| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الأربعاء 25/11/ 2009



عراقيات لا يرتضيها الأكراد ولا الشيعة والسنة

عزيز العراقي

المقصود بالعنوان ليست المكونات الشعبية للعراقيين , بل القيادات السياسية للاحزاب والكتل البرلمانية .
بعد ان انجلت غبرة كركوك , وتم اقرار قانون الانتخابات الجديد من قبل البرلمان , ورفع الى رئاسة الجمهورية قبل نقضه من قبل نائب رئيس الجمهورية , اكتشف ان هذه الغبرة ضخمت , ونفخ فيها لغرض منع الرؤية , وتمرير البنود المجحفة بحق العراقيين في الخارج , والأهم مصادرة اصوات الاحزاب الصغيرة لصالح الاحزاب الكبيرة مثلما جرى في انتخابات مجالس المحافظات . وفي خضم استدارة الاهتمام بالشأن العراقي , وتجديد التهويل واثارة الزوابع لموضوع نقض القانون من قبل الهاشمي , واعادة القانون للبرلمان , وتعديله بما لاعلاقة له بنقض الهاشمي , وانشداد الاهتمام بالنقض الثاني للهاشمي , نسيت كركوك بالكامل . وكأنها لم تكن الراية التي تخفت تحتها مصالح كل هذه الاطراف قبل اسبوعين فقط , مما يؤكد ان اغلب هذه الاطراف تستخدم قضية كركوك لتمرير اجندتها الحزبية والخاصة , البعيدة كل البعد عن ضرورات المصلحة الوطنية .

في هذا النسيان (بادر) رئيس وزراء اقليم كردستان الدكتور برهم صالح لزيارة كركوك , وهي الاولى من نوعها لمسؤول رسمي كردستاني عالي المستوى , وقبل اكثر من عام كانت زيارة السيد جلال الطالباني ولكن بصفته رئيس للجمهورية . وقد التقى رئيس وزراء الاقليم بممثلين عن المكونات المتنوعة للمدينة , حسب ما ذكرته صحيفة " الشرق الاوسط " يوم 20091125 . وقد طمأنهم على ان حكومة الاقليم جادة برفع المستوى المعيشي والخدمي لابناء المدينة , وهو يتفهم الخلافات السياسية بين المكونات الرئيسية العرب والتركمان والاكراد , ويجب حلها على اساس النقاط التي موضع الالتقاء .

الدكتور برهم صالح يدرك قبل غيره , ان زيارة رئيس وزراء الاقليم لكركوك التي اصبحت البؤرة المتوترة بين المركز والاقليم , والتي اشار الى رسميتها من خلال تأكيده على ان الزيارة هي الاولى له بعد ان اصبح رئيس وزراء الاقليم , تثير الكثير من الحساسية , ليس لدى القوميين العرب والتركمان ومن الذين يتصيدون في الماء العكر فقط , بل وللبعض من العراقيين الحقيقيين الذين لايهمهم ان تكون كركوك تحت ادارة المركز او الاقليم ما دام اعادة بناء العراق هو الذي يوحد الجميع . وتأتي هذه الزيارة ليس لتهدئة الوضع وتطمين ابناء كركوك كما يدعي منظموها , بقدر ما تثير الكثير من النوازع العدوانية لدى الطرف المقابل . وقد يعتقد السيد برهم صالح بأن الزيارة ضرورية لتوكيد او للتذكير بسلطة الاقليم على المدينة , حتى ولو في وقت نسيانها وانشغال الجسم السياسي العراقي في صراعات النقض والتعديل الانتخابي . ولو قيض لهذه الزيارة ان تأخذ حجمها من الاهتمام لدى الطرف الآخر , لاثارت الكثير من ردود الافعال المعاكسة , وخلقت حالة من المهازل بين الطرفين تفوق كل المهازل التي سبقتها , والتي لاتخدم اصلاً حل القضية بالشكل الديمقراطي الحقيقي .

يقول الدكتور برهم صالح : نتمسك بالدستور والقانون لاعادة المدينة الى كردستان . والعراقيون الحقيقيون يتمسكون ايضاً بالدستور والقانون لاحقاق الحق لمدينة كركوك بعد تطبيق المادة(140) من الدستور وليس قبلها. وبغض النظر عن الذين يريدون اجهاض هذه المادة بحجة تقادم الزمن , او الذين لعبوا على عدم تطبيقها في الفترة المحددة لها في الدستور , فأنها ستبقى الطريق الوحيد لحل قضية كركوك وباقي المناطق المشابهة بشكل عادل وديمقراطي حقيقي . ويتسائل البعض : من الذي يضمن تصويت جميع الاكراد في المدينة لصالح انضمامها الى اقليم كردستان ؟ بعد ان شاهدوا فشل ادارة الاقليم في النهوض بالواقع السياسي والمعيشي والخدمي للكردستانيين , ووجدوا ان الفساد الاداري في الاقليم لايقل عن نسبة الموجود في حكومة المركز .

ومثلما شدد الدكتور برهم صالح على ان :" حل مسألة كركوك يجب ان يكون وسيبقى عراقياً يستند الى استحقاقات دستورية وقانونية , وان اهالي كركوك الاصليين هم من سيتوصل الى حل هذه القضية , وان التدخلات الخارجية سوف تعقد الامور ولا تصل الى حلول " في اشارة منه الى التدخل التركي . ونؤكد ايضاً ما قاله الدكتور برهم صالح : ان اهالي كركوك ( الاصليين ) هم من سيتوصل الى حل هذه القضية , وان التدخلات من خارج (الاصليين) سوف تعقد الامور ولا تصل الى حلول .

 

free web counter