| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الأحد  24 / 11 / 2013



اين اختفى الرئيس ؟

عزيز العراقي

اين اختفى الرئيس جلال الطالباني ؟ وهو رئيس منتخب لبلاد من ثلاثين مليون من البشر , وعملية سياسية (ديمقراطية) اشتركت فيها كل الاحزاب السياسية المعارضة لنظام صدام والأحزاب التي نشأت اثر ازاحة النظام . والسؤال لا علاقة له بالوجود المادي للطالباني , بل لصفته الرسمية ورمزية هذا الاختفاء . وهو ما يذكرنا برمزية مسرحية اسقاط تمثال صدام يوم 9 نيسان 2003 عندما عجزت الجماهير العراقية من اسقاط التمثال وهي تحت النقل المباشر لكل قنوات العالم الفضائية , وتأتي الآلية الامريكية وتأخذ العلم العراقي وتضعه بجانب علمها الامريكي على راس صدام , وتسحب التمثال بحبل وضع حول رقبته ليتهاوى امام جبروت سحبها , فالعراقيون لم يتمكنوا من اسقاط صدام لولا قدوم الامريكان . هذه فهمناها , ولكن كيف نفهم اخفاء الرئيس ؟ حتى وان كان ميتا لا سامح الله , وهم الذين ( انتخبوه ) قبل ان ينتخبه العراقيون .

يقول البعض : وما علاقة الامريكان بكل هذه الاوضاع ؟! نحن الذين انتخبناهم ونصبناهم , لكن نحن لا نعرف الا ان نضع اسباب فشلنا برأس غيرنا , ولا نفسر الاشياء الا بالمؤامرة . نعم انها مؤامرة , ومن العار ان لا نكتشفها بعد عشر سنوات من الانحدار والوصول الى هذا الدرك . ولكي لا يأخذنا النسيان , من الذي صاغ النسب (الحصص) الطائفية والقومية لمجلس الحكم الذي شكله بريمر وأصبح قاعدة لتشكيل باقي مؤسسات الدولة من الوزير الى الفراش؟ ومن الذي ثبت مفهوم ( المكونات ) العراقية الطائفية بدل المكونات الطبقية الطبيعية التي يجري التعامل معها في كل دول المعمورة ؟ من الذي حل المؤسسات الجامعة للعراقيين وآخرها الجيش ؟ ومن الذي وضع اكثر من ثلاثة آلاف خبير ( امريكي او وكيل للأمريكان ) في مختلف وزارات الدولة وأمرهم مفروض حتى على الوزير ؟ ومن صاغ آلية عمل الدولة الجديدة التي تفتقد للكثير من الروابط حتى بين مؤسسات الوزارة الواحدة ؟ وغيرها الكثير . نعم خرجت من العراق عسكريا , ولكنها رهنت العراق لإرادتها من خلال مجموعة القوانين التي سنتها والإجراءات التي اتخذتها , ومن بينها ايجاد الآليات لانتخاب الطائفيين والقوميين لحكم البلد , وهم الاداة الاكثر فاعلية في تعميق عدم الشعور بوحدة المصالح الوطنية المشتركة للعراقيين جميعا , ليبقى العراق على ايدي هؤلاء الطائفيين رهين هذا التشتت وتحت رحمة ما يقرره الامريكان .

وعودة لاختفاء مام جلال , فان هذه المرحلة مرحلة الفضائح المخزية , والكشف عن اي شئ بدون حصانة لاي شئ , ووصل التسقيط والتشهير الى بواسير خالد العطية حيث هوس الكثيرون " افلوس النفط فدوه لبواسيرك ". والسؤال : لماذا لم يأت احد على ذكر سبب اختفاء رئيس الجمهورية ؟ رغم الحاجة الماسة لوجوده بعد ان تم الاستقطاب الى مديات تشي بانهيار كامل قبل الانتخابات التي اقر قانونها عند مجئ المالكي من واشنطن وانتهت محاولة تأجيلها من قبل دولة القانون . فهل من المعقول ان لا يعرف الجميع بسبب ممانعة زوجته كما يشاع ؟ وهو الذي لم يعد ملكا لزوجته وحزبه فقط بل ملكا لكل العراقيين , وهل من المعقول ان لا يعرف رئيس الوزراء بوضعية رئيس الجمهورية ويطمئن العراقيين لمرة واحدة على الاقل ومن باب معرفته بأمور دولته .

ان اختفاء رئيس الجمهورية بدون معرفة اي شئ عنه وعن صحته , هذا ان كان فعلا قد اصيب بجلطة دماغية كما ذكر في سبب ذهابه الى المانيا , وعدم امكانية السؤال عنه حتى من قبل قيادات عراقية مثل السيد مقتدى الصدر ورئيس البرلمان النجيفي اللذين سكتا بعد تسائلهم مباشرة , ومحاولة الفضائية البغدادية في معرفة مكان اقامته التي لم تسفر عن اي شئ , لا بل حتى الالمان لا يجيبون احد عن المستشفى الذي يتواجد فيه او مكان اقامته , ودع عنك الاعلام وباقي الشخصيات القيادية في العملية السياسية . فهل كلها صدفة ؟! ام يوجد من اجبر الجميع على السكوت , وعدم تناول الموضوع , وهل يوجد اكثر سطوة من الامريكان في اجبار الجميع على السكوت بمن فيهم الموالين لإيران ؟

عدم معرفة وضعية رئيس الجمهورية ولا مكان تواجده تعادل في رمزيتها عدم معرفة الى اين يتجه العراق ؟ والى اين يريد بنا الامريكان ؟ وهل توجد مهزلة في التاريخ اكثر استهانة بشعب مغلوب على امره لا يعرف مصير رئيسه طيلة هذه الفترة ؟

 

free web counter