| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 22/11/ 2011



المصالحة الوطنية وخضراء الدمن

عزيز العراقي

تفاءل العراقيون بالخلاص من البعث ونظامه الدموي عندما اجتاح الأمريكان الوطن , وقفوا يتفرجون كيف يحتل بلدهم أملا في هذا الخلاص . إلا انهم , وبعد ما يقارب العقد من السنين وجدوا حكومتهم التي انتخبوها تختلق مختلف الأسباب لإدامة وجود البعث , حتى ولو بشكل معنوي . البعث سقط , وخرج من المعادلة السياسية منذ أول يوم الاحتلال , الا ان الأحزاب المعارضة سابقا لم تتعود , أو لم تعرف طريقا آخر لاستمرار وجودها غير مناهضة صدام والبعث , فما بالك ان توضع في قيادة السلطة والعملية السياسية , وهي لا تعرف شيئا عن ابسط متطلبات إدارة الدولة والمجتمع ؟! ولم تكن (تحلم ) ان تقود السلطة في يوم ما .

العراقيون يعرفون هذا جيدا الآن , وأدركوا ان تصفية البعث وتركته الفكرية لا يمكن ان تتحقق ما دامت محاربتها تخضع للعداوات الشخصية وتصفية الحسابات , ومصالح سياسية لن تتحقق ما لم تجعل من البعث بعبعا دائما , يجري إنعاشه كلما استقر الوضع الأمني . ومثلما كان صدام يشدد قبضته بحجة المؤامرات , فالقيادات الحالية للسلطة والعملية السياسية لم تجد غير رعاية وديمومة البعث لاستمرار التناحر وإشغال العراقيين به , بين مهاجم ومدافع , بين دولة القانون والعراقية , بعد ان تساوى الجميع في الفساد وفقدان الضمير الوطني , والصراع على السلطة والجاه والمال الحرام . و " المصالحة الوطنية " هي الحظيرة الآمنة لإيناع خضرة البعث في دمن هذه القيادات السياسية .

جرى التساؤل , ماذا بعد في جعبة المالكي وقيادات حزب الدعوة ودولة القانون بعد ان زجوا بالكثير من البعثيين في السجون ؟! ورغم وجود الكثير من المجرمين بينهم , الا ان بعضهم مستشارين في مكتب رئيس الوزراء , وجرى التستر عليهم طيلة السنوات السابقة ومستمرين في أعمالهم . وعرف الجميع ان الغرض من وراء الحملة ايجاد مشكلة جديدة تعمل على حرف اهتمامات ومطالبات ( شركائهم ) في القائمة العراقية والكردستانية باستحقاقاتهم في تقاسم السلطة , والتي جرى الاتفاق عليها في اتفاقية اربيل , ووضعهم في بحث إحداثيات المشكلة الجديدة . وكانت الحجة حصولهم على محاضر اجتماع , وقوائم بأسماء البعثيين المتآمرين برعاية القذافي , والتي جاء بها رئيس الوزراء الليبي الى المالكي عند زيارته للعراق .

بعد ان تم تكذيب ادعاء الحكومة العراقية على لسان رئيس الوزراء الليبي , ومن شاشة قناة العربية , أرادت حكومة المالكي ان تكحلها ... فقد نشرت صحيفة " المدى " في متابعاتها يوم الثلاثاء 23/11/2011 وتحت عنوان " الداخلية : خلية البعث المنحل مسؤولة عن قتل الآلاف " : أعلنت وزارة الداخلية ان الخلية المرتبطة بحزب البعث المنحل متورطة بعدة جرائم في بغداد منها تفجيرات الشورجة والصدرية " . واضافة وزارة الداخلية , ان الجرائم الاخرى التي قامت بها هذه الخلية هي تفجيرات وزارة الصحة والمتطوعين في قيادة شرطة بغداد وفي شارع حيفا وعلاوي الحلة , وامتدت الى عرس الدجيل وصاغة الذهب في منطقة المنصور " . وأكدت الوزارة الى ان " هناك متابعة استخبارية ( دقيقة ) على ضوء الاعترافات التي تمت من قبل المتهمين تم إصدار أوامر إلقاء القبض " . وعرضت وزارة الداخلية اعترافات 22 شخص من اصل 200 شخص يشكلون خلية مرتبطة بحزب البعث المنحل , واكدت ان الخلية مسؤولة عن قتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص خلال السنوات الماضية .

الخلية , هي وحدة البناء في الأحياء سواء في النباتات او الحيوان , وهي اصغر تكوين في الجسم الحي ولا ترى بالعين المجردة . وفي السياسة تطلق على اصغر وحدة حزبية في الحزب السياسي , سواء كان البعث او غيره من الأحزاب . وما دامت خلية واحدة من خلايا حزب البعث المقبور تمتلك كل هذه القدرة حسب ما تقول وزارة داخلية المالكي , فماذا انتم تعملون بالسلطة التي مضى عليها بأيديكم ما يقارب العشرة سنوات ؟! وماذا ستعملون مع الخلايا الأخر ؟! ويبدو ان الناطق الرسمي لوزارة الداخلية لا يفرق بين الخلية والجسم , او يعتقد ان مفردة "الخلية " ستعطي للخبر إيقاع بوليسي أكثر , فيؤكد على ان الخلية تضم 200 شخص . طيب , ان من أودع السجن اكثر من ستمائة شخص حسب ما ذكرتم انتم. يعني انهم ثلاث خلايا وليس خلية واحدة حسب حسابكم للخلية . أخزاكم الله مثلما أخزى البعثيين , ورحم الله ابراهيم عرب عندما كان يمنح التسلية لرواد مقهاه ومستمعيه .
 

 

free web counter