| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         السبت 18/8/ 2012



الأمريكان وشماعة الموقف الروسي

عزيز العراقي

المتابع لقناة " الجزيرة " القطرية في تغطيتها لتطورات الأحداث السورية في الفترة الأخيرة يلاحظ انها تركز على تقديم مجاميع كثيرة كسرايا وألوية موازية للجيش الحر واللجان التنسيقية اللذين عرفا كركيزتين أساسيتين للثورة السورية , وفي أسماء مختلفة تدلل في اغلبها على توجهات إسلامية متطرفة كجيش عمر او الخلفاء ..الخ , في مسعى لتقوية هذه المجاميع الصغيرة والتي بعضها لا يتجاوز العشرة أشخاص مثلما رأيناهم في العراق , واغلبها تساهم مع قطاعي الطرق وباقي العصابات في الاستفادة من الانفلات الأمني لأجل السلب والنهب وتصفية الحسابات . هذا التوجه الذي يبغي إغراق قيادات الثورة السورية في تشتيت توجهاتها الغير منسجمة أصلا خاصة وان هزيمة النظام البعثي باتت واضحة في الأفق , وهو ما يتوافق مع الخطوط العريضة لتوجهات السياسة الأمريكية.

وبعيدا عن الذين يمتلكون عقدة من " نظرية المؤامرة " , وبعيدا عن الذين يعتقدون ان " الجزيرة " المدافع الأمين عن الإسلام ومنظماته الجهادية والدليل الذي يسوقونه وجود القرضاوي وبطانته الذين يشكلون الثقل الأكبر في توجهات " الجزيرة " السياسية , وفاتهم ان القرضاوي وبطانته هو الطعم الأكثر دسما للإيقاع بهذه المنظمات الدموية, مثلما حدث لبعض قيادي القاعدة . يعتقد الكثيرون ان " الجزيرة " هي راس الرمح الإعلامي للسياسة الأمريكية في المنطقة , والا لما كان كل هذا الاهتمام والظهور العالمي لقطر ورئيس وزرائها الذي فاق ب( قدرته الخارقة ) جميع الشخصيات العالمية , لا بل والمؤسسات الدولية مثل جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة في ترتيب أوضاع المنطقة العربية في ربيعها العاصف ضد أنظمتها , والجميع يعرف من هو النظام اللقيط في قطر.

وبعكس ما يقوله البعض وخاصة السلفيين الشيوعيين , من ان الموقف الروسي في دعم النظام الفاشي البعثي هو للوقوف بوجه الأمريكان والرأسمالية العالمية , وكان روسيا اليوم لا تزال الاتحاد السوفيتي السابق الذي قاد الحرب الباردة لسبعين عاما رافعا راية العدل والاشتراكية , في صراع كانت قبلته "الحتمية التاريخية" في انتهاء الراسمالية , وفي عز الاتحاد السوفيتي وعدالة القضية التي تبناها أسقطته البعض من سياساته الداخلية والخارجية قبل ان يتمكن الأمريكان والغرب من إسقاطه . اليوم روسيا رأسمالية , وطفيلية , لا تمتلك المقومات الراسخة للأنظمة الديمقراطية في الدول الرأسمالية , ويمكن القول انها تابع للرأسمال الغربي وبالذات الأمريكي , وليس كما يعكس في مسرحيات السياسة العالمية من مهازل تضحك على عقولنا من ان روسيا تخاف من انتشار الفكر الإسلامي السلفي في الشيشان او غيرها من المناطق المسلمة في روسيا ان سقط نظام بشار , ولماذا لم تخف روسيا عندما سقطت باقي الأنظمة العربية ؟! او ان روسيا ستفقد قاعدتها في طرطوس وهي المحطة المتقدمة في التجسس والتنصت . وعلى ماذا تتجسس او تتنصت روسيا الرأسمالية من طرطوس وقد أصبحت الابرة تشاهد في الأقمار الصناعية ؟!

الم يكن بالامكان شراء الموقف الروسي مثل مواقف سابقة ؟! استعمال الفيتو ليس أكثر من شماعة تتستر بها أميركا والغرب لكي لا تدعم الثورة السورية , ولو أرادت لأوجدت طرق شتى خارج إطار المنظمة الدولية مثلما حدث في ليبيا , عندما دخل حلف الأطلسي برمته (لإنقاذ) الشعب الليبي بعد ان امن الاستحواذ على ثمرة الثورة هناك . وليس من المستبعد ان يكون الموقف الروسي متواطئا مع الرغبة الأمريكية في عناده المستميت في دعم الأسد . ويأتي دعم العصابات المسلحة التي تنشر الجريمة من قبل قناة " الجزيرة " في مسعى لنشر الفوضى الدموية في سوريا وباقي المنطقة , والبعض يتوقع ان تكون مذابح بيروت والعراق تمرين لما ستقدم عليه المنطقة من بشاعات دموية , قد تكون الدوامة التي ستلف الهجوم الإستراتيجي على المشروع القومي الإيراني الساعي لامتلاك القنبلة النووية , والذي تجاوز حدود الإنذارات الصريحة بعدم السماح لمثل هكذا نظام بامتلاك السلاح النووي .

 

 

 


 

 

free web counter