كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الثلاثاء 21/12/ 2010

الاحتجاجات الشعبية المشروعة والتشويهات العقروبية عزيز العراقي القرارات الأخيرة التي أصدرها مجلس محافظة بغداد , والقاضية بمنع النوادي الاجتماعية وغلق محلات بيع المشروبات الروحية , وما ( أثارته ) من ردود أفعال مؤيدة لها , وصلت في بعض الأحيان حد المهزلة , مثل بعض الكتاب الذين فشلوا في انتخابات اتحاد الأدباء من تأييد لهذه القرارات , وبالذات غلق نادي اتحاد الأدباء , ومحاولتهم إنشاء اتحاد (أدباء) موالي لمجلس المحافظة , ووصل بهم الارتزاق الى حد الانتقاص من رموز ثقافية عراقية تعمل الحركة الأدبية والفنية من خلالهم لإعادة بعض الاعتبار للمرجعية الثقافية الوطنية . هذه الشوشرة والصراخ بالدفاع عن القرار يبدو انه ألهب حماس أئمة جوامع كردستان أيضا , فاعترضوا في خطبهم يوم الجمعة الماضية على كلمة وردت في برنامج وزارة الثقافة الكردستانية تساوي بين الرجل والمرأة . والغريب إن ألائمة يدّعون أنهم اطلعوا على برنامج الوزارة , والعراقيون يعرفون جيدا ان ألائمة في الجوامع سواء في كردستان او في غيرها من مناطق العراق لاتهمهم أمور أهم بكثير من برنامج وزارة الثقافة , فمن أين جاء هذا الحرص ما لم تكن الأوتار تعود لآلة واحدة وعازف واحد ؟! يقول كامل الزيدي في معرض دفاعه عن القرار بأن هناك عوائل اشتكت في منطقة الكرادة من استهتار بعض السكارى , وخروج بعض الراقصات الى الشارع في ملابسهن الغير محتشمة . ولا اشك في قوله , ولكني أوضح لمن لا يعرف بغداد ومنطقة الكرادة بالذات وأنا من سكنتها . إنها أصبحت مقر لأكبر الأحزاب الدينية الشيعية , ومنطقة سكن لأغلب زعمائها ومسئوليها , والعراقيون يعرفون جيدا إن هذه الأحزاب انفتحت على فدائي صدام ومجرمي النظام المقبور بعد ان أعلنوا التوبة على يد زعماء هذه الأحزاب , وبعضهم لبس العمائم والمحابس واخذوا يمثلون هذه الأحزاب في الكثير من المؤسسات الحكومية والشوارع , ويمكنكم سؤال السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية وليس غيره , وشاهدنا الكثير من هؤلاء ينزعون عمائمهم ويترنحون تحت تأثير السكر في هذه البارات , ويرددون عبارات جذورهم السابقة بالقسم ( وروحة للمرحوم ) والمقصود صدام . وقد يكون المقصود هو الإساءة للأحزاب التي ينتمون إليها , والمهم إنهم منحوا السلطة والجاه من قبل هذه الأحزاب . والسؤال الآخر : من تستطيع من العراقيات , ومن طوائف أخرى , وليس من الإسلاميات فقط , من الظهور في الشارع بدون حجاب ؟! وبالإضافة إلى ذلك راقصة وبملابس فاضحة , ما لم تكن تحت مظلة أصحاب العمائم الجدد ؟! لقد نشر موقع " البديل الديمقراطي " نص رسالة ( المرجع ) الديني اليعقوبي في تأييد هذا القرار , واعتذر الموقع من القراء لأنه ينشر مثل هذا الانحطاط , ولكنه أراد أن يوضح مشكورا حقيقة هؤلاء الذين يدعون الحرص على سلامة العراق والعراقيين . وكشفت الرسالة عن إمكانية هذا العقروبي ومن شاكله من نافثي السموم القاتلة من ادعاء تنصيب نفسه المدافع عن القيم الشريفة حينما ركز فقط على المشروبات الروحية , واخذ يتهجم على مقر اتحاد الأدباء وتيجان الثقافة العراقية من مثقفين وأدباء وفنانين , وهم يضحون بكل شئ لإيجاد مرجعية حقيقية تعيد الاعتبار للقياسات الجمالية المتعلقة بالثقافة الوطنية , وتنتشل هذه الثقافة من الواقع المزري للمستنقع الذي سقطت فيه على أيدي العقروبي وأمثاله , وبصفاقة زادت أمثال عن صفاقة وانحطاط النظام الفاشي السابق . من المؤلم أن يدعي هذا العقروبي انه مرجع ديني , وسوف يفتح الباب واسعا بصفاقته هذه للتهجم من قبل أناس على شاكلته , ولكن من الجانب الآخر , من الإساءة لكل ما يتعلق بالمراجع الكرام , ولا يدرك ان كلمة (المرجعية) يجب ان تصان , وتترفع عن كل ما قد يعرضها لاحتكاكات غير كفيلة بالاحترام . والمرجع هو وكيل مقلديه , وسيحاسب أمام الله سبحانه وتعالى عن كل فتوى تصدر عنه لا تدعو إلى خير أتباعه , لا ان ينصب نفسه دكتاتورا جديدا على رقاب مقلديه وعلى رقاب الآخرين حتى ومن ديانات أخرى , باسم تحريم الخمور .