| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    السبت 19/5/ 2012



الجميع يخاف من انتهاء ألازمة

عزيز العراقي

قيادات القوائم العراقية المتنفذة الثلاث تدرك جيدا عمق الازمة السياسية أكثر من غيرها , ومن عموم العراقيين . ليس لرهافة الإحساس الوطني عندها , بل لإدراكها بإمكانية واستعداد كل طرف منها للإيقاع بالآخرين . ومن هذا الواقع رأينا طيلة الشهور الماضية إنها غير جادة في التحرك نحو الحلول الوطنية التي ترفعها كراية للتهديد وليس أكثر, مثل الذهاب الى انتخابات مبكرة , او سحب الثقة من الحكومة الحالية , او التحايل على المؤتمر الوطني وتحويله الى اجتماع وطني . والجميع يدرك انه ليس من مصلحتهم الذهاب الى أي من هذه الحلول الجدية التي لها علاقة بالمشكلة السياسية الوطنية , والتصدي لوضع الحلول لمجمل التردي الذي ترزح تحته الجماهير العراقية .

كل هذه القيادات تخاف من الانتخابات المبكرة , لأنها تعرف جيدا إنها ركست إلى أعناقها في أوحال المصالح الشخصية والحزبية . ورغم ان التوقع لانتخابات جديدة سوف لن يفرز أكثر من التوجهات الحالية للطائفية والقومية , إلا إنها على الأقل سوف تغير في تشكيلة قيادات هذه التوجهات حتى بالنسبة للمالكي الذي سخر جميع أجهزة الدولة وإعلامها لتسويق شخصه وحزبه وعلى حساب اقرب شركائه في التحالف الوطني . والأكثر خوفا من بين هذه القيادات قيادة القائمة العراقية المتمثلة بعلاوي الغريم الأول للمالكي , الذي فشل مع العلمانيين واليساريين في تحالفه الأول نتيجة انفراده بالقرار , وكلفهم ذلك التشتت الأكثر بين القوى العلمانية , وفشل أيضا في التحالف الثاني الحالي مع القوميين والبعثيين وبعض أطراف السنة , والذي لم يبقى منه سوى ستار مهلهل لا يفي حتى بالدخول الى انتخابات جديدة .

سحب الثقة من حكومة المالكي , تعتبرها القيادات الأخرى تهديد للمالكي شخصيا وليس وسيلة وطنية لتعديل مسار العمل السياسي , وتريد ان تعاقبه شخصيا لجهوده الحثيثة في فرض هيمنته للانفراد بالقرار وسلبهم أجزاء كبيرة من حصصهم التي اتفقوا عليها , سواء بالتنازل له في الترشيح لرئاسة الوزراء مرة ثانية , او باتفاقية اربيل , وكذلك بالاتفاقيات التي وقعت بينه وبين القائمة الكردستانية . ويبدو ان المالكي يحاول ان يدفع باقي الأطراف لهذا الحل , فسحب الثقة من حكومته – تمكنه كما يعتقد – تشكيل حكومة أغلبية ( شيعية ) , طالما ان الموقف الإيراني الطرف المهم في المعادلة العراقية لا يهمه الا استمرار وحدة القائمة الشيعية يدعمه , والطرف الآخر في المعادلة العراقية الأمريكان لم يتوضح موقفهم من حكومة (الأغلبية) البرلمانية , ويمكن ان يغض الطرف عنها نتيجة انشغاله بوضع الانتخابات الأمريكية كما يأمل المالكي والنظام الإيراني .

قبل عشرة أيام طرح المالكي إمكانية ( إيقاف العمل بالدستور إذا اقتضت الضرورة ذلك ) . ومن الذي يقرر قضاء الضرورة ؟؟؟ المالكي طبعا . طرحها المالكي سواء لجس نبض باقي الأطراف , او ان هيئة أركانه في حزب الدعوة تداولت إمكانية الشروع بهذه الخطوة , يؤكد على انه لا يحترم الدستور ( الكسيح ) الذي صوت عليه العراقيون نتيجة توجيهات قياداتهم الدينية والقومية بدون ان يفهموه , وبفضله وصل السيد المالكي الى هذا المنصب الذي لم يكن يحلم بأقل منه بكثير, فكيف سيوافق على المؤتمر الوطني الذي اغلب من سيساهمون فيه من غرمائه في قيادات القوائم الأخرى وسيكون ملزما له في قراراته ؟! أليست هذه مضيعة للوقت ؟ وهو الذي تحايل على الفكرة منذ البداية وبدء التسويف للقاء او اجتماع وطني يكون غير ملزم بقراراته للمالكي او لدولة القانون .

مشكلة منصور ابن رئيس الإقليم البرزاني كونه خسر أكثر من ثلاثة ملايين دولار بالقمار في ليلة واحدة في احد فنادق دبي قبل عدة أيام , توضح حقيقة العلاقة بين أطراف قيادات هذه القوائم التي تقود العملية السياسية العراقية , وكم هي الثقة ( الوطنية ) التي تتحكم بعقول وضمائر هذه القيادات . البعض من قيادات القائمة الكردستانية كذب الخبر , واتهم المالكي ودولة القانون بأنهم وراء تسريب هذه الإشاعة المسيئة لسمعة رئيس الإقليم نتيجة الخلافات التي تصاعدت بين الإقليم وحكومة المالكي في الفترة الأخيرة . وهو قول معقول لما عرفناه من رخص في تسقيط الآخرين والإساءة لسمعتهم بين الأطراف القيادية في العملية السياسية , ولكن في نفس الوقت يمكن ان تكون القضية صحيحة , لأننا لم نجد منذ استلام المقبور صدام دفة الحكم أحدا من القيادات العراقية لا يعتبر ان العراق ملكا له ولأبنائه , ويلعب بمقدراته ما يشاء .






 

 

 

free web counter