| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    السبت 23/6/ 2012



هل سنتجاوز الأزمة ؟ وكيف ؟

عزيز العراقي

جميع أطراف العملية السياسية , وفي مقدمتها طرفي الصراع ( جماعة سحب الثقة وجماعة المالكي ), تظهر الحرص على ان لا تندفع التوجهات التي سببت الأزمة الى نهايات مفتوحة على شتى الاحتمالات , وجميعها تشي بنتائج كارثية . وتعني الحلول الدموية التي ستحاصر العراقيين في تصفية حساباتهم الشخصية والحزبية تحت راية الطائفية التي ستجند آلاف الضحايا ومن الذين سيعوقون , ما دام التعويض السخي من قبل الحكومة أصبح احد الإغراءات التي يبحث عنها من انسدت بوجهه سبل الحصول على مصدر للعيش , او ممن وجد في الطائفية حرفة يتجاوز بها فشله الحياتي .

المجلس الأعلى وعلى لسان القيادي فيه محمد ياسر , يؤكد :" نحن في المجلس الأعلى لا نريد ان يكون هناك طرف خاسر نتيجة للازمة السياسية الحالية , لذا فان عمار الحكيم يسعى لإقناع الجميع الى طاولة الحوار وطرح جميع الملفات وما كان مع الدستور يمضى به وما خالفه يترك ". ومع الاحترام لهذا المسعى الذي يمثل النية الطيبة , فان السيد عمار الحكيم يعرف جيدا ان سبب الخلاف هو التفسير الشخصي والحزبي لمواد الدستور , وكل طرف يأخذ ما يخدمه . واتفاقية اربيل التي أشعلت فتيل الأزمة لعدم التزام المالكي بتنفيذها , أكدت لأكثر من عشرة مرات على الالتزام بالتوازن , وتشكيل لجنة خاصة له . والتوازن يعني التحاصص الطائفي , وهو أساس التجاوز على الدستور وسبب البلاء , ولولا المحاصصة لما تم التوافق في مزاد اربيل على استحداث مجلس السياسات العليا لعلاوي , وهو تجاوز صارخ على تنظيم السلطات في الدستور . والمالكي كان محقا برفضه , واعتباره مخالفا للدستور . ولكن بعد ان أوقع علاوي والعراقية , ومعها الكردستانية التي منحها الوعود السخية أيضا , في اكبر (هفتي) سياسي عندما وافقوا على تسلمه المنصب مرة ثانية.

والسؤال هو : كيف لا يوجد طرف خاسر؟! ومن يقبل بالخسارة ؟! ما دامت مصلحة العراق بعيدة عنهم . وما حصل عليه المالكي بعد ( نجاح ) الهفتي هو الذي دفعه للتحليق في تهويمة الانفراد بالسلطة , واعتبار ما كسبه بالانفراد بالقرار الأمني , وما لحقه من توسيع للنفوذ الاقتصادي , حق لا يمكن الرجوع عنه , وهو الأساس الذي أوصل لسحب الثقة . اغلب التقديرات تؤكد على ان الحوار او المؤتمر الوطني , لن يوصل الا لتنازلات بسيطة لا تمس جوهر المشكلة , وسيكون من الصعوبة بعد كل هذه الجرجرة العودة لذات الزخم العالي في مبادرة سحب الثقة الحالية , وهو سبب استجابة المالكي للحوار .

التأكيد أكثر من عشرة مرات على الالتزام بالتوازن في اتفاقية اربيل , يؤكد عدم الثقة من قبل العراقية والكردستانية بتوقيع المالكي على تنفيذ الاتفاقية , والا كان ذكرها في المقدمة لمرة واحدة يكفي , وليس بهذا التكرار المبتذل . خاصة وان القوائم الثلاث المعنية هي أكثر من تهاجم المحاصصة الطائفية وتؤكد على إنها أساس التدهور الحاصل . وقد ظنت قيادات هذه القوائم انها تستطيع ان تستمر في ذمها العلني للتحاصص الذي أصبح سبة عليهم , وتبديله بمفردة ( التوازن ) الأخف في إدانتها الأخلاقية , والتي تبعده عن الإيحاء بتقاسم اللصوص لحصصهم . وفاتهم ان فشل إكمال مشوار انجح السرقات هو في لحظة اقتسام غنائمها , وللتوازن ( المحاصصة ) قوانينها الفاعلة والبعيدة عن كل ادعاء بالديمقراطية والفيدرالية والإخلاص للعراق .

ورغم ان الحراك الحالي بين السياسيين يجري تحت خيمة إعادة تقسيم الحصص , وليس لإيجاد وسائل بديلة لفشل المحاصصة , تبقى آمال العراقيين معلقة بظهور تحالفات جديدة تعيد العملية السياسية الى سكة الديمقراطية الصحيحة , وعدم اختزالها بالانتخابات التي تحولت الى مسرحية بإخراج طائفي وقومي . ورغم إمكانية استمرار هذا الإخراج لفترة أطول يبقى تشكيل التحالفات الجديدة هو الطريق الأسلم لإعادة بناء العراق , وانشقاق بعض نواب البرلمان عن قوائمهم ومحاولات تطوير فاعليتهم ليس بالتعاون مع نواب آخرين فقط , بل ومع القوى الديمقراطية الأخرى , يؤكد التوجه الجاد للصحوة الوطنية .

 










 




 

 

free web counter