| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي

 

 

 

 

الأحد 22/7/ 2007

 

 


العراق ينحدر للمجهول ، فمن هو ألأفهم في فهم الدستور ؟


عزيز العراقي
Aziz.aliraqi@yahoo.com

تمكنت القيادات العراقية التي تدير العملية السياسية والحكومية من انهاء كل المشاكل التي تهدد وجود العراق, من تأمين الوضع الأمني , وعقدة اعادة كتابة الدستور , الى تأمين الماء والكهرباء وباقي الخدمات . المهم انتهت كل هذه المشاكل , ولم تبقى الا مشكلة مريم الريس مستشارة رئيس الوزراء , وتصريحاتها المتكررة حول حجم مسؤولية مكتب رئاسة الجمهورية في ادارة شؤون العراق .
الست مريم صرحت بأن رئيس الجمهورية [ وظيفة شرفية] فكيف مع نوابه ؟ مكاتب الرئيس ونوابه " مجلس الرئاسة" ردت على الست مريم بأن رئاسة الجمهورية تشرف على تطبيق فقرات الدستور , وتكون بدل رئيس الوزراء في حالة غيابه , وما نص عليه الدستور من صلاحيات أخرى . لو حدث هذا في وضع اعتيادي لفسرت على انها " الديمقراطية " وترف السلطة , ولكن ان تجري وسط هذا البحر المتلاطم الذي يوشك ان يغرق السفينة العراقية بكاملها , فهذه مسألة أخرى لاتدلل الا على عدم الأحساس بما يجري .
فالمسؤولين المنتخبين من هذا الشعب البائس , لايهمهم غير الصراع لتوسيع مساحات نفوذهم ووجاهاتهم .
لقد رد الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية – غريم المالكي والمرشح الاقوى لخلافته في رئاسة الوزراء – بمذكرة غاضبة على التصريحات الاولى لمريم الريس . صدر بعدها توضيح يحمل الاعتذار من مكتب رئيس الوزراء السيد نوري المالكي , ولكنه موجه الى رئيس الجمهورية فقط , ولم يأتي على ذكر نائبيه او " مجلس الرئاسة" كما يؤكده النائبان في كل مناسبة [ في تذكير على ان الثلاثة يتمتعون بصلاحيات متساوية] . وتعود المستشارة لتؤكد على ما ورد في تصريحها الاول , ويأتي الرد عليها هذه المرّة من مكتب السيد رئيس الجمهورية , وكل طرف يدعي بأنه الأفهم في فهم الدستور , والدستور "حمال اوجه" ويفسر حسب قوة مركز القرار .
والسؤال : هل ان مريم الريس أعادت تأكيد تصريحها الاول , بعد مذكرة الاعتذار من قبل رئيس الوزراء لرئيس الجمهورية من ذاتها فقط ؟ ام بتوجيه من رئيس الوزراء ؟ وتأكيد على انه لايعترف الا برئيس الجمهورية ؟! اما اذا كانت " العزة بالأثم " وراء اصرارها , فأية سذاجة يمتلكها المالكي في اختيار مستشاريه ؟!
وما دامت العلاقات بين اعلى المستويات بهذه الحساسية وعدم الانسجام , ومحاولة الانتقاص من شأن الآخر , فما بالك بالوزارات , والادارات العامة , وباقي دوائر الدولة ؟ وهذه المهزلة تذكرنا بوفاة الملك السعودي فهد, وكيف توجهة عدة طائرات , كل واحدة تحمل مسؤولا يدعي انه يمثل العراق , في مهزلة اربكت اصحاب العزاء السعوديين , قبل ان تتحول الى مسخرة تلوكها افواه المعلقين في القنوات الفضائية التي تنقل الحدث . وكان اكثرها تهكم الطائرة التي نزل منها رئيس الوزراء وقتها الدكتور ابراهيم الجعفري , والذي لم يجد طائرة يستأجرها , ف" أضطر" لأجبار طائرة متوجهة الى القاهرة بالتوجه الى الرياض مع ركابها , ولم تهن عليه كرامته ان يصعد في طائرة السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني , او في طائرة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس قائمته التي وضعته في هذا المنصب , أو شعر انه لايستطيع ان يبني هالته الشخصية اذا ذهب بمعية الآخرين , وتناسى ان النظام السعودي لايعترف بالشيعة اساساً كطائفة اسلامية . وفي حادثة اخرى لاتقل فيها الرغبة في البحث عن الوجاهة , ومع الجعفري ايضاً عندما كان رئيسا للوزراء , حينما اصرّ على ان يمثل العراق في افتتاح دورة هيئة الامم المتحدة بدل رئيس الجمهورية , واصراره حسب " الصلاحيات الدستورية" ايضاً , وكاد ان يخلق مسخرة دستورية أخرى .
ان المهازل التي تمارسها هذه القيادات , وهم بأتجاه واحد – وكأنهم يجلسون في مقهى - وليس يديرون دولة بحجم العراق الذي اصبح مشكلة عالمية , ولايدركون انهم تحت المجهر العالمي , وبالذات المجهر الامريكي الذي عجز عن ايصال العملية السياسية الى سكة التوافق . ولاغرابة بعد ان عجزوا من هذه القيادات , من العودة الى التعاون مع ظهيرهم الجاهز من البعثيين , كما تؤكد الاحداث الحالية . ولاغرابة ايضاً ما تردد من ان الامريكان يسعون لوضع "التيار الصدري" و " منظمة بدر" في قائمة التنظيمات الارهابية .