| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 1/3/ 2011



لا لمن يقول : لا وجود للتيار الديمقراطي

عزيز العراقي

قبل يوم واحد من تظاهرات يوم الجمعة تبجح البعض من حثالات الفكر الطائفي ومرتزقة السلطة , مرددين مخاوف رئيس الوزراء الذي جيش من يستطيع تجيشهم لمنع من يستطيع منعه من الذين يريدون التظاهر . وأكثر ما لفت النظر بهذا التبجح, ترديدهم بدون خجل على : ان الذين يدفعون للتظاهر هم من لم يفوزوا في الانتخابات . والغريب ان البعض من هؤلاء يدعي العلمانية , والجميع يعرف الظروف والأساليب غير النزيهة التي رافقت الانتخابات , وقانون الانتخابات الجائر كما أكدته المحكمة الدستورية , والجميع يعرف أيضا ان الشيوعيين واليساريين والديمقراطيين هم المعنيين بخاسري الانتخابات . ومن الغريب ان يجري التخويف والخلط بين حثالات المجرمين من بعثيين وقاعديين وكل من يبغي ايقاف مسيرة العراق , وبين الشيوعيين والديمقراطيين الذين شهد لهم التاريخ بحجم تضحياتهم لإنقاذ العراق , وترفعهم عن كل ما تبحث عنه هذه الوجوه الكالحة في السلطة والجاه والمال الحرام .

مظاهرات يوم 25 شباط تلاحمت فيها القوى الشعبية المكتوية بنار المستأثرين بالسلطة بجموع الشيوعيين واليساريين والديمقراطيين , وسجلت خطوة نوعية في الدفاع عن وحدة العراق , وكرامة شعبه لتحقيق العيش الكريم . وقطعت الطريق على الذين ادعوا باضمحلال وغياب التيار الديمقراطي , التيار الوحيد البديل عن التشرذم الطائفي والقومي . لقد كان الخوف واضحا ليس من آلاف يتظاهرون بقدر ما هو الرعب من نهوض هذا التيار الذي سيكتسح كل من لا يعمل لمصلحة الجميع , ويكشف اللصوص وسارقي المال العام , والمتلاعبين بكل ماهو خارج القانون .

ماذا كان بعد التظاهرات المنظمة , والحريصة على سلامة بناء العملية السياسية ؟ والتي أدهشت جميع من حذر منها , سواء حرصا على سلامة العراق او خوفا من كونها ستفتح الباب واسعا للمطالبة بحلول لآلاف المشاكل , وبمن فيهم رئيس الوزراء السيد المالكي الذي شكل لجنة للتحقيق بالاعتداءات التي وقعت على المتظاهرين , وبغض النظر عن جدية تشكيل هذه اللجنة او لذر الرماد في الأعين وحالها حال مئات اللجان التي شكلت لأغراض مشابهة . لكن يبقى لاعتراف المالكي بسلامة مطالب المحتجين , وشكره لهم , إضافة لتأيد المرجعية الكبرى في النجف وتحذيرها للمسئولين بضرورة الاستجابة للمطالب الشعبية . كل هذا التأييد ترك سؤلا عند الكثير من الذين فقدوا البوصلة الوطنية الجامعة , ورزحوا تحت تأثير دعاة الطائفية والعشائرية . والجواب لن يتعدى استمرار الاحتجاجات واشتداد عودها ومن الجمعة القادمة .

الا ان ما يلفت النظر إصرار البعض من المرتزقة الذين انتقلوا بين الأحزاب والقوائم المختلفة بحثا عن بقايا موائد الكبار يدعون بعد فشل التخويف من التظاهر ب: ان الحكومة عليها ان لا تسير وراء مطالب الشوارع . وهذا ما سيركسهم في الوحل أكثر .

أكثر من أربعين عاما والبعث يبلور تجربته في الممارسات الفاشية بحق كل تيارات الشعب العراقي , ومن بينها حزب " الدعوة " , الذي دفع الأثمان الغالية في الدفاع عن حرية الشعب العراقي . ويوم 22 شباط كان بيان حزب " الدعوة " التضامني مع الشعب الليبي , الذي ختمه : " لقد رفع حزب الدعوة الإسلامية طوال 54 عاما قضاها في مقارعة الطغيان , شعارا خالدا اثبت انه الأكثر صدقا في التعبير عن واقع الشعوب , الا وهو ان إرادة الشعوب (أقوى من الطغاة )" . فعلام استخدام الرصاص ضد المتظاهرين العزل , والحريصين على سلامة المسيرة السياسية يا سيادة رئيس الوزراء ورئيس حزب " الدعوة " ؟! أتكون حصيلة نضال 54 عاما , تجعلك تواجه أول تظاهرة احتجاج بهذا الشكل الفاشي ؟! أنا لا أقول مثل ما يقول البعض من البسطاء ونتيجة فقدان صبره : بان فترة البعث كانت أفضل من حكمكم . لا , وألف لا , فنحن نعرف تاريخ حزب " الدعوة " , ولنا فيهم أبناء وأخوة شهداء ونعرف كم عانت عوائلهم وحالهم حال من عارض النظام الدموي المقبور . ونحن نعرف ان النظام في حالة بناء متعثر , ولكن هذا التعثر لن يكون المانع لتحقيق ابسط الخدمات للجماهير المحرومة حتى من الماء , ولن يكون سببا لضرب المحتجين بالرصاص .








 

 

free web counter