| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الأثنين  23 / 12 / 2013



من تداعيات التحضير للولاية الثالثة

عزيز العراقي

حذر البعض منذ فترة ليست بالقصيرة من العواقب الوخيمة للعملية السياسية اذا استمر الاصرار للحصول على الولاية الثالثة من قبل السيد المالكي والجبهة التي يقودها ( حزب الدعوة ودولة القانون ) . وزاد هذا التحذير خطورة بعد فشل المالكي في الحصول على الموافقة من الامريكان والإيرانيين في زيارتيه لواشنطن وطهران , ولم يبق امامه الا استغلال الجانب الاضعف وهي الساحة العراقية , رغم عدم وجود اية جهة سياسية اخرى تسانده , بمن فيهم حلفائه في " التحالف الوطني " الشيعي والمرجعية الكريمة في النجف الاشرف . وبسبب التحذير الامريكي بضرورة اجراء الانتخابات في موعدها المحدد اضطر المالكي للموافقة على تمرير قانون الانتخابات في البرلمان بعد رجوعه من واشنطن بيوم واحد فقط , بعد ان كان يعارضه . وبين الاصرار في الحصول على الولاية الثالثة والخوف من فقدانها رغم تسخير كل امكانيات الدولة لها , قد يندفع المالكي لارتكاب خطأ اكبر من كل اخطائه السابقة , وسيكون قاتلا لما تبقى من العراق , وذلك بمحاولته عدم اجراء الانتخابات , وإيجاد ذرائع يتوهم انها ستكون مقنعة للآخرين اذا تعمدت بأطر دموية .

يقول رئيس الوزراء السيد المالكي في كلمة بثتها قناة " العراقية " الحكومية امس 22 / 12 / 2013 " اقول بكل وضوح وصراحة ان ساحة الاعتصام في الانبار قد تحولت الى مقر لقيادة القاعدة " . لاحظ " تحولت الى مقر لقيادة القاعدة " وليس ان الساحة قد تحتمل وجود افراد مندسين من تنظيم القاعدة , ويعني ان التخطيط والإدارة لعمليات التفجير المجرمة هي من ساحة الاعتصام , ناسفا حقيقة صارخة كون اهل الانبار والغربية عموما هم اكثر من دفع الاثمان الباهظة في جرائم القاعدة , وأهل الانبار والغربية هم من انهى وجود القاعدة ببطولاتهم ودمائهم بعد ان عجزت القوات الامريكية وخلفها السلطة العراقية . وبدل الاعتراف بتضحياتهم وتفانيهم في الحفاظ على وحدة العراق وطرد عصابات القاعدة التي ارادت تقسيم العراق من خلال " دولة العراق الاسلامية " , جرى ابعادهم من خلال التنكر لاتفاق الصحوات مع القوات الامريكية بعد انسحابها بعدم دمجهم مع القوات المسلحة , مثلما جرى دمج المليشيات الشيعية التي نشأت في ايران .

وطالب المالكي " القوات المسلحة والأجهزة الامنية بان تتخذ جنبا الى جنب مع اهالي الانبار الشرفاء الموقف الحازم بإنهاء مقر القاعدة ( ساحة الاعتصام ) " . وفي احدى طروحاته الإستراتيجية باعتباره القائد العام للقوات المسلحة منذ 2006 طالب المالكي معتصمي الانبار " بالانسحاب من خيام الاعتصام " , موضحا ان هذا الطلب " من اجل ان تبقى فيها عناصر القاعدة فقط " . ولو كانت عناصر القاعدة موجودة فعلا في الاعتصام لما تأخرت كل هذا الوقت لكي تفخخ مكان الاعتصام كما فخخت الكمين الذي ادى بحياة قائد الفرقة السابعة وباقي الشهداء , انتقاما من الذي حاربها وطردها اولا , وثانيا لكي يتهمونكم انتم وتختلط الاوراق بشكل اكثر ضراوة من سابقاتها , وهذه هي سياسة القاعدة التي تحاولون دعمها سواء بإخراج سجنائها واعتى مجرميها في تهريبهم من السجون , او بالهجوم على ساحة الاعتصام وتشعلون الحرب الطائفية مجددا .

وأضاف السيد المالكي " اننا سنلبي مطالب المعتصمين ( بعد ) الانسحاب من خيام الاعتصام " . ولماذا لم تلبها (قبل)الانسحاب ؟ وقد خادعتهم بكثرة اللجان التي شكلتها واليوم قد مر عام كامل على الاعتصام , وارتكبت مجزرة الحويجة ولا يعرف احد الى اين وصل التحقيق فيها لحد الآن , ونتيجة كثرة الوعود الكاذبة قوبل مبعوثك ونائبك الذي اراد تطمين المعتصمين وهو ابن المنطقة الغربية بالأحذية وليس بغيرها , مما دفعه لترك الساحة هربا على طريقة الهمم البعثية التي رضع حليبها الفاسد .

هذه التداعيات في التحضير للولاية الثالثة اصبحت مكشوفة للجميع , ودفعت السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وصاحب ثاني اكبر قائمة برلمانية في " التحالف الوطني " الشيعي لتحذير المالكي من اللعب بالنار :" سمعنا من الاخ المالكي تهديدا ضد التظاهرات الغربية , ولا يجب ان تكون مقدمة لتصفية الحسابات الطائفية مع اهل السنة بل يجب ان يستهدف الارهاب فقط " , لا فتا الى ان " هذا الامر يجب ان لا يكون كذلك سببا لتأخير الانتخابات التشريعية القادمة عن موعدها النهائي وإلا آل الامر الى ما لا يحمد عقباه " .
 

free web counter