| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الأثنين 18/1/ 2010



متى سيكف الأمريكان من التآمر على العراق ؟

عزيز العراقي

نشر موقع " صوت العراق " يوم 20100117 , إن الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس تيار الإصلاح الوطني أكد لدى استقباله وفد من شيوخ عشائر المعامرة في محافظة بابل على : " إن الذاكرة العراقية تختزن الكثير من الصور المأساوية التي رسمها حزب البعث المقبور خلال فترة حكمه ومن المستحيل أن يفكر هؤلاء من العودة إلى سدة الحكم او العملية السياسية لأنهم مرفوضين شعبياً " . ولا نشك ان القيادات السياسية العراقية عندما تذّكر المواطنين بجرائم القتلة البعثيين في هذه المنعطفات الانتخابية , تدلل ليس على كونها دعاية انتخابية , وتبغي كسب الاصوات فقط , كما يؤكد البعثيون . بل وتؤكد على رهافة الحس الوطني , والشعور بالمسؤولية التي يتمتع بها الدكتور الجعفري وأمثاله من رجال السياسة العراقية .

العراقيون قلقون هذه الأيام , ليس بسبب الصراع الانتخابي , وما سيفجره من تداعيات قد تكون دموية , للاستحواذ على السلطة والجاه والمال الحرام . بل قلقون على حصول المجرم علي حسن المجيد على حكم جديد بالإعدام بسبب الهجوم بالغاز الكيمياوي على حلبجة عام 1988 , وبسببه حصل على لقب كيمياوي , وأدى إلى استشهاد خمسة آلاف كوردي . وقبلها في عام 2007 حصل على حكم بالإعدام لدوره في مجزرة الأنفال , وفي سنة 2008 كان حكم الإعدام بسبب قمع الانتفاضة العراقية عام 1991 , والرابع حصل عليه لقتل وتشريد الشيعة عام 1999 , والحبل على الجرار . والسؤال هو : لماذا لم يعدم علي كيمياوي عندما صادق مجلس الرئاسة في مطلع عام 2008 على قرار اعدامه ؟! ولم يكن في جعبته غير إعدام واحد , ولماذا تم التأجيل من قبل الحكومة التي أعدمت رئيسه وابن عمه صدام هي نفسها ؟!

يعتقد البعض من العراقيين ان للأمريكان الدور الحاسم في تأجيل إعدامه , وكانت خطة استراتيجية أمريكية طويلة المدى تبغي إسقاط الأحزاب السياسية الشيعية في نظر العراقيين وجماهيرها الشيعية , بعد ان ورطتها في السلطة وإدارة البلاد. وهي تدرك جيداً التوجهات الشخصية لقيادات هذه الأحزاب , وانسياقها وراء الكسب غير المشروع , والتقاتل على السلطة , وإشاعة الفساد الإداري وغير الإداري , وعدم التمكن من إنجاز أي هدف وطني أو خدماتي للجماهير المسحوقة , وحتى الحالة الأمنية الهشة هي مرهونة بالتحكم الامريكي , سواء بإدامتها على ضعفها أو دفعها للانهيار . وبعد ان نفذ الأمريكان خطتهم المجرمة , عادو للالتقاء بظهير هم منذ عام 1963 حزب البعث , بعد ان تخلصوا من صدام الذي علقت به جميع الجرائم . ويعتقد البعض إن الأمريكان لم يسمحوا بإعدام علي كيمياوي أكراما للبعثيين , وعربون إعادة ثقة لغرض حصوله على اكبر عدد من احكام الإعدام , ليدخل مجموعة غنس للأرقام القياسية العالمية .

ان منح علي حسن المجيد شرف غينس , يراد منه التغطية على ترشيح الدكتور ابراهيم الجعفري عندما كان رئيساً للوزراء , ووزير داخليته الاستاذ بيان جبر , للحصول على نفس الشرف في مجموعة أرقام غينس , وذلك عن استخدام أبشع الطرق في تعذيب المناوئين لهم وقتلهم عن طريق آلة الدريل . وبات واضحاً ان الأساليب القذرة التي يستخدمها الامريكان لمصادرة إمكانيات القيادات الوطنية , وتجريدها من إنجازاتها التي شهد لها العدو قبل الصديق لن تجدي نفعاً .

ونحن نهيب بقيادات الاحزاب الشيعية العراقية لاستخدام نفوذهم مع الجارة العزيزة ايران , لمحاكمة المعارض مير حسين موسوي عن كل الجرائم التي اقترفها , ووجه الادعاء الايراني له ثمانية تهم , كي يحكم ثمانية مرات بالإعدام . وبالنسبة لنا نحن العراقيين يهمنا ان يسحب البساط من تحت المؤامرة الأمريكية , ولن يستطيعوا المزايدة على عدالة القضاء الايراني ويحكموا على الكيمياوي بإعدامات أكثر من هذا العدد . ومن ناحية الأخوة الإيرانيين , فأن اعدام مير حسين موسوي ثمانية مرات سيخلصهم منه حتى لو كان قطاً ويمتلك سبعة أرواح .
 

 

free web counter