| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 20/9/ 2010



تشكيل الحكومة وشرف الطائفية الفائض

عزيز العراقي

نشر موقع " الأخبار " يوم 20100918 تحت عنوان : اختفاء مئات القطع الأثرية المنقولة للعراق جوا والحكومة تحقق فيه . ويقول الخبر إن السفارة العراقية في واشنطن أكدت هذا اليوم السبت , إنها نقلت إلى العراق جوا 632 قطعة أثرية في كانون الأول عام 2008 , وهي مجموعة القطع الأثرية التي تجمعت لديها عن طريق السلطات الأمريكية , وقامت السفارة بتصويرها وأرشفتها وتوصيفها لأشهر عديدة , وقد حاولت السفارة إرسالها عن طريق الشحن الجوي , إلا أنها لم تتمكن لصعوبة التأمين عليها , فاتصل السفير العراقي بالجنرال ديفد بترايوس قائد القوات الأمريكية وقتها في العراق . وبينت السفارة ان الجنرال بترايوس وافق على المساعدة , وتم نقل الآثار بطائرته الخاصة الى بغداد يوم 20081222 وسلمت إلى مكتب رئيس الوزراء , والسفارة أخبرت وزارة الخارجية بمتابعة الموضوع . ولكن الآثار لا اثر لها .

قبل أيام أثيرت هذه المسألة , وأمر السيد رئيس الوزراء بتشكيل لجنة تقصي الحقائق تقدم تقريرها للسيد رئيس الوزراء كما قال احمد الشيخاني مستشار رئيس الوزراء لوكالة كردستان للأخبار , واللجنة طبعا حالها حال مئات اللجان الأخرى التي شكلت للأغراض نفسها في تمييع جميع القضايا وإسدال الستار عليها .هذه الجريمة تثير الكثير من التساؤلات , ولعل أخطرها : كيف يمكن أن يكون الأمريكان الذين دمروا البلاد والعباد احرص على آثار وتاريخ العراق من المؤتمن الأول على سلامة العراق ؟ السيد رئيس الوزراء ومكتب سكرتاريته , بعد أن أكد الأمريكان المحتلين بشكل عملي حرصهم ( التزامهم الذي قطعوه أمام العالم عند اجتياح العراق ) على سلامة وحدة العراق .

أنا لست ضد المالكي , ولا من المؤيدين له , وحاله حال جميع الشخصيات السياسية العراقية , لا يختلف بشئ عنهم , وكما يقول العراقيون " كَص اللوزينة " تحت سكين المنصب والسلطة والجاه والمال الحرام , إلا إن السؤال : لماذا كشفت هذه الجريمة الآن ؟ وبعد مضي ما يقارب السنتين على ارتكابها ؟ ومن قبل أبناء السفارة العراقية في واشنطن , وهم من ابناء القائمة الطائفية ذاتها التي وضعت المالكي في رئاسة الوزراء قبل أكثر من أربعة سنوات , فهل فاض شرف الطائفية وساح على جانبيه , وبات يضيق بقدح المالكي وحزبه , الذين احتضنوا جرائم فسادهم الإداري وفشلهم في إنجاز أية خدمة وطنية حتى لأبناء طائفتهم التي تاجروا بمضلوميتها وشهدائها طيلة هذه السنوات ؟ أم لإسقاط المالكي وترشيح ليس من هو أفضل منه ؟!

مثلما قال البعض من العراقيين المسحوقين بعد ان يأسوا من إصلاح أوضاعهم , بان وضعهم كان أفضل في عهد الطاغية يقولون اليوم ان الاحتلال بكل جرائمه المقصودة وغير لمقصودة – البعض يعتبر حل الجيش وتشكيل السلطة على أسس المحاصصة الطائفية والقومية , أخطاء غير مقصودة - هم اشرف في حرصهم على العراق من القيادات السياسية العراقية صاحبة الحل والربط في هذه الفترة .

الجميع يتفق على ان القوائم والأحزاب تعتقد بأنها سينتهي وجودها الفعلي وسط الجماهير ان هي لم تتمسك بالسلطة , ليس لأجل الامتيازات والمال والنفوذ فقط , بل انها تدرك جيدا إنها فشلت في إدارة الدولة , والجماهير تلتف حولها على أمل الحصول على الفتات الذي تمنحه لهم كمنتسبين لتنظيماتها , بعد ما أشاعت ثقافة الامتياز للمنتسبين على طريقة البعث الساقط . ويشير البعض الى سبب آخر , وهو في تقديرهم الأكثر خطورة , وهو خوف الجميع من الجميع في أحالتهم إلى المحاكم , وتفعيل دور القضاء في استرجاع حقوق العراقيين من السرقات والفساد الإداري وجميع الجرائم التي ارتكبت طيلة هذه السنوات ,والجميع مشمولين بها . وهذا ليس بدافع النزاهة من قبل رئيس الوزراء القادم , بل لإنهاء غرمائه والبقاء وحيدا بقوته للمرحلة القادمة . وهذا ما سيدفعهم في نهاية المطاف الطلب من مرشح رئاسة الوزراء أن يوقف أية مطالبة قانونية بحقهم كي يمنحوه الموافقة على ترشيحه . على طريقة الرئيس الروسي يلسن عندما وافق على ترشيح بوتن خلفا له , وإذ كان يلسن قد سرق عدة ملايين من الدولارات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة , فان السياسيين العراقيين سرقوا المليارات , وارتكبوا ابشع الجرائم , وان ترك موضوعهم للقضاء النزيه لتم القضاء ليس عليهم فقط , بل لمافياتهم السياسية بأشكالها الطائفية والقومية .

بناء القائمة الطائفية ذاتها التي وضعت المالكي في رئاسة الوزراء قبل أكثر من أربعة سنوات , فهل فاض شرف الطائفية وساح على جانبيه , وبات يضيق بقدح المالكي وحزبه , الذين احتضنوا جرائم فسادهم الإداري وفشلهم في إنجاز أية خدمة وطنية حتى لأبناء طائفتهم التي تاجروا بمضلوميتها وشهدائها طيلة هذه السنوات ؟ أم لإسقاط المالكي وترشيح ليس من هو أفضل منه ؟!

مثلما قال البعض من العراقيين المسحوقين بعد ان يأسوا من إصلاح أوضاعهم , بان وضعهم كان أفضل في عهد الطاغية يقولون اليوم ان الاحتلال بكل جرائمه المقصودة وغير لمقصودة – البعض يعتبر حل الجيش وتشكيل السلطة على أسس المحاصصة الطائفية والقومية , أخطاء غير مقصودة - هم اشرف في حرصهم على العراق من القيادات السياسية العراقية صاحبة الحل والربط في هذه الفترة .

الجميع يتفق على ان القوائم والأحزاب تعتقد بأنها سينتهي وجودها الفعلي وسط الجماهير ان هي لم تتمسك بالسلطة , ليس لأجل الامتيازات والمال والنفوذ فقط , بل انها تدرك جيدا إنها فشلت في إدارة الدولة , والجماهير تلتف حولها على أمل الحصول على الفتات الذي تمنحه لهم كمنتسبين لتنظيماتها , بعد ما أشاعت ثقافة الامتياز للمنتسبين على طريقة البعث الساقط . ويشير البعض الى سبب آخر , وهو في تقديرهم الأكثر خطورة , وهو خوف الجميع من الجميع في أحالتهم إلى المحاكم , وتفعيل دور القضاء في استرجاع حقوق العراقيين من السرقات والفساد الإداري وجميع الجرائم التي ارتكبت طيلة هذه السنوات ,والجميع مشمولين بها . وهذا ليس بدافع النزاهة من قبل رئيس الوزراء القادم , بل لإنهاء غرمائه والبقاء وحيدا بقوته للمرحلة القادمة . وهذا ما سيدفعهم في نهاية المطاف الطلب من مرشح رئاسة الوزراء أن يوقف أية مطالبة قانونية بحقهم كي يمنحوه الموافقة على ترشيحه . على طريقة الرئيس الروسي يلسن عندما وافق على ترشيح بوتن خلفا له , وإذ كان يلسن قد سرق عدة ملايين من الدولارات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة , فان السياسيين العراقيين سرقوا المليارات , وارتكبوا ابشع الجرائم , وان ترك موضوعهم للقضاء النزيه لتم القضاء ليس عليهم فقط , بل لمافياتهم السياسية بأشكالها الطائفية والقومية .

 

free web counter