عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com
نحن قلقونعزيز العراقي
مثلما هو معروف ان المرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى السيد علي السيستاني لم يستجب لمتطلبات المشروع القومي للنظام الإيراني , وهو ما دفع النظام الإيراني لإرسال المرجع الشهرودي الى النجف . ورافق مجئ الشهرودي إشاعة تقول انه عراقي , رغم ان الدين والطائفة , يفترض ان لا تعترف بأفضلية القومية او الوطن . والشهرودي لقب فارسي , والعادة في إيران ان يلقب الشخص باسم مدينته مثل السيستاني ورف سنجاني , او نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني . وشاهرود قضاء تابع الى محافظة سمنان , على الطريق بين طهران ومشهد التي فيها مرقد الإمام الثامن الرضا عليه السلام في شرق إيران , وشاه تعني الملك , ورود نهر , فتصبح ملك النهر .
الصراع للاستحواذ على المرجعية الشيعية في النجف بين المراجع العربية والفارسية مر بمراحل مختلفة , وبذلت مساعي جبارة للحكومة الإيرانية والمؤسسة الدينية هناك لإعطاء الأهمية الرئيسية للمرجعية الدينية في مدينة قم , وفيها مرقد فاطمة ( معصومة ) عليها السلام الأخت الصغيرة للإمام الرضا , وكان عمرها عند وفاتها ثمانية سنوات . الا ان وجود الأئمة الأطهار في العراق , وبالذات الإمام علي عليه السلام في النجف حال دون انتقال المرجعية الرئيسية لمدينة أخرى . المشكلة ليست كون المرجع الكبير من اصل عربي او فارسي , عراقي او إيراني , بقدر ما هو مرتبط بالمشروع القومي الإيراني , والسيد السيستاني إيراني أيضا , وكلنا نذكر كيف رفض الجنسية العراقية التي ظن بعض الساسة الشيعة إنها ستكون وسيلة لاسترضاء السيستاني , وتأمين استمرار تأييده .
النظام الإيراني يحاول عن طريق إرسال المرجع شهرودي , ودعم بعض المليشيات الشيعية, الى فرض سيطرته بالكامل على الساحة الشيعية بأساليب لا تمت بصلة للتقاليد المرجعية ووسائل عمل المؤسسة الشيعية . والجمعة 24 / 2 / 2012 نشرت ثلاثة أخبار متتالية في موقع " صوت العراق " نقلا عن وكالة " الإخبارية " .
الأول : " أكد مصدر في شرطة الناصرية منع أنصار الصرخي في أدائهم صلاة الجمعة , وأكد المصدر ان المنع أدى الى حدوث اشتباكات بالعصي والأيدي , مما استدعى اعتقال بعض أنصار الصرخي من بينهم الوكيل العام للصرخي في ذي قار الشيخ علي السراي و( 50 ) من أنصاره ".
الثاني : " تظاهر المئات من أنصار المرجع الديني محمود الصرخي الحسيني في محافظة النجف بعد صلاة الظهر أمام مبنى مجلس المحافظة رافعين صورا لحرق مكاتبهم . وقال المتحدث الرسمي باسم المتظاهرين الشيخ أنور العقيلي : ان المطالب شملت ان تواجه الحكومة خطر الفتنة خوفا من توسعها , وتقديم مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني موقف واضح من الأعمال التي حدثت ضدهم وتقديم اعتذار رسمي أيضا . واتهم العقيلي بشكل مباشر وصريح وكلاء ومعتمدين السيد السيستاني بالوقوف وراء حرق مكاتبهم ".
ونحن نعرف ان مكاتب ووكلاء السيد السيستاني تم الاعتداء عليها قبل عدة أيام , وكانت الاعتداءات موضع استنكار من قبل اغلب المراجع الشيعية الدينية والسياسية , والسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى انتقدها بشدة وطالب الحكومة بوضع حد لهذه التجاوزات .
الثالث : وهو الأهم , إمام جمعة النجف السيد صدر الدين القبانجي أكد في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى : " ان ما يراد من هذه الاعتداءات هو ان يعكس إعلاميا بان المعركة شيعية شيعية , وان الصراع داخل البيت الشيعي ". ولا نريد ان نذهب بك بعيدا حول عشرات بؤر الصراع الشيعي الشيعي , وتذكر فقط الدماء التي سالت بين المجلس الأعلى والتيار الصدري , ونتوسل الى الله ان لا تعاد بين جماعة الصرخي والآخرين . وأكد القبانجي :" ليس هناك صراع شيعي ولا صراع مرجعيات ".
نحن قلقون , قتلى وجرحى وحرق مكاتب ومحلات وموقوفين ومصادمات في بعض المدن , وكنا نأمل باعتبارك خطيب الجمعة في ( النجف الاشرف ) وقريب من المرجعية , ان توضح لنا طبيعة المشكلة , لا ان تنفي اخطر ما يمر بسلامة مرجعيتنا . كنا نأمل ان لا تخدعنا مثلما خدعتنا قيادات الأحزاب الشيعية , أردنا أن نأخذ منك الشور .. لا ان تخذلنا بهذا النفي وكأننا أطفال . وسؤالنا للسيد القبنجي : هل ان الصرخيين وهابيين سعوديين ؟ او سنة تكفيريين ؟