| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الخميس 16/6/ 2011



الانتخابات المبكرة بين الدجل والضرورة الوطنية

عزيز العراقي

بعيدا عن الادعاءات الفارغة , و" البوزات " كما يسميها العراقيون , من لقاء رئيس الوزراء التركي وانفراده به لخمسة وأربعين دقيقة , واللقاء بالرئيس السوري , التي يريد أن يوحي بها بأنه شخصية ( مهمة ) على مستوى القرار الإقليمي , الا ان المهم فيما قاله الدكتور أياد علاوي رئيس القائمة " العراقية " , في نهاية برنامج " مقابلة خاصة " مع الإعلامية سهير القيسي, والذي قدمته الفضائية العربية مساء الأربعاء 15/6/2011 , حول مسألة: هل ان خطابه الأخير الذي حمّل فيه غريمه رئيس الوزراء المالكي كل أسباب الفشل العراقي سيكون نقطة اللاعودة مع التحالف الوطني ؟ والاتجاه لخيارات الحسم الأخرى هي الأرجح ؟ وهذا هو سبب إرسال العربية للمذيعة سهير القيسي من الإمارات العربية لمقابلة علاوي في عمان بهذه السرعة . كون خطابه واتهام المالكي بتهم خطيرة , اقلها العمالة لإيران , لا تترك مجالا للتراجع , وحتى ان تراجع هو فان المتهم (المالكي) سوف لن يتراجع عن محاسبته وإقامة الدعوة القضائية عليه حسب ما صرحت به قائمة المالكي " دولة القانون " . وهي حجة إضافية نزلت للمالكي من السماء لإبعاد علاوي أكثر عن مضايقته للانفراد بالقرار .

الدكتور أياد علاوي , وكعادته , تراجع عن هجومه الناري الذي هو ليس موقف مبدئي , بل للضغط في سبيل الحصول على ما يمكن الحصول عليه , فأجاب : انه ليس واردا القطيعة , الا ان هناك ثلاثة احتمالات , وهي ان يعيد المالكي حساباته ويوافق على المشاركة الفعلية للشركاء وتطبيق اتفاقية اربيل , ويعني ( تشكيل مجلس سياسات علاوي ), وهي بالنسبة له السبب بإلقاء خطابه الناري , وليس تقصير المالكي وحكومته كما ذكر علاوي عن حق , ولكن, يراد به باطل, في استعراض نواقص المالكي والتي وصلت في بعضها حد الجرائم .

والاحتمال الثاني , هو القبول بمرشح آخر لرئاسة الوزراء من التحالف الوطني بدل المالكي يحظى بموافقة باقي الأطراف , والمقصود طبعا عادل عبد المهدي , الذي جاءت استقالته من نائب رئيس الجمهورية كخطوة تمهيدية لتلميع صورته , وجعله المرشح الأكثر قبولا فيما إذا زاد الاستعصاء ووصل إلى طريق مسدود , ولم تكتمل شروط تجديد الاتفاقية الأمنية مع الأمريكان , او لباقي الأسباب الأخرى . وهو احد الخيارات الأمريكية الذي يلاقي توافقا إيرانيا مثل الاتفاق السابق على المالكي , والمهم بالنسبة للطرفين ان يقود السلطة شخص مقبول من الوسط الشيعي. الأمريكان يهدئون التحفز الإيراني ويسحبون البساط من حاجة النظام الإيراني لمواجهة محدودة في العراق للتغطية على صراعهم الداخلي , والإيرانيون أيضا يجدون في استمرار وحدة القيادة الطائفية وسيلتهم في استمرار نفوذهم في العراق .

والاحتمال الأخير الذي طرحه علاوي : هو الذهاب لانتخابات مبكرة . ومثلما يتجاوز الأمريكان والإيرانيون على عدائهم المستميت ويتفقون على نقطة واحدة هي معارضة قيام "المشروع الوطني العراقي ", لأنه الوحيد الذي يحدد الطرفين في امتداداتهما غير المحددة في العراق . ويدركان جيدا ان تنازل احدهم للأخر اقل ضررا لحجم نفوذ هما
من نهوض المشروع العراقي . وهذا ما يوحد العدوين أيضا علاوي والمالكي في الذهاب الى انتخابات مبكرة . ورغم كل التخلف الذي يلف الحياة العراقية ووعي الجماهير , فان الانتخابات المبكرة ستكون خطوة كبيرة للامام في استنهاض الوعي الوطني العراقي . وفي كل الأحوال , لن يتمكن علاوي او المالكي من الحصول على النسبة العالية التي حصلوا عليها سابقا بمختلف الأساليب الشريفة وغير الشريفة .
وهذا ما يجعل التعويل على انتخابات مبكرة من قبل العراقية والتحالف الوطني, وهما القائمتان الرئيسيتان , معدومة.

الانتخابات المبكرة ضرورة وطنية لا بد منها , وهي الطريق الوحيد بالنسبة للقوى التي ترفع راية المشروع الوطني بحق , وليس كوسيلة للتقية , او لمحاربة الآخرين . وطريق النهوض بالطاقات الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية بالإصلاح وإنهاء الصراع , والتحاصص الطائفي لا يزال طويلا , رغم البوادر المشجعة في التظاهرات والاحتجاجات المستمرة في ايام الجمع . والملفت للنظر إن أساليب منعها , وبطرق اقل ما يقال عنها منحطة , مثل تجيش بعض المرتزقة تحت لافتات شيوخ عشائر كربلاء , والتي أصدرت بيانا ( عشائر كربلاء ) تستنكر فيه بشدة استخدام اسمها وعناوينها وقيمها في محاربة شرفاء العراقيين . هذا الأسلوب يوضح الانحدار الأخلاقي المخجل للقيادات السياسية الحكومية العراقية , ومدى رعبها من هذه التحركات . والأمل الكبير هو في استعادة الجماهير المنكوبة لوعيها بواقعها المزري , كي تزيح من فازوا في الانتخابات, واستغلوا وفائها لمرجعياتها, وانخداعها بشعارات هؤلاء المرتزقة الذين لا يعرفون غير مصلحتهم الشخصية .
 

 

 

free web counter