| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأحد 1/1/ 2012



عسى أن يكون 2012 عام خير للعراقيين

عزيز العراقي

مثلما هو متوقع, ومثل كل الأزمات السابقة التي يدفع بها الطرفان إلى حافات الهاوية , ويدفع فيها العراقيون المئات من الضحايا بين قتيل وجريح لشحن بطارية استمرار الأزمة , فقد ظهرت عدة بوادر لإنهاء الأزمة الحالية بين جماعة المالكي وجماعة علاوي . وقد ظن الكثير من المراقبين ان " كسر العظم " الذي قام به المالكي في مطاردة نائب رئيس الجمهورية الهاشمي واتهامه بالإرهاب وهروبه الى كردستان, وطرد صالح المطلك نائب المالكي من دخول مكتبه في مجلس الوزراء من قبل حماية المالكي , ستكون القشة التي تكسر ظهر العملية السياسية , وتسقط المحاصصة الطائفية الى درك لا يمكن تداركه .

ولعل من ابرز التراجعات تصريح احد القيادات في قائمة رئيس الوزراء " دولة القانون " إلى صحيفة " المدى" البارحة في آخر أيام السنة الماضية , والذي طلب عدم ذكر اسمه : من ان تهديدات " التحالف الوطني ودولة القانون " قائمتي رئيس الوزراء هي للضغط على علاوي والعراقية في العودة الى البرلمان ومجلس الوزراء , وليس المقصود منها هو إيصال العملية السياسية الى طريق مسدود كما يتصور البعض . أي نفس السياسة المتعارف عليها " حافة الهاوية " التي احترفها الطرفان . وحسب ما يرى الكثيرون ان تأكيد " دولة القانون " في هذا التصريح هو للتراجع بعد ان وجدت ممانعة كبيرة لا تسمح لها بهذه الخطوة كوسيلة للانفراد بالسلطة من قبل المكون الشيعي , ومن بينها أطراف شيعية وجدت فيها ليس ( الهيمنة الشيعية ) بقدر ماهية محاولة لهيمنة المالكي وحزبه الدعوة فقط . الحزب الذي خضع لحد الآن إلى احد عشر انشقاقا , وكثرتها تساعد في توضيح نهج المالكي والمجموعة القيادية من حزبه في الاستحواذ على اتخاذ القرار بشكل تسلطي , والا ما حدثت هذه الكثرة من الانشقاقات .

لو كان الأمر بيد المالكي لفعلها وانفرد بالسلطة منذ فترة طويلة , الا ان ابرز من وقف ضد مشروعهم هذا هو الراعي الأمريكي , الذي يعرفون انه لا يزال العامل الحاسم في سير العملية السياسية , وفرض رأيه في كون حكومة ( التوافق ) الوطني خط احمر لا يمكن تجاوزه . ومن ناحية النظام الإيراني الراعي للتكتل الشيعي فليس من مصلحته انفراد المكون الشيعي فقط بالسلطة , وما قد يجلبه من تمزق لوحدة العراق , وإيجاد إقليم سني سيتوافق مع الإقليم الكردي في مناهضة النظام الإيراني, وفي النهاية سيكون حافزا لاستثارة الشعور القومي للمكونات الإيرانية غير الفارسية , وهو اخطر ما يواجه الدولة الإيرانية في وحدتها الحالية . ولا شك ان السعودية ودول الخليج لا توافق على تمزيق العراق وظهور الإقليم الشيعي في الوسط والجنوب المحاذي لهذه الدول , وربما سيكون أكثر اندفاعا في تهديد المصالح الخليجية من النظام الإيراني ذاته .

هذه الحقائق تداركها المالكي وجماعته , وتراجعهم ليس لإيمانهم بوحدة العراق وضرورة التصحيح والنهوض بالعملية السياسية , والجميع يدرك ان هذه المجموعة لا علاقة لها بالديمقراطية أو إنصاف باقي المكونات . وهذا لا يعني ان الآخرين – وبالذات غرمائهم علاوي وجماعته – ديمقراطيون وهم الأصلح , فالجميع داخل الإطار ذاته , والمشاريع الدولية وبالذات رؤيا الراعي الأمريكي هي من فرضت هذا التراجع وليس نزاهة المالكي او قوة علاوي الذي لم يسلم على منظمته " الوفاق ", حيث جرى انسلاخ عدة منظمات منها في عدة محافظات .

كل عام والعراقيون بألف ألف خير , وعسى أن يكون عام 2012 عام إيجاد أنفسهم مرة أخرى , ويتركون التعويل على هذه القيادات السياسية والمرجعيات التي صاغت لهم اطر بؤسهم , ويعيدون الاكتشاف ب " وحدة مصالحهم " التي هي الكفيل الوحيد للنهوض من بؤس حياتهم , وإنقاذهم من الهوة السحيقة التي سقطوا فيها . ومن دون الإدراك بوحدة مصالحهم ستبقى مشكلة العراق معلقة بين جماعة المالكي وجماعة علاوي , فان اتفقوا وعادة المياه بينهم الى مجاريها – وهذا هو المتوقع – فستستمر كل المشكلات , وتتعمق حتى يصبح الدين الرسمي للدولة هو الفساد واللصوصية , وان لم يتفقوا فستسقط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح ومشوه , ويعودوا للدستور الفاسد , او يكتبون افسد منه , وتعاد المعادلة من البداية في حكومة السراقة الوطنية كما يسميها البعض بدل الشراكة الوطنية .
 

 

 

free web counter