| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأثنين 20/2/ 2012



اتفاق "العراقية" و"التحالف الوطني" يبشر بالخير

عزيز العراقي

تحت عنوان " الكتل السياسية تفضل القمة العربية على تسوية خلافاتها " نشرت صحيفة " المدى " يوم 19 /2 / 2012 ان " الكتل السياسية رحبت بترحيل المؤتمر الوطني إلى ما بعد القمة العربية , وذكر أعضاء في الوفد التفاوضي للتحالف الوطني والقائمة العراقية , ان استحقاق بغداد في تضييف العرب أهم من حل المشاكل السياسية التي قللوا من شأنها , وأكدوا إمكانية إيجاد توافقات في اجتماعات مكثفة تعقد ولو بعد حين ". اتفاق القائمتان لا علاقة له بحرصهما على ضرورة نجاح وحدة العمل العربي , بل أنهما بحاجة إلى ما يقنع الآخرين بضرورة تأجيل المؤتمر الوطني . بعد أن أصبح لقاء وطني , واختزل إلى لقاء القوائم الثلاث فقط , دون دعوة صاحب الفكرة الأساس الحزب الشيوعي وباقي الأحزاب التي لم تشارك في السلطة . لتستقر أخيرا على التوافق بين العراقية والتحالف الوطني , وتبقى الكردستانية اقرب لصفة المراقب .

القائمة العراقية التي ترنحت من لكمة المالكي الأخيرة في مطاردة الهاشمي وطرد المطلك , واستمرار المطاردة لقيادات أخرى في القائمة , وجدت نفسها بحاجة إلى وقت أطول من انتهاء العد إلى العشرة , كي تستجمع طاقتها وتتمكن من الوقوف على قدميها مرة أخرى . وقد تجد في بعض ضيوف المؤتمر العربي , بعض المنشطات التي تساعد على تفهم المالكي وقائمته بأن وجودها ضروري لسلامة استمرار العملية السياسية . وبغض النظر عما أسسه الأمريكان من توزيع طائفي وقومي للسلطة , كان اللون الفاقع لطائفية القائمة الشيعية , الأثر الكبير في تجميع العروبيين والسنة والبعثيين في تشكيل العراقية , وهو احد الأسباب الرئيسية في عدم صمودها أمام هجمة المالكي الحالية , لكون تشكيلها رد فعل أكثر مما هو مشروع سياسي وطني مثلما تدعي .

ورغم التوافق الذي حصل بين العراقية والكردستانية حول محاولات المالكي وقائمته للانفراد بالقرار السياسي , فان الكردستانية ترى ضرورة معرفة نهاية الصراع بين المالكي وعلاوي, لكي تبني توجهاتها في ضوء نتائجه . والكردستانية لا يمكن ان تضع وراءها موقف العروبيين والبعثيين الذي لا يقل تعنتا عن طائفي قائمة المالكي في معاداتهم للطموحات المشروعة وغير المشروعة للقائمة الكردستانية .

الكتلة الشيعية التي جاء تشكيلها بضغوط إيرانية , لا يهمها وحدة القرار العربي , المضطرب أصلا في هذه الظروف المضطربة , بقدر الاهتمام بتوجهات النظام الإيراني . وهذا ليس لان جميع قيادات الكتلة مرتبطة بشكل جذري بالمشروع الإيراني كما يروج البعض , ولكن لكون الكتلة تفتقد أساسا لمشروع سياسي وطني أيضا , تسترشد به في عملها وترجع إليه في حل الخلافات , وهذا ما مكن المرتبطين بالمشروع الإيراني ان يكون صوتهم المسموع في توجهات القائمة .

قائمة المالكي التي حولت المؤتمر الوطني الى لقاء وطني , بحاجة للنزول درجة أخرى , ليكون هذا اللقاء دعوة عشاء في مضيف التحالف الوطني , وسط تهليل المجلس الأعلى والتيار الصدري والآخرين من أبناء القائمة, والجميع سيتولون تقديم صحون الثريد , والقوزي , وتوزيع القهوة . وسيداخل الدكتور إبراهيم الجعفري لإظهار انبهاره بالحذاء الألماني الجديد لمام جلال الذي استلمه بعد إجراء العملية الجراحية له هناك , قبل إيصال الضيوف من العراقية والكردستانية الى سياراتهم المركونة عند الباب الخارجي للمضيف .

هذا إذا تم عرس الواوية العرب في موعده . وقد فات قيادات القوائم الثلاث , ان واوية الخليج لن يرتضوا بأي نجاح يسجل للقائمة الشيعية التي يتهمونها ليل نهار بأنها أداة بيد النظام الإيراني , عدوهم الوحيد في الوجود الحالي . وفاتهم أيضا , ان هؤلاء ومعهم آخرين لن يرتضوا أيضا ان تلتئم قمتهم برئاسة مام جلال الكردي . وتخيلوا فقط , ماذا يدور بين الملك السعودي ونظرائه الخليجيين بشأن هذه المسألة ؟ وسيكون عذرهم الجاهز هو الوضع الأمني , وقد يأمروا بإجراء عدة تفجيرات متفرقة يوم الحنة قبل العرس , ليجعلوا من تكليف حكومة بغداد مهزلة , ومادة دسمة لكل رسامي الكاريكاتير في العالم , وأبرياؤنا من يدفع الثمن .



 


 

 

free web counter