عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com
من هو الاوضح : العسكري ام الطلباني ؟!عزيز العراقي
بغض النظر عن ما يتمتع به جلال الطلباني من صفات المرونة , والإخلاص لوظيفة رئيس الجمهورية قدر المستطاع , والأداء السياسي الافضل في نظر الكثير من المراقبين . وبغض النظر ايضا عن ما يميز النائب سامي العسكري من حول سياسي نتيجة ميله الطائفي الواضح , وتصريحاته المشنجة مع الجميع , والداعية للانفراد بالسلطة . تبقى مسألة فك الارتباط ( الاستراتيجي ) بين الاكراد والشيعة هي الاهم , وهل هو استراتيجي يصب في مصلحة اعادة بناء العراق فعلا ؟! ام انه " اكذوبة " كما قال العسكري .
البارحة 15 / 11 /2012 نشر موقع " صوت العراق " تحت عنوان " سامي العسكري : كلامي بشأن التحالف الشيعي الكوردي وانتقادي الطالباني يمثل رأيي الشخصي " . وهو رد على طلب رئيس الجمهورية جلال الطلباني في بيان موقف التحالف الوطني من تصريحات النائب سامي العسكري بشأن وصفه التحالف بين الكورد والشيعة بالأكذوبة , والتي ادلى بها في حديث لفضائية السومرية في احد برامجها . سامي العسكري من ابرز النواب عن قائمة رئيس الوزراء دولة القانون , وكلامه لا يمكن ان يكون رأي شخصي , ولكنه قال هذا بعد ان ( استنجد ) الطلباني بباقي اطراف التحالف الوطني لتوضيح موقفهم من صراحة و( خطورة ) كلام العسكري . فجاء الجواب كالعادة عندما يحرجون ( رأي شخصي ) , ويا ليت جاء الجواب منهم , بل من العسكري ذاته .
ويضيف رئيس الجمهورية في بيانه : التصريحات التي اطلقها النائب سامي العسكري حول التحالف الشيعي الكردي هو " اكذوبة " ليست مجافية للحقيقة والواقع فحسب بل انها تمثل , عن قصد او من دونه , مسعى لفك عرى ترابط لعب ويلعب دورا اساسيا في العملية السياسية الديمقراطية .
التحالف الشيعي الكردي الإستراتيجي كما استمر ترديده , ( كان ) استراتيجيا لهدف وطني يهدف اسقاط النظام السابق وإنقاذ العراق من دمويته . وبعدها , ما هي الإستراتيجية التي تربط الطرفين ؟ وقوام الاستراتيجية بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد الذي اقر في الدستور . والطرفان لا يأتيان على ذكر الاقرار كاملا , فالكثير من الاطراف الشيعية يتخذون من الديمقراطية , وبالذات الانتخابات , ورقة التين التي تستر عورتهم الطائفية , والفيدرالية يجري التعامل معها حسب حاجتهم السياسية اليها , فعندما تتعلق بالطائفية يؤكدون على اقليم الوسط والجنوب , وعندما تتعلق بإقرار الحقوق المشروعة للشعب الكردي تدخل ضمن المناهج الاسلامية التي لا تعترف بحقوق قومية للآخرين . والبعض من الاكراد لا يفرق اساسا بين خدمة الفيدرالية المقرة في العراق للنمو الطبيعي للحركة الوطنية الكردية , وبين العمى القومي الذي يجد اي استمرار في الوطن العراقي المشترك , هو اجحاف بحق القومية الكردية .
ومن ناحية اخرى , ما هي الاتفاقات , او الخلافات , الستراتيجية بين الطرفين في اعادة بناء العراق ؟! وإعادة تشكيل الدورة الاقتصادية , الطريق الوحيد للنهوض بالعراق وشعب العراق من الدرك الذي سقط فيه في كل شئ .
الخلافات على تقاسم النفوذ , والجاه , والمال , وأكبرها على تقاسم الميزانية وأموال النفط . الادارة الكوردستانية تتصرف بحصتها بدون اي تخطيط تنسيقي , او الاعتراف بضرورة تكامل له علاقة بوحدة الاقتصاد الوطني المشترك , هذا اذا افترضنا ان معدلات الفساد في كوردستان اقل مما هي عليه في باقي مناطق العراق , رغم ان الكثير من الاكراد يؤكدون : ان تصرف الحزبين الكبيرين بالحصة المالية للإقليم , يجري بعيدا جدا عن النهوض القومي للإقليم . والأحزاب الشيعية في المركز لا علاقة لها بإعادة بناء الدورة الاقتصادية للبلد , بل بإشاعة الفساد الذي اصبح احد المكونات الرئيسية لحياة العراقيين , حاله حال الماء والهواء والغذاء . التستر وحماية اللصوص والفاسدين , ودعم الانشغالات الطائفية وتعميقها سواء بالضحك على ذقون البسطاء من الشيعة , او التمظهر اكثر بالتحالف مع النظام الايراني , هو ما يجمع اغلب الاحزاب الشيعية رغم الخلافات والصراعات الدموية في بعض الاحيان بين هذه الاحزاب .
فعن اي تحالف تتحدثون ؟! وعن اية إستراتيجية تدعون ؟!