| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         السبت 22/9/ 2012



هل من جديد في امتناع اوباما من مقابلة المالكي ؟!

عزيز العراقي

الكثير من البرلمانيين الذين يتمتعون بنفوذ قائمتهم الشيعية يعتقدون انهم مؤهلين للتصريح ( الرسمي ) أكثر من غيرهم في باقي القوائم , والمراقب لما ينشره الإعلام في الفترة الأخيرة يلاحظ ذلك . المشكلة ليس بكثرة النواب المصرحين , بل بمحتوى هذه التصريحات , وعلى سبيل المثال تصريح المالكي الأخير في النجف – وهو المسئول الأول في القائمة الشيعية – الذي أكد فيه : ان الصراع الطائفي اخطر ما يواجه المنطقة , وهو الأساس في تصاعد الصراع الحالي .

فعلام أذن تقود السلطة باتجاه خدمة المشروع الطائفي الإيراني ؟! وبالذات في مساعدة النظام السوري ضاربا عرض الحائط قرارات مجلس الأمن في منع توريد الأسلحة لأي طرف سوري . الأقمار الصناعية والرادارات الغربية رصدت الطائرات الإيرانية وهي تعبر الأجواء العراقية , وسبق ان نبه الأمريكان العراق على ذلك عدة مرات بدون فائدة , وهو سبب رفض الرئيس الأمريكي طلب مكتب رئيس الوزراء العراقي مقابلة المالكي عند ذهابه الى أميركا لإلقاء كلمة العراق في هيئة الأمم المتحدة عند افتتاح دورتها الجديدة , وهو ما منشور في وسائل الإعلام اليوم .
يعتقد هؤلاء النواب وهو يسيرون بمواكبهم , وحولهم حراسهم يتجاوزون على كل من ( يزاحم ) موكب السيد النائب , انهم أصبحوا ذات أهمية تفوق أهمية النواب في برلمانات العالم المتحضر الذين يفتقدون لهذه لمواكب , ويعتقدون ان قدوم المالكي تحت رفرفة العلم العراقي , والاستقبالات بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان على السجاجيد الحمر , وتناقل أخبارهم في القنوات التلفزيونية الفضائية والصحف اليومية , قد خلقت دولة حقيقية محترمة حالها حال باقي الدول , وبامكانها الدخول كلاعب معتبر في اتخاذ القرارات المهمة في سياسات المنطقة والسياسات الدولية . ظنا ان بامكانها ان ترجح كفة النظام الإيراني المنبوذ دوليا في صراعه مع الغرب باسم الاستقلالية و ( السيادة ) التي تمتلكها . وتصريحاتهم وعلى رأسهم المالكي بعدم وجود أدلة تثبت تورطهم بتمرير السلاح , حالهم حال بشار عندما ينكر مجازره بالرافضين لحكمه , او النظام الإيراني عندما يطالب العالم بأدلة تثبت ( رغبته ) في إنتاج القنبلة النووية , وقبلهم صدام الذي اعتبر عدم وجود أدلة لامتلاكه أسلحة دمار شامل سينقذه من مصيره المحتوم .

وإذا النظام السوري او النظام الإيراني وقبلهم ألصدامي يمتلكون مواصفات الدول القوية في مركزيتها , المعترف بها في العالم ويحسب الحساب لقوتها وجبروتها , فان الدولة العراقية الحالية ليست محترمة ولم يحسب لها الحساب الا في الورق الذي مهرته سلطات الاحتلال على ( استقلالنا ) . لا بل ولا نمتلك حكومة محترمة , والجميع يعرف ان القوائم الرئيسية الثلاث التي اقتسمت السلطة تركض وراء حصصها ونفوذها , وتركت العراق دون إعادة بناء مؤسسات الدولة ,وتلعب به أهواء اللصوصية والفساد وفقدان الأمن , والانحدار الى الدرجات السفلى في الفشل كما تؤكد جميع المنظمات المستقلة في العالم . ولعل إبقاء العراق تحت البند السابع بعد عشرة سنوات على ( تحريره ) من قبل الأمريكان , ما يؤكد فقداننا للاستقلالية والسيادة التي يدعيها هؤلاء في محاولة للتستر على الفشل المريع الذي سقطوا فيه .

من الملفت للنظر ان نستمر في طرح نواقص العملية السياسية بكل تكويناتها , القيادية , الحزبية , البرلمانية , الحكومية , الإعلامية ..الخ , ونحن نعرف انها الأساس في استمرار التردي الحاصل . واكبر نجاح حققه الأمريكان وراء أسباب الاجتياح هو في تجريد الأحزاب التي تقود السلطة من مشروعها الوطني , وإبقاء العراق لا حول له ولا قوة بعد تجريد الشعب من الشعور بوحدة مصلحته الوطنية , وإفراغ المرجعيات العامة سواء مؤسساتية حكومية, او ثقافية , فنية, علمية , وما شابهها من أسباب هيبتها وسلطتها المعنوية . لا بل وحتى المرجعيات الدينية التي وقفت بقوة في البداية , وتم لها توجيه الأحداث في إجراء الانتخابات وكتابة الدستور دون المرور بفترة انتقالية , تقف اليوم عاجزة عن وقف الفساد واللصوصية وانهيار القيم , وتوجه ملاحظاتها بخجل عن طريق ممثل المرجعية في كربلاء , خوفا من ان تتدخل بنفس قوتها السابقة ولا احد يسمعها من الأحزاب التي وصلت الى السلطة بمباركتها .

بجهود عمليتنا السياسية وحكومتنا الرشيدة , فان العراقيين لا يزالوا غير مرحب بهم في جميع دول العالم رغم مرور عقد كامل على انتهاء النظام الصدامي , واليوم اوباما يرفض استقبال المالكي رمز ( السيادة ) العراقية , ولا نعرف الى أي درك سنصل في سلّم الاحترام بين الشعوب . ولا احد من هذه القيادات المتنفذة يريد ان يدرك : اننا بدون مشروع وطني نحترم فيه أنفسنا لن يحترمنا احد , ولن نستطيع ان نكون في وضعنا الحالي غير عجلة يمكن استبدالها في أي وقت عند استفحال الصراع الإيراني الغربي .




 

 

free web counter