| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الخميس 16/8/ 2012



البارحة أيضا

عزيز العراقي

نشرت صحيفة " الشرق الأوسط " الخميس 16 / 8 / 2012 تحقيقا أجرته البارحة مع بعض السياسيين العراقيين حول تطورات الأزمة الحالية . وقد أكد عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري حاكم الزاملي في تصريحه ان : " التيار الصدري لا يزال لا يملك القناعة الكاملة بوجود خطة إصلاح حقيقية " . وأضاف انه : " لولا الضغوط التي مارسها التيار الصدري خلال الفترة الماضية لما تم تحقيق أي تقدم من قبل الحكومة باتجاه الإصلاح الجاد ".

هذا الكلام يحمل الضدية في معناه الظاهر , ولا نستطيع نحن البسطاء ان نفهم ما يعنيه أعضاء البرلمان في مثل هذا الكلام . وعسى ان يسعفنا أعضاء التحالف الوطني والتيار الصدري من اكبر مكوناته ببعض علماء الفقه الجعفري لتفسير ما عجزت عقولنا عن فهمه , والقصد ليس مفسري المذهب الشيعي الجعفري , بل المختصين من علماء وفقهاء في تفسير وشرح تصريحات إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني التي لا نفهم منها شئ أيضا , وساعدونا على قدر عقولنا .

وفي نفس تحقيق " الشرق الأوسط " أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى الإسلامي حميد معله ألساعدي ان :" اللقاءات التي جرت مؤخرا سواء تلك التي يجريها الدكتور برهم صالح ام تلك التي أجريناها نحن كتحالف وطني مع شركائنا السياسيين قد نتج عنها أمرا في غاية الأهمية " . قطعت نفسي وصحت : يا الله . ويكمل المعله :" وهو ما يحصل للمرة الأولى " . تقطع نفسي أيضا , وأشار عقلي على إنها لابد ان تكون الدرة التي ننتظرها جميعا , وأعيق نفسي عن الاستمرار في القراءة كي استعد لأتشرب كاملا بفرحة البشرى . فأكد المعله :" وهو ان هناك تطابقا في وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين بشان قضايا الإصلاح الكبرى التي لا تتحمل التأجيل ". وأسرعت في القراءة لأكحل عيني بالدرة , فأضاف ان :" الجميع بات يدرك ان هناك أزمة تتطلب إيجاد حلول سريعة لان استمرارها ليس في مصلحة الجميع ".

قبل أسبوعين , وعلى طريق الحي ناحية البشائر تعطلت تكسي حجي عباس اثر ( بنجر ) في إحدى عجلتيها الخلفيتين , اثنان من الركاب تركا السيارة وذهبا الى البشائر سيرا على الأقدام ولم تكن المسافة بعيدة وبقيت المرأتان في السيارة بانتظار تصليحها . حجي عباس ترك عقاله في السيارة وشمر عن ساعديه في إبدال العجلة , كان سمينا وقصيرا واخذ العرق يتصبب من جسمه في هذا الجو الحار ، وفي وقت قارب الواحدة ظهرا . المرأتان تفاجأتا بصوت انفجار ارعبهما , تلازمتا وانبطحتا في حوض السيارة , لم يكن الصوت صوت انفجار عبوة ناسفة , رفعتا رأسيهما وعرفتا ان حجي عباس ضرط و ( تفلكح ) على ظهره . ضحكا وكأنهما لم يضحكا من قبل , الأولى ومن سوء حظها كان في فمها ( حلقومة ) فغصت بها , ورغم كل الضرب على ظهرها من قبل رفيقتها الا انها اختنقت وفارقت الحياة .

أهل المرحومة وعشيرتها طالبت بالفصل ( الفدية ) كما هي العادة الحالية عند العراقيين , وقد طالبوا بسبعين مليون دينار , ومن أين يأتي بها المسكين حجي عباس ؟! فلعن أمه وأباه اللذين أتيا به لهذه الدنيا وهو يردد :" فوك الفضيحة النوب سبعين مليون ؟" . تقرير الطب الشرعي أكد على ان الوفاة لم تكن بسبب شدة الصوت او بسبب الغازات السامة , بل بسبب انحشار الحلقومة في قصبتها الهوائية مما أدى لاختناقها ووفاتها , وتدخل بعض الخيرين لإنهاء الأزمة .

والبارحة أيضا استعاد حجي عباس وضعه الطبيعي وتنفس الصعداء , بعد ان شكر ربه الذي لا يحمد على مكروه سواه .



 

 

 


 

 

free web counter