| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الثلاثاء 18/3/ 2008



الحاجة الى مؤتمر يصحح التوجهات العراقية
قبل المصالحة الوطنية

عزيز العراقي

قائمة " التوافق " السنية كانت اكثر القوائم ملفقة عند تشكيلها . وجاء تشكيلها نتيجة رد فعل على تكثيف المشاعر الطائفية الشيعية , والذي اثمر عن تشكيل قائمة " الائتلاف " . وتم تشكيل القائمة " الكردستانية" تحت راية النهوض بالمشروع القومي الكردي , بعد تجميد الصراع بين الحزبين الكرديين الرئيسيين . أي ان تشكيل قائمة " التوافق" جاء بالاساس استجابة لحاجة الطرفين الشيعي والكردي , لاستكمال طبخة ( المكونات العراقية ) التي على ضوئها جرى التحاصص, اكثر مما هو رغبة لمكونات " التوافق " , وفي نفس الوقت حملت بالاثقال الطائفية التي بدونها لن تنزل كفتها في الميزان . هذا ليس دفاعاً عن القائمة , بل لتأكيد عدم وجود برنامج سياسي حقيقي لتشكيلها . والكل يعرف انها تضم بين صفوفها قتلة من البعثيين , ومن القوميين الشوفينيين , وسنة متطرفين لايزال البعض منهم على علاقة بالقاعدة , مثل وزير الثقافة الهارب والمتهم بقتل ولدي النائب مثال الآلوسي . وكل برنامجهم (السياسي) هو ما يحاولون القبض عليه من سلطة باتوا لايتمتعون بقيادتها , وتحولت مكاسبها الحالية الى صراع يتنازعون عليه فيما بينهم .

التلفيق يعني اختلاق حالة او مواصفات تختلف عن وقائع الواقع , او تبالغ في الموجود حتى يتم حرفه عن حقيقته , والتلفيق في تشكيل القوائم الانتخابية الرئيسية اخذ اشكال عدة . فحب الحسين وآل البيت عليهم السلام , الذي اراد له آية الله العظمى السيد علي السيستاني ان يكون نور الهداية والتوحيد لجماهير الشيعة عند دعوته ومباركته لتشكيل قائمة " الائتلاف " , وجدته الاحزاب الشيعية- وبالذات البعض المرتبط بالمشروع الايراني - , فرصة حقيقية لتحشيد المشاعر الشعبية والفوز بالانتخابات العامة . وهي تدرك جيداً , ان حب الحسين وآل البيت عليهم السلام ليس برنامج سياسي , بل راية لتوحيد المشاعر . وبرنامج الحسين عليه السلام في تصميمه على الشهادة , كان لنشر العدل , ورفع الحيف عن الجماهير المظلومة . والذي تحول عند اغلب هذه الاحزاب الى برامج للاستحواذ على النفوذ والمال , والتحكم عن طريق المليشيات برقاب ذات الجماهير التي استشهد من اجل خلاصها الحسين عليه السلام . والصراع الدموي الدائر بين اطراف هذه القائمة – وهو الاخطر على وحدة العراق - يوضح حجم الخداع والتلفيق الذي مورس لأستغلال الدعوة لوحدة الشيعة وتحقيق الانتصار ( الساحق ), الذي يلوحون به كهراوة بوجه باقي القوائم .

وفي الجانب الكردي , ونتيجة الاعتراف بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي , وتثبيت فيدرالية كردستان , والتي كنا نأمل ان تدعم من اصحاب الشأن في كردستان قبل ان تطلب دعمها من الآخرين , وذلك بتوحيد الادارتين في السليمانية واربيل . واشاعة الديمقراطية الحقيقية لكل ابناء الشعب الكردستاني في العراق, وتنشيط الدورة الاقتصادية , وايجاد تنمية حقيقية تنهض بالواقع المؤلم لفقراء الاكراد الذين عانوا طيلة العهود السابقة , وتكون نموذجاً يقتدى به في باقي مناطق العراق وشعوب الدول المحيطة بالعراق . وبدل هذه المعالجات الضرورية , ارتفعت مناسيب التطلع لدى بعض القيادات القومية الكردية لآفاق ابعد بكثير من واقع المرحلة الحالية , وباتت تجد في وضع الاقليم مايعادل وضع كيانات الدول المستقلة . مما اثار عليها ردود فعل غاضبة , توجت بأشارة من (الحليف) الامريكي لاجتياح قسم من مناطق الاقليم بحجة مطاردة عناصر حزب العمال الكردي .

وكنا نعتقد ان القائمة " العراقية " ستسلم من فقدان البوصلة في تحديد الاولويات العراقية لمرحلة الانتقال هذه , نتيجة تقديمها مشروع سياسي وطني خارج اطار المصلحة الطائفية والقومية . غير ان عملية الالتفاف على مشروعها السياسي من قبل الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة , وضع القائمة ليس في زورق التلفيق فقط , بل في دوامة البحث عن ايجاد ديمقراطيين حقيقيين يعيدون النهوض بالمشروع الوطني .

ولم تسلم من هذه الانهيارات للقوائم البرلمانيةالكبيرة الا قائمة " الحوار " للدكتور صالح المطلك , لانها الوحيدة التي لها توجهات محددة , ومنسجمة داخلياً , وتمثل الاهداف الواضحة للبعث وطبقته المالية المتنفذة .

ان جهود المصالحة الوطنية , ومؤتمراتها التي يعول عليها في اعادة اللحمة العراقية , لن تكون ذات جدوى ما دامت التوجهات الطائفية والقومية , وما يتبعها من محاصصات , اصبحت العصب الرئيسي الذي يتحكم بالمسارات السياسية لهذه الاحزاب , ولن يكتب النجاح لما تقره هذه المؤتمرات حتى لو وقعوا على توافقاتها تحت استار الكعبة.
 




 

free web counter