| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي

 

 

 

السبت 20/10/ 2007



ما لم يكن في الحسبان

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

وزارة الخارجية في أغلب دول العالم لديها ختم تصادق فيه على مختلف الوثائق الصادرة من مؤسسات الدولة لتستخدم في الدول الأخرى , وختم الخارجية فيه عبارة تقول : نصادق على صحة الختم الموجود . والمقصود ختم الدوائر والمؤسسات المصدرة لهذه الوثائق , ووزارة الخارجية ترفع عنها بهذه الملاحظة الحرج القانوني والأخلاقي لدى الدول الأخرى ودولتها فيما اذا ظهرت هذه الوثائق غير كفوءة او مزورة , وتضع مسؤوليتها على الدائرة التي صدرتها .

وكان من الضروري لمرجعية آية الله العظمى السيد علي السيستاني ان يتوخى مثل هذا الحذر عندما اوصى بتشكيل لجنة سداسية تعمل لتشكيل قائمة " الائتلاف " , لتدخل الأنتخابات مصحوبة ببركاته , وكان يحدوه الأمل على ان وحدة الأحزاب الشيعية ستكون الضمانة الحقيقية لأنصاف الجماهير الشيعية والعراقية , والمحافظة على مكتسباتها . ومن اين له ان تعرف طيبته وسماحته ان القيادات السياسية الشيعية , - ومقلديه بالذات – سيكونون الأدوات الدموية التي ستجرد الجماهير المنكوبة من الشيعة قبل غيرهم من العراقيين حتى من الحقوق التي كانت تتمتع بها ايام النظام المقبور , وتحرمهم من لذة الأمان والعيش الكريم , وتنشر مليشياتها كالسرطان لتصادر الحريات الشخصية لهذه الجماهير , وتفرض اجندتها الطالبانية السوداء .

لم يدر في خلدنا في يوم من الأيام ان " الهدنة " الأولى في الصراع الدموي الذي يريد ان يفترسنا ويفترس وطننا , سيجري التوقيع عليها بين اكبر فصيلين شيعيين " المجلس الأعلى " و " التيار الصدري " . كنا نتوقع ان تكون بيننا نحن العراقيين وبين سلطات الأحتلال , او بين العراقيين والنظام الايراني الذي استباح وطننا وحاله حال الأحتلال ان لم يكن اسوء , او بيننا نحن ابناء المقابر الجماعية والأنفال وكل شهداء الحركة الوطنية وبين القتلة من البعثيين وحلفائهم من تنظيم " القاعدة" وعصابات التكفير السنية . اما ان تكون بين الفصيلين الشيعيين المنضويين في قائمة واحدة فهذا ما لم يكن في الحسبان . كنا نتصور ان القيادات السياسية لكل الفصائل الشيعية المتناحرة لم تمتلك السيطرة الكاملة على مليشياتها , وباقي عناصرها الفاعلة . ونزاعاتها الدموية تجري اغلبها بين اداراتها الوسطية والقاعدية لغرض الأستئثار بالسلطة والجاه والمال , ولكن بهذا التوقيع على " الهدنة " اكدا بانهما المسؤولان عما يجري للطرفين .

السيد عبد العزيز الحكيم والسيد مقتدى الصدر ورثة العائلتين العريقتين , اللتين موضع اعتزاز كل العراقيين من عرب واكراد , اسلام ومسيحيين وصابئة ويزيديين وشبك , وشهداء العائلتين قلائد في عنق تاريخ الحركة الوطنية المجيدة وتضحياتها الجسام , والشيعة العراقيون منحوا أصواتهم لكم اعترافاً بنبل شهدائكم , وتمثلاً لتوصية المرجعية التي غدرتم بوفائها وبركاتها , نعم لم تحترموا ذكرى شهدائكم ولا جماهيركم ولا صوت حق المرجعية , وطفتم على مياه السلطة الجاه . وتحولت حروبكم لأجل سرقة اموال المراقد المقدسة في النجف الاشرف سابقاً وكربلاء لاحقاً , واغتصاب ومصادرة العقارات والمؤسسات وفرض اسعار شرائها بأبخس الأثمان سواء من الحكومة او من اصحابها الشرعيين , تحولت الى وقائع تذكر العراقيين بعوائل خير الله طلفاح , وآل المجيد , وباقي البعثيين المتنفذين .

وليت الأمور بقت عند هذا الحد , الا ان الأنكى ان " الهدنة " فرضت عليهم من قبل النظام الايراني الذي يريد ان يلملم الاطراف التي يمكن ان يزجها في حربه المنتظرة مع الامريكان , وليس استجابة لمطالبات باقي الاطراف في القائمة او الاطراف الوطنية الأخرى , او الرغبة المتكررة لمرجعية آية الله العظمى السيد علي السيستاني في حقن الدماء . وجرى التوقيع في طهران وليس في بغداد اوالنجف الاشرف , وبأشراف مخابرات فيلق القدس الايراني وليس بأشراف الحكومة العراقية التي يقودونها , او تحت سقف البرلمان , او تحت اشراف المرجعية الكريمة . ورغم عودة المعارك في الديوانية بعد يوميين من توقيع " الهدنة" , الا ان العراقيين يريدون ان يعرفوا ما جرى الاتفاق عليه بين الزعيمين " الوطنيين " تحت اشراف النظام الايراني , لأن حصيلة الأتفاق سيجري تنفيذه على ارض العراق , وادواته ابناء العراق .


 


 

free web counter

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس