| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الجمعة 25/5/ 2012



أفضل ما يفعله المالكي

عزيز العراقي

" الناس على دين ملوكها " جاءت على لسان الإمام علي ( ع) , وهي احد الأسس المعرفية التي اعتمدت منذ فجر الإسلام ولحد الآن في تحديد تبعية العامة والناس البسطاء للحكام . والمعروف ان كتلة العراقية البيضاء برئاسة حسن العلوي انشقت عن العراقية ألام برئاسة علاوي رفضا لنهج الانفراد بالقرار الذي يمارسه علاوي , إضافة لما يتمتع به أقارب وأتباع قيادات العراقية بافضليات طائفية من بينها الترشيح للوزارات والوظائف الأخرى . هذا (الرفض) من قبل العراقية البيضاء هو برنامج سياسي عالي المسئولية تجاه مصلحة الوطن . النائب عن البيضاء عزيز شريف المياحي يقول في تصريحه المنشور في موقع صوت العراق يوم 24 / 5 /2012 : ان سحب الثقة عن رئيس الوزراء المالكي سيطيح بالرئاسات الثلاث التي شكلها اتفاق اربيل بسلة واحدة .. وهو سيعني بالضرورة سحب الثقة من رئيس الجهورية جلال الطالباني ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي .

المياحي لا يدرك لحد الآن ان السلة الواحدة المقصود بها( التوافق ) على تحديد الحصص الطائفية والقومية للرئاسات ووكلائها , والمالكي لم تكن قائمته دولة القانون التي دخل فيها الانتخابات الفائزة بالتكليف لرئاسة الوزراء , ولم يكن هو الشخص المرغوب به من القوائم الأخرى , والذي شفع له هو التوافق عليه بين الأمريكان والنظام الإيراني, والأخير هو الذي اجبر غرمائه في الأحزاب الشيعية الأخرى على تشكيل التحالف الوطني الشيعي لدعمه . وحسب منطق المياحي أيضا , وهو منطق المالكي ودولة القانون الذين يريدون ان تتوزع المسئولية في التردي على جميع أطراف سلة التحاصص دون تحديد من هو المسئول الأول , ومن بينها , التستر على الفساد واللصوصية وإشاعتها في جميع مفاصل الدولة , الاستمرار في إبقاء الحالة الأمنية قلقة لاستثمارها بجرائم سياسية وطائفية عند الحاجة , إيقاف العمل في لجنة تعديل الدستور , إيقاف إجراءات التعداد السكاني , مصادرة الاستقلالية التي منحها الدستور الى هيئة النزاهة ولجنة الانتخابات والبنك المركزي والإعلام والقضاء , وغيرها الكثير الذي يعرفه العراقيون عدى جرائم القتل والتعذيب التي طالت خيرة المثقفين والشرفاء مثل كامل شياع وهادي المهدي ..الخ . وجميعها جنح وجرائم قد يحاسب عليها المالكي وأركانه إذا تمكن العراقيون من إقامة الدولة الديمقراطية , أو إذا اقتضت المصلحة الأمريكية ذلك . ولا نعرف هل ان المياحي بطرحه وجهة نظر المالكي ودولة القانون هو من " الناس على دين ملوكها " , أم انه احد ازلام المالكي المبثوثين في باقي القوائم كما تؤكد دولة القانون لغرض خلق عدم الثقة داخل القوائم الأخرى ؟

القائمة الكردستانية وعلى لسان احد نوابها الذي صرح قبل يومين : ان المالكي لن ينسحب , وهو متمسك بأسنانه بالسلطة . وهذا أفضل ما يفعله المالكي لخدمة العراقيين . يعتقد البعض ان تراجع المالكي وفسحه المجال لباقي الشركاء في القائمة العراقية والكردستانية , وتطبيق بعض ما جاء في اتفاقية اربيل سيخفف من شدة الاحتقان الحالي , ويصرف ألازمة قبل المواجهة في صراع أكثر شدة . ولكن استجابته المعوّل عليها ستكون الستارة الأكثر سمكا لتغطية كل الأسباب التي أوصلت العراق لهذا التردي , لأنها ليست نابعة من تغيير اتجاه التفكير , بل وسيلة لتهدئة الأوضاع واقتناص فرصة أخرى يجري تهيئتها بتقية أعمق . استمراره في نهجه الحالي هو الذي يخدم المصلحة الوطنية ما دامت اغلب الطبقة السياسية في باقي القوائم الأخرى لا تهمها إلا مصلحتها الشخصية والحزبية , ولا توجد طريقة أفضل لكشف اللصوص الا ساعة اقتسامهم للسرقة , لأنها لحظة الصراع على من سيستحوذ على الحصة الأكبر , وهي الساعة التي نسمع دقاتها الآن .

ما دام عندنا دستور مصوت عليه , ومعترف به من قبل هيئة الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية والإنسانية , ورغم كساح وتشوه هذا الدستور , إلا انه قادر على أن يقلع كل أسنان المالكي لآخر ضرس, ومعنا جميع العالم , ولن ينفعه ( البازبند ) الإيراني الأمريكي الذي يشده على ساعده الأيمن , ولن يستطيع الانفراد بالسلطة وإعادة الدكتاتورية حتى لو جندت له إيران كل الجن الذي بحوزتها وليس المليشيات الطائفية التي يعوّل عليها في خلق دولته الطائفية .















 

 

 

free web counter