| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

السبت 19/9/ 2009



أيهما الأصح ؟

عزيز العراقي

يظهر البعض من قيادات قائمة " الائتلاف العراقي " الشيعية , والراعين لها , مخاوفهم من عدم تحقيق نتائج (حاسمة) في الانتخابات البرلمانية القادمة , وتهدد حصولهم على الموقع الاول في ادارة الدولة والعملية السياسية, وهو موقع رئيس الوزراء . وتخوفهم هذا ليس مبني من الفراغ , بل على النتائج التي خرجت بها انتخابات مجالس المحافظات , وانفصال حزب " الدعوة " برئاسة رئيس الوزراء السيد المالكي عن القائمة, وتشكيل قائمة جديدة اظهرت ابتعادها عن الطائفية . ولم يعرف هل هي جادة في هذا الابتعاد ؟ ام تشخيصها لضرورة هذا الابتعاد بأعتباره الوسيلة الافضل لتأمين الصوت الانتخابي في الوسط الشيعي , والذي اخذ يدرك جرائم الطائفية , ومحاصصاتها في ادارة الدولة , وهي التي تكاد ان تكون السبب الاهم في اكتواء جماهير الشيعة بنيرانها , وفيما وصل اليه عراق اليوم من تردي .

تحاول اغلب هذه القيادات استباق النتائج المتوقعة في الفشل , وارجاع اسباب هذا الفشل الى عوامل خارجية , وتدخل دول اقليمية ( المقصود منها دول المحيط السني ) لغرض تغيير نتائج الانتخابات , والتجاوز على حقوق " الائتلاف " التي سجلت " الفوز الحاسم " طابو بأسمها , منذ الانتخابات الاولى . وفي هذا السياق نشر موقع " صوت العراق " يوم 20090918 الخبر التالي : اشار السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء خلال خطبة صلاة الجمعة التي القيت في صحن الامام الحسين ( ع ) ," الى ان هناك اجندات خارجية تعمل وراء عزل المواطن عن حكومته وتخريب العملية السياسية ودفع المواطن الى عدم المشاركة في الانتخابات ". وكأن السيد احمد الصافي لايعرف ان عزوف المواطن العراقي عن المشاركة في الانتخابات هو نتيجة يأسه من القائمين على العملية السياسية , والفشل الكبير الذي رافق من انتخبوهم في ادارة السلطة والمجتمع , وشعوره بعدم الجدوى من المشاركة ما دامت اساليب اجراء الانتخابات غير نزيهة وفي مقدمتها التزوير .

فالشعب المنكوب يعرف جيداً من المسؤول عن تردي الوضع الامني , ومن شارك حثالات البعث والسنة التكفيريين و" القاعدة " في ذلك , ويعرف من قام بالأغتيالات التي طالت الضباط والطيارين والعلماء والاطباء , ويعرف من قتل عشرات النساء الفقيرات , ونصّب المحاكم الشرعية التي تدخلت في كل شؤون حياة الناس , يعرف من ادخل ثقافة " الدريل " , واغتال اعادة تشكيل الاجهزة الامنية على اسس وطنية , واخترقها بالأميين والجهلة حتى بات احد العقداء مسؤول اكبر سجن في البصرة , ولا يعرف كيف يوقع كي يستلم راتبه , الذي يزيد عن دخل مئة عائلة عراقية محرومة . يعرف من اجهز على الجرحى في المستشفيات الحكومية , ويعرف من سرق مواد البطاقة التموينية عماد العوائل الفقيرة ومن سرق خزينة العراق , ومن اشترى بها العقارات في الداخل والخارج .

لا اريد ان استرسل , ولكن اجزم ان السيد الصافي يعرف اكثر مما نعرف بكثير . نعم هناك اجندات خارجية , ومصالح دولية تسعى لمد نفوذها في داخل المجتمع العراقي , ولو كان هذا الداخل على قدر بسيط من القناعة بحكومته , وعمليته السياسية , لما استطاعت هذه الاجندات من تحقيق اي نجاح يذكر. ولكن , مثلما وجد النظام الطائفي الايراني الوسائل التي مد نفوذه بواسطتها , تبحث هذه الاجندات عن هذه الوسائل ايضاً , ما دام العراق مستباحاً . والسؤال هو : الى متى يتم التواطؤ والسكوت عن الاسباب الحقيقية للتردي , والتستر على عدم فضح القائمين به, والى متى يجري التدخل لصالح استمرار هذا الوضع ؟!

في نفس اليوم وفي " صوت العراق " ايضاً , اكد المرجع السيد علي السيستاني " انه يقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين " . وقبل فترة قصيرة ايد السيد السيستاني ان تكون الانتخابات القادمة ليس على اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة , بل ان يكون عدة دوائر . وهذا التصريح هو تدخل في قلب العملية السياسية , وهو تأييد للقوائم الكبيرة التي تستطيع ان تجمع اصواتها من خلال كل دائرة صغيرة , بعكس القوائم الصغيرة التي ستتبعثر اصواتها بين هذه الدوائر , وتحرم جميع الاحزاب الصغيرة من ايصال ممثليها الى البرلمان . وهذا التدخل والانحياز في ادق تفاصيل العملية الانتخابية , والذي نقل عن السيد السيستاني , هو بعكس التصريح الذي " يقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين " , والذي نقل عنه ايضاً . فايهما الاصح ؟ ونحن لم نسمع ولم نرالسيد السيستاني بشكل مباشر , وهو يوجه كلماته الى العراقيين , وكل ما نسمعه عبر وكلائه او من الذين يزورونه .


 

free web counter