| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأثنين 16/1/ 2012



ما الذي تغير ؟!

عزيز العراقي

كرر المالكي في أكثر من خطاب : بان عام 2012 سيكون عام بناء بالنسبة للعراقيين . والسيد رئيس الوزراء يدرك جيدا ان البناء يتطلب استقرار سياسي قبل أي شئ , والصراع على السلطة بين الكتل والأحزاب الذي استمر طيلة السنوات التسع , وسيستمر أكثر حسب الحاجة , واخذ أشكال دموية في كثير من الأحيان , وأخرى ( سلمية ) مثل تزوير الانتخابات , واستحداث قانون انتخابي يسرق أصوات الفائزين ويمنحها لمن لم يأتي حتى بعشرة أصوات مثل الشيخ جلال الدين الصغير الذي رشح عن دهوك او الشيخ همام حمودي الذي رشح عن السليمانية . والبناء يحتاج الى استقرار اجتماعي , وإعادة تدوير للعجلة الاقتصادية , وإحصاء سكاني , وغيرها الكثير . إلا ان الأساس في إعادة بناء هذه المستلزمات هو الاستقرار السياسي , وإعادة بناء الثقة بين أبناء العملية السياسية على الأقل .

يبدو ان رئيس الوزراء ومن موقع المسئولية , وجد معالجة الوضع السياسي سيأخذ وقتا قد يطول إلى دورة برلمانية أخرى أو أكثر إن استمر هو في منصبه . وسبق له ان أعطى وعودا كثيرة ولم يستطع الوفاء بها , حتى أصبحت لازمة المحتجين في أيام الجمع تحت نصب الحرية هي : " جذاب نوري المالكي ". وأمام وعده الجديد في جعل عام 2012 عام بناء , وهذا وعد يفوق بآماله كل الوعود السابقة ويستحيل تحقيقه حتى لو أراد ذلك . فبادر الى حسم التلكؤ الأمني باجتثاث القائمة العراقية التي تعادل في فهم الكثيرين اجتثاثا للبعث , السبب الحقيقي في تعثر العملية السياسية .

لقد عرف السيد المالكي بذكائه وعلمه , وعندما أعلن ما بحوزته من أدلة إدانة للسيد الهاشمي منذ ثلاثة سنوات , أراد ان يوضح كم هي معاناته في ثقل الوزر الذي يحمله , وقد تحمل عذاب الضمير وخيبة الوجدان طيلة هذه السنوات , على ان لا يفرط بسلامة العملية السياسية . وبدل الإدراك المتفهم لهذا الموقف النبيل , الذي ضحى بالعشرات بل بالمئات من الأبرياء العراقيين, نجد قيادة العراقية المتمثلة بعلاوي والنجيفي أقامت الدنيا ولم تقعدها , رغم ان مطاردة الهاشمي وطرد المطلك يصب في مصلحتهما الشخصية للانفراد في قيادة القائمة .

وإذ كنا نتفهم جحود علاوي والنجيفي كما يقول احد المقربين من قيادة " دولة القانون " , فكيف نفهم موقف القائمة " الكردية " ؟! وهي التي عملت طيلة وجودها في العملية السياسية على إضعاف الطرفين الشيعي والسني كي يتسنى لها البقاء في صدارة الموقف , كيف نفهم رفضها لمطاردة الهاشمي وتوفير الملاذ الآمن له , وعدم تسليمه للقضاء العراقي ؟ وليت الأمور استمرت بهذه الحدود , بل الإعلان عن الرغبة في ان تثار دعوة قانونية ضد السيد المالكي بحجة تستره على جرائم الهاشمي .

البارحة الأحد أصدرت المحكمة قرارها برفض طلب الهاشمي في نقل المحكمة من بغداد الى كركوك , فما الذي تغير ؟! ليبرأ الهاشمي او ليعدم ؟ ما الذي يتغير ؟! تسع سنوات ما الذي تغير ؟! العراق محصور في دائرة صراع تقاسم السلطة والنفوذ بين القيادات السياسية الشيعية والسنية والكردية , ولا توجد دولة , ولا يوجد مشروع وطني , ولا توجد وحدة اتخاذ القرار , ولا توجد آلية تنظم العلاقة بين الرئاسات , صراع طائفي وقومي يشغل العراقيين بمناسيب ارتفاعه وانخفاضه , دورة اقتصادية لا وجود لها , دولة ريعية تأخذ أموال النفط وتوزعها على الجميع بين سرقات وفساد ورواتب ضخمة للرئاسات والموظفين الكبار ورشاوي , وفتات يوزع على الشعب كأي كمب للاجئين , وعشرات المفاصل الأخرى غير الموجودة , فما الذي تغير ؟! ليذهب المالكي ويأتي الجعفري , وليذهب مسعود ويأتي نجيرفان , وليعدم الهاشمي ويأتي الملا , فما الذي يتغير ؟! ونحن في ذات الإطار وذات الأسس .




 

 

free web counter