| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأحد 20/3/ 2011



متى ستنتهي العزة بالإثم ؟!

عزيز العراقي

العراقيون والإيرانيون يعرفون : ان سبب فشل الانتفاضة الجبارة للعراقيين عام 1991 , والتي جاءت اثر هزيمة جيش صدام على يد التحالف الدولي الذي اخرج قوات النظام من الكويت , كان بعد ان رفعت إيران عبر من أرسلتهم من البسيج وباقي مرتزقتها من العراقيين شعارات طائفية صادرت الأسباب الحقيقية لتفجر الانتفاضة الجبارة , والتي لم يشهد التاريخ العراقي مثلها , حيث تم إسقاط أربع عشرة محافظة من مجموع المحافظات العراقية الثماني عشرة في أسبوع واحد فقط . مما دفع الأمريكان للتنصل من الوعود التي أعطاها رئيسهم بوش الأب عندما شجع العراقيين للانتفاض ووعدهم بالمساعدة , وكذلك تم تراجع باقي الأنظمة العربية التي كانت تعاني من نظام صدام بما فيهم الكويت , بعد ان وجدوا ان العراق سيذهب إلى أحضان النظام القومي الإيراني , وتحت لافتة الطائفية الشيعية .

والمعروف ايضا ان النظام الصدامي فتك بجميع من شاركوا من العراقيين في الانتفاضة سواء كانوا مستقلين ام إسلاميين او ديمقراطيين وشيوعيين وأكراد , مستفيدا من التشويه الطائفي الذي جاهر به النظام الإيراني ليساعده في إخفاء حقيقة أسباب الانتفاضة الوطنية . واغتيلت تلك الفرصة التي عمدوها بدمائهم الطاهرة , وليستمر النظام لأربع عشرة سنة أخرى يسوم العراقيين أسوء ما عرفته الأنظمة الفاشية من استهانة بالبشر . وكان العراقيون يومها لا يحتاجون مثل الأخوة الليبيين الى دعم بهذا المستوى , بل كانوا يطلبون استمرار إيقاف طيران النظام الصدامي فقط , والذي درج ضمن شروط إيقاف الحرب في خيمة صفوان المذلة , الا ان الأمريكان وليس غيرهم سحبوا هذا الشرط ليفسحوا المجال له للفتك بالعراقيين .

الجميع يدرك هذه الحقائق لأن الأغلبية عايشتها , والقيادات السياسية للأحزاب الطائفية الشيعية تعرفها جيدا أيضا, الا ان إثبات حسن السلوك للنظام الإيراني فرض عليهم التناغم مع ما يؤكده النظام الإيراني على شيعية الاحتجاجات في البحرين , وتجريدها مثلما أراد لها النظام البحريني من مطالبها الوطنية والديمقراطية , وأبرزها , فسح المجال لممارسة النشاط السياسي وتوسيع قاعدة اتخاذ القرار , والمطالبة بتحويل النظام الملكي الى جمهورية ديمقراطية . ومثلما فعل الامريكان مع العراق غيروا موقفهم من المحتجين في البحرين , ففي البداية كان موقفهم الطلب من النظام البحريني عدم استخدام العنف مع المتظاهرين , وبعد ان ارتفعت نغمة الطائفية الإيرانية ومعها باقي العازفين في العراق ولبنان , صرح الأمريكان وليس غيرهم : ان استعانة النظام البحريني بقوات " درع الجزيرة " لقمع المحتجين يأتي في إطار شرعية اتفاقات مجلس التعاون الخليجي . لتتبعها في التأييد باقي أنظمة الجامعة العربية بما فيهم النظام السوري الذي اخبر حليفه النظام الإيراني وعلى لسان وزير الخارجية المعلم : ان سوريا يهمها استقرار البحرين .

والأكثر غرابة في تصرفات القيادات السياسية الطائفية العراقية , هو تعطيل البرلمان الذي يعوّل العراقيون على استمرارية عمله لمدة عشرة أيام . المجلس الاعلى والتيار الصدري يقولان بصراحة : تضامنا مع شيعة البحرين ,وحزب الدعوة الذي يقود الحكومة كعادته مارس التقية, وقال : لكون الإخوة الأكراد اخذوا عشرة ايام عطلة بمناسبة " عيد نوروز " . وعيد نوروز حتى في ايران منبع الزرادشتية التي أوجدت نوروز, وهو العيد القومي لإيران ورأس السنة الفارسية , يأخذون أسبوع واحد فقط . ومن المفارقات المضحكة ,يتحفنا الدكتور ابراهيم الجعفري بعد ترديده للأدعية التي يحفظها , وعلى طريقة استغلال صدام لكتابة اسم لفظ الجلالة في العلم العراقي , استغل الجعفري شهادة المحتجين في البحرين , وبعد قراءة الفاتحة , اقر إيقاف عمل البرلمان لمدة عشرة أيام . فلا اعتراض على ذكر اسم الكريم في العلم العراقي , ولا اعتراض على التضامن مع شهداء الحرية سواء كانوا من البحرين او من جنسيات أخرى . ولا نعرف متى ستنهض العراقية عند هذه المجموعة من العراقيين ويلتفتوا لمستقبل النهوض بالواقع المزري للجماهير التي انتخبتهم, ام ستستمر عندهم العزة بالإثم؟!

 

 

free web counter