنوات وتحديدا عام 1980 يقول محسن : كنت لم أتجاوز الرابعة عشرة , وضعونا انا وامي وشقيقتي الصغرى – تزوج ابن خالي في الكوت شقيقتي الكبيرة – في احد لوريات الحمل مع الآخرين , وقذفوا بنا على الحدود , وأشاروا لنا إلى أين نتوجه . مشينا مسافة قصيرة , كان الظلام مخيفا , وبعد اخذ ورد توقف الجميع واتفقوا على ان ننتظر الى ان يتبين الفجر , لذنا مع امي في طرف المجموعة . كانت لا تتكلم , ولكنها تصدر انينا , وتقيأت , وعند الفجر وجدناها قد فارقت الحياة . دفناها , وأسرعنا مع الآخرين .

سألني بعبرات متكسرة: من من القيادات الحالية لحزب الدعوة دفع مثل هذا الثمن ؟ الجعفري الذي انشق عن الحزب وشكل حزب آخر بمجرد عدم انتخابه لرئاسة الحزب مرة أخرى ؟! أم المالكي ومستشاريه الحاليين من قيادات الدعوة الذين حاولوا شراء دماء الشهداء بتعويضات وهدايا ووظائف بائسة, تمهد لحرف طريق الدعوة في الدفاع عن المظلومين , ليصبح صورة اخرى من صور صدام بعد قيادته للسلطة الحالية , ويستأثر بامتيازاتها على حساب حرمانات الملايين وبينهم عوائل شهدائه بالذات . واشتدت القسوة في سؤاله : أليس من العار أن يقتل شباب محتجين لا يمتلكون غير الكلمة الصادقة للتعبير عن حرماناتهم وجوعهم ومستقبلهم المجهول برصاص حي ؟! ويسقط شهداء , وتعلق جريمة استشهادهم برقبة حزب " الدعوة " !! مثلما علقت كل الجرائم السابقة برقبة حزب البعث . وبصوت عال : ماذا لو قاوموا النظام الحالي بمثل ما قاوم الدعاة حزب البعث , وبتلك العمليات البطولية ؟!!!

يقول محسن بمرارة : لم اعد أطيق نظرات الاستهزاء من البعض لما آلت إليه قيادة حزب الدعوة , واستئثارها بقيادة السلطة , وتسترها على كبار اللصوص والفاسدين , ومنع النزاهة والقضاء من يأخذا طريقيهما الصحيح , لم اعد أطيق نظرات أختي المكسورة , والفراغ الذي يملئ عينيها , ومن دون ان تقول أي حرف : امن اجل هذا استشهد حسن ؟! ودفعنا عمرنا في التشرد والغربة ؟! يسترجع محسن : خرجنا انا وشقيقتي من ( الاوردكَاه ) كمب اللاجئين بكفالة احد معارفنا الذين سفروا في بداية السبعينات , ووفر لنا السكن وجعلني اعمل في ورشته لتصليح السيارات في الأهواز , وساعدني في إكمال دراستي الدبلوم ( الإعدادية ) . تعلمت المكيانيك بشكل جيد , وطيلة وجودي هناك الذي قارب الربع قرن يسمونني : محسن العراقي , ولا أريد غير هذا , أريد أن أبقى عراقيا , ولا احد يعرف اسم والدي عبد علي جبار الا العائلة التي انتشلتني مع أختي من الاوردكًاه .

يكمل محسن : عدنا بعد التغيير لنسكن مع خالتي في الحبيبية لغاية استرجاعنا لبيتنا الذي صودر منا , شقيقتي تزوجت في ايران من احد الإخوة التوابين ورزقت ببنتين , واستشهد زوجها بعد زواجه بثلاث سنوات . معارفنا القدماء في الحبيبية يعتقدون اننا شيوعيين , نحن اكراد فيلية ننحدر من عكَد الأكراد في بغداد , كان والدي شيوعي , واعدم عام 1963 على أيدي البعث ونحن أطفال – وهذا سبب اعتقاد معارفنا القدماء - . الحزب الشيوعي إكراما لاستشهاد والدي أرسل أخي الكبير عزيز في بداية السبعينات الى الاتحاد السوفيتي السابق . أكمل عزيز دراسته العليا وحصل على دكتوراه في القانون الدولي عام 1982 , وفي وقتها كان الحزب الشيوعي يتبنى الكفاح المسلح لاسقاط نظام صدام , وعندما طلب الحزب منه التوجه الى كردستان لكي يلتحق بالأنصار , جبن , واخذ يقدم مختلف الحجج , رغم انه يتمتع بصحة جيدة وغير متزوج . ولم يكتف بهذا , ولكي يبرر جبنه اخذ يتهجم على الشيوعيين ويدعي : انه على خلاف فكري مع الحزب , وفي السنوات الأخيرة انشأ موقع على الانترنيت لا غرض له غير مهاجمة الحزب الشيوعي .

يقول محسن , ويقصد المالكي : لا اريده ان يكون مثل اخي عزيز , بعد ان حصل على كل ما يريد تنكر للحزب الذي احتضنه , وأوصله لإكمال الدراسة العليا , وعندما طالبه الحزب بالوفاء لبعض مبادئه تنكر له وهاجمه . وهل يعرف السيد المالكي ومن يدور في فلكه ان قسم من الذين يتظاهرون هم من العوائل المنكوبة لحزب الدعوة , ولولا التهديدات التي تمارسها بعض المليشيات من الصدريين وغيرهم لخرجت الكثير من العوائل الشيعية ومنتسبي الأحزاب الدينية . ومن المفارقات عندما كنا نتظاهر يوم الجمعة في 25 شباط طلب الشيوعيون من المتظاهرين الكف عن ترديد " جذاب نوري المالكي " لأنه من المعيب الإساءة لرئيس الوزراء , وهذا ليس شعار مطلبي , ولا يدلل على تحضر المتظاهرين كما قالوا . الا ان دولة الرئيس نوري المالكي أراد غلق مقرات الحزب الشيوعي والأمة فقط , على طريقة أخي عزيز . ختم محسن كلامه .
 

 

 

free web counter