| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         السبت 21 / 9 / 2013



بين السيسي والسيد السيستاني

عزيز العراقي

لم يصل الشعب المصري الى الدرك الذي وصل اليه الشعب العراقي من خلال حكم الاخوان المسلمين الذي لم يستطع الاستمرار اكثر مما استمر - وهو سنة واحدة فقط - لكي يجد من يتصدى له ويسقطه , وهي المرجعية العسكرية التي استجابت للتفويض الشعبي ورغبة باقي المؤسسات الوطنية الاخرى , سواء الرسمية منها مثل القضاء او غير الرسمية مثل الادباء والحقوقيين . بعكس الوضعية العراقية التي لم يتمكن الشعب العراقي من ان يكون الظهير المساند لحركة الاحتجاجات التي انطلقت في شباط 2011 ولحد الآن نتيجة توزعه للولاءات الفرعية , وعدم وجود مؤسسات دولة وطنية بعيدة عن الطائفية والحزبية , او هيئات مستقلة بعد ان تم مصادرة استقلاليتها بما فيها القضاء والبنك المركزي. ولكن هذا لا يعني ان العراق فقد الروافع التي يمكن ان تنهض بطاقاته لرفض هذا الواقع المهين , الذي اصبح ليس مأساة فقط , بل اصبح عارا على كل العراقيين بكل وجودهم .

ما الفرق بين المرجعية الكريمة للسيد السيستاني ومرجعية السيسي في مصر ؟! في امكانية استنهاض الهمم وإيقاف التدهور الحاصل , والذي يبدو ان القائمين عليه في العراق مصرّين للوصول الى الحرب الاهلية لتقسيم العراق . ومثلما في مصر رجعت الجماهير الى اقوى مؤسسة لإيقاف الانحدار , فان العراقيين اليوم يحتاجون الى اقوى مرجعية لايقاف التدهور , وهي الوحيدة التي تستطيع ان تقود العراقيين بكل طوائفهم لايقاف تفشي فاشية القتل على الهوية , والوقوف بوجه فشل وهزال الحكومة العراقية التي ساهمت المرجعية الكريمة بوصولها الى السلطة , ظنا منها بأنهم سيوفون بالوعود التي قطعوها على انفسهم امام الله والمرجعية والعراقيين .

قد يقول قائل ان مرجعية السيد السيستاني دينية وليس عندها جهاز تنفيذي يوقف هذا الانحدار . السيسي لم يتمكن فقط بجهازه التنفيذي العسكري من ايقاف التدهور لولا ايمان الشعب المصري بهيبة المؤسسة العسكرية التي امكن الركون اليها لإعادة المياه الى مجاريها , مرجعية السيستاني تمتلك من الهيبة اضعاف ما تمتلكه المؤسسة العسكرية المصرية التي خرجت الملايين تنشد دعمها , بالعكس ان في العراق حاجة اعمق , ولحظة تاريخية اوضح , لدور المرجعية ( الوحيدة ) التي تستطيع ان توحد وتنهض بمطالب العراقيين لإيقاف القتل وإعادة بناء مؤسسات دولتهم . فنحن لا نمتلك عملية سياسية مثلما تردد الطبقة السياسية المتنفذة , وليس لدينا مؤسسة رئاسة جمهورية فاعلة ,ولا حكومة , ولا برلمان , وهذه المؤسسات الثلاث التي تشرف على ادارة البلاد ليست اكثر من دوائر نخرها الفساد , وأصبحت الحاضنة لكل وسائل استمرار الانحدار . فمتى ستتحرك المرجعية ؟!
 

free web counter