| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 24/7/ 2012



انتباهة رئيس الوزراء لتلافي الموقف الحكومي البائس

عزيز العراقي

يخطئ الوزير والمسئول في بعض الأحيان عند الإدلاء بتصريح , ولا تحاسب الحكومة أو يشار إليها بالتناقض في توضيح الرأي . وفي الدول التي تحترم نفسها نجد رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء يعتذر في الإجابة عندما يوجه له سؤال مفاجئ او محرج , ويحيل الجواب الى الناطق الرسمي في ذات اليوم او بعده , أي ان الناطق الرسمي هو الفيصل في التحدث بدقة عن أي موضوع . وكما يقال " غلطة الشاطر بألف " , فان غلطة الشاطر هي غلطة الناطق الرسمي للحكومات ليس لكونه أذكى الموجودين بل لأنه يطرح زبدة الموقف الذي تسير عليه الحكومة.

قبل ثلاثة أيام صرح الناطق الرسمي الدكتور علي الدباغ من ان الحكومة العراقية تعتذر عن استقبال ومساعدة الأخوة السوريين الهاربين من جحيم الحرب الأهلية في سوريا , ونقلت الفضائيات كيف أغلقت المعابر الحدودية بصبات البلوك . الكثير من الكتاب انتقدوا هذا الموقف البائس والجاحد للحكومة العراقية تجاه إخواننا السوريين المنكوبين , ولعل أوضحها ما ذكّر به الكاتب عدنان حسين عن تناقض التصريح , من ان العراق لديه الاستعداد الكامل لاستقبال العراقيين في جميع نقاط الحدود , وعجز هذه النقاط ذاتها عن استقبال السوريين , لأنها في صحراء مترامية الأطراف ولا تمتلك وسائل الراحة . كما قال علي الدباغ في تصريحه .

يوم 23 / 7 / 2012 نشر موقع " صوت العراق " تصريح المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي الذي قال فيه دون الإشارة للتراجع او لتكذيب ما قاله ناطق الحكومة علي الدباغ : " وجه دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي الجيش وقوات حرس الحدود ومنظمة الهلال الأحمر وأجهزة الدولة المختلفة إلى الإسراع في تهيئة المستلزمات اللازمة لاستقبال اللاجئين السوريين الذين تضطرهم الظروف الاستثنائية لبلادهم النزوح باتجاه العراق ". ومما يؤكد صحة تصريح المستشار الإعلامي للمالكي ( صحة الصدور مطلوبة في العراق على أعلى المستويات لان ثقة ماكو ) ما أعلنه محافظ الانبار قاسم محمد عبيد عن موافقة رئيس الوزراء نوري المالكي على فتح المعابر الحدودية مع سوريا تمهيدا لإدخال المساعدات الإنسانية للعوائل السورية النازحة . علي الدباغ بدل التراجع عن تصريحه السابق الذي تورط فيه قبل يومين وليس أكثر , ودفاعا عن مصداقيته التي هي مصداقية الحكومة كما يفترض لم يوضح أسباب خطوة رئيس الوزراء الجديدة , وبدلها ذهب إلى الإعلان : عن رفض الحكومة العراقية لقرار الجامعة العربية الداعي الى تنحي الرئيس السوري . وأكمل الدباغ :" ان القرار سيادي وخاص بالشعب السوري ". واغفل التكملة " الذي يذبح يوميا على يد عصابات الأسد ", او سيكمل التصريح بعد أيام الناطق الرسمي لرئيس الوزراء علي الموسوي.

انتباهة رئيس الوزراء لتدارك الموقف البائس للحكومة الذي أعلنه الدباغ , سواء جاء استجابة للنقد الذي وجهه البعض من العراقيين , او تلافي ذاتي للخطأ , هو استجابة للعقل الواعي ولدواعي الضرورات الوطنية , ولو أمكن لسكة هذه الانتباهة ان تقود العمل الحكومي والسياسي بذات النهج , لتجاوزنا ليس الاستعصاء الحالي فقط بل واغلب النواقص التي أخذت بخناق العراقيين .

الكثير من العراقيين يأملون ان تكون استجابة رئيس الوزراء في هذا التراجع , وهو ليس ضعفا كما يحاول الغرماء تفسيره , بالعكس يوضح وضوح الرؤيا وقوة تصحيح القرار الخاطئ , ويأملون ان يكون بداية سلسلة خطوات جريئة أخرى أكثر جذرية تعالج جوهر المشكلة في إعادة بناء الدولة وتنظيم آلية عمل العملية السياسية بعيدا عن المحاصصة الطائفية والقومية . لا ان تكون هذه الخطوة كما يؤكد الغرماء أيضا هي لامتصاص بعض الضغوط وتخدير الآخرين ب ( تقية جديدة) لبعض الوقت , والانقلاب عليها كما حدث في اتفاقية اربيل .

 


 

 

free web counter