| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الجمعة 25/2/ 2011



صفعة قوية للمرتزقة الطائفيين

عزيز العراقي

بغض النظر عن الفشل الذي حصده الطرفان اللذان يحاولان الوقوف بوجه نهوض المشروع الوطني , وعودة الروح الوطنية للعراقيين , باعتبارها الجامع الوحيد للحفاظ على العراق وإنقاذ أهله من التشرذم الطائفي والقومي والعشائري. والغالبية أخذت تدرك رغم كل التمويه : ان الانتماء للوطن هو الوحيد الذي يمكن ان يحقق النهوض في العيش الكريم , والاحترام الحقيقي لحريات هذه الجماهير .

كان لرئيس الحكومة السيد المالكي وكل من يدور في فلكه من الأحزاب الطائفية الشيعية , ومن خلفهم النفوذ الإيراني , إضافة لتجيير كل الإمكانيات الحكومية , والقنوات الفضائية التي تعود لهذه الأحزاب والجهات , وبالذات الفضائية العراقية التي أصبحت المعبّر الحقيقي عن تطلعات حزب الدعوة ورئيسه المالكي , والاهم المرجعيات الدينية التي ساهمت بنفوذها في هذه الزفة وبوضوح أكثر طائفية . كل هذه الجهات أظهرت تماسك عابر للتناقضات المعروفة فيما بينها للحيلولة دون خروج الجماهير للتعبير المشروع والمكفول في الدستور عن حرماناتها اليومية , وقد فشلت من منع الجماهير من الاحتجاج بهذه الحشود الكبيرة .

لقد منعت السلطات وكما هو معروف كل وسائط النقل منذ يوم الخميس في داخل بغداد , ومنعت الدخول إلى بغداد أيضا عبر الطرق القادمة من البصرة والفرات الأوسط والشمال والمناطق الغربية , وغلق حتى جسر الجمهورية ومنعت الكثير من الجماهير من الالتحاق بساحة التحرير . ورغم كل هذا الجهد الذي أوضح خوف الحكومة والمتسلطين على مقدرات الشعب إلا ان التظاهرات خرجت وبنسبة عالية . وتمكن المحتجون من سحب البساط من تحت الحكومة التي أرادت أن تدمغها بكونها ليست شعبية وطنية بقدر ما هي بعثية سنية قاعدية , والغرض منها إنهاء المسيرة ( الديمقراطية ) للبلد .

ان الشعارات التي رفعها المحتجون سارت على نهج سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام في الدفاع عن المظلومين, وأظهرت تمسكها بمرجعية أهل البيت , ووجهت صفعة قوية للادعاءات الطائفية الحكومية بكون : التظاهرات سنية بعثية قاعدية , وأثبتت ان اغلب المشاركين فيها هم من الشيعة الوطنيين وليس الشيعة الطائفيين . وعسى ان يكون درسا ليس للحكومة فقط , بل وللاحزاب الشيعية , وللمرتزقة من الصحفيين والمحللين السياسيين الذين ادعوا الموضوعية والمحافظة على شرف الكلمة , واخذوا يستخدمون ذات الأساليب التي مورست في العهد الفاشي المقبور بالتقرب من المسئولين , وخانوا شرف المهنة بالانحياز للتحريض على الضد من التظاهر .

السلوكية الحضارية التي أظهرها المتظاهرون برفع أغصان الزيتون , والمكانس اليدوية التي ينظفون بها مساحات رمزية كلما توقفوا عن المسير سحبت البساط من كل ادعاءات الحكومة بان : بعض المندسين المسلحين والتخريبيين سيحولون التظاهرة الى حمام دم بعد ان يتوجهوا بأسلحتهم الى قوات الأمن الحكومية التي تحرس الجماهير , مما تضطر الأخيرة للرد عليهم , في محاولة لترويع الجماهير على ان البطش سيكون مشروعا وبأعذار واهية مثل الدفاع عن النفس. وفي نفس الوقت حرمت القتلة البعثيين وبوقهم الذي لا يكف عن الصراخ واتهام الحكومة بكل ما حوى تاريخهم من جرائم قناة الشرقية والسنة التكفيريين والقاعديين من ان يمار سوا أي تأثير على المتظاهرين .

المحتجون رفعوا شعارات محددة , ولعل أوضحها إسقاط الحكومة وإبدالها بأخرى , وطالبت التحالف الوطني بترشيح بديل عن المالكي الذي اثبت عجزه عن الإدارة الناجحة والكفيلة بحفظ المال العام والنهوض من التردي الذي طغى على كل شئ . وكان ابرز ما حققته التظاهرات رغم بعض العثرات التي ربما تكون مفتعلة هو تفنيد وتكذيب كل الادعاءات الطائفية التي تسترت بها حكومة المالكي ومن يدور في فلكها من احزاب شيعية او كردية – بعد ان كلف المالكي من الطالباني بالتحدث باسمهم قبل يوم من التظاهر – او مرجعيات دينية وعشائرية وجدت في هذه الطائفية الستارة التي يستمر خلفها نهب هذه الجماهير . والملفت للنظر ان اغلب التظاهرات جرت في المحافظات الشيعية من بغداد الى البصرة , واذ نجح المالكي ومن يسير في مشروعه من التأثير على أعداد ليست قليلة في منعهم من المشاركة , فالمستقبل القريب ستكون هذه الجماهير أكثر وعيا بوطنيتها , وأكثر حماسة لصيانة كرامتها واستعادة حقوقها بالعيش الكريم , وعدم اللعب عليها في تشتيت توجهاتها باسم الطائفة والمنطقة .

 

 

free web counter