| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الأربعاء 16/1/ 2008



يقول الساخرون : شكراً للقيادة القومية الكردية

عزيز العراقي

في زيارتها قبل الأخيرة للعراق قال البعض : ان وزيرة الخارجية الامريكية رايس طلبت اللقاء برئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني , لكنه رفض طلبها احتجاجاً على التواطئ الامريكي مع الغارات التركية على كردستان بحجة مطاردة اعضاء حزب العمال الكردستاني التركي . الا ان السيد مسعود صحح هذا القول : ان عدم ذهابه الى بغداد ومقابلة رايس مع باقي القيادات العراقية , جاء نتيجة شعوره بالقلق على ابناء القرى التي تعرضت للقصف – لأن القصف تزامن مع مجئ الوزيرة - . وهو التصريح الصائب الذي يتماشى مع الاخلاق الدمثة المعروفة للسيد مسعود البارزاني من جهة , ومن جهة اخرى فانه يدرك – وهو المؤتمن على رئاسة الاقليم - ماذا يكلف رفض (طلب) وزيرة الخارجية الامريكية . ولعل زيارة رايس الاخيرة , التي جاء السيد مسعود لمقابلتها – ولم يعلن قبلها عن نية السيد مسعود زيارة بغداد – توضح الامتثال المفهوم للطلب الامريكي . والكل يعرف ان القيادة القومية الكردية وضعت كل بيضها في السلة الامريكية , واعتبرتها الضمانة الحقيقية الوحيدة لسلامة التجربة الكردستانية , ونسيت ان للأمريكان مصلحتهم قبل كل شئ , في العراق اولاً , وما تتطلبه هذه المصلحة من ترتيبات مع مواليها من الانظمة العربية , وحليفتها تركية .

ان الاندفاعة القومية الكردية في السنوات التي اعقبت سقوط النظام الصدامي تمكنت من جر بعض القيادات الكردية لشعارات (حرق المراحل) , والاعتقاد الخاطئ بأن هذا يقربها اكثر من حلم ظهور الدولة القومية , التي هي حق مشروع لطموحات الشعب الكردي . هذا الاستعجال خلق الكثير من الاحباط لدى الجماهير الكردية التي غذيت بهذا الاعتقاد , واصبح من الصعب تبرير التراجع عن هذا السقف العالي من المطاليب الذي اعتبر اكثر اخلاصاً وتمايزاً عن القيادات الكردية الاخرى . مما خلق ليس عدم مصداقية مع الجماهير الكردية فقط , بل خسارة الكثير من الثقة مع المكونات العراقية الاخرى , وعلى حساب استمرار حالة التشرذم وتأخير امكانية قيام المشروع الوطني . والذي بدونه لن تقوم للعراق قائمة , ولا لاقليم كردستان بالذات . يقول احد الساخرين : شكراً للقيادة القومية الكردية التي تمكنت من لم شمل كل القيادات العراقية المتناحرة , ووحدتهم لأول مرّة للوقوف بوجه الطلبات الكردية . ويقصد محاولة اجهاض المادة 140 الدستورية , وابطال عقود النفط التي وقعتها حكومة الاقليم مع الشركات الاجنبية , وصرفيات ورواتب البيشمركَة .

ما الذي يجمع بين (المالكي , والعليان , والدليمي , والجعفري , وعلاوي , والمطلك , والصدريين , والمستقلين , وحزب الفضيلة , والتأييد المبطن للمجلس الاعلى , وآخرين) غير الوقوف بوجه النزعة القومية الكرديةالمستعجلة التي لاتأخذ بنظر الاعتبار مقتضيات المرحلة الحالية . ويمكن القول ان تمديد رئاسة وزراء الاقليم لسنتين قادمتين , واستمرار السيد نيجرفان البرزاني بهذا المنصب بعد ان كان الاتفاق بين الحزبين على تبديله بعد سنتين , يأتي لعدم التوافق بين القيادتين على النهج المتبع لسلك اسلم الطرق في بناء التجربة الكردستانية . والنأي من قبل قيادة الاتحاد الوطني برئاسة السيد جلال الطالباني عن مسؤولية الخطوات مثار الجدل , مثل الموقف من حزب العمال الكردستاني , وعقود النفط التي وقعتها حكومة الاقليم مع شركات اجنبية , ومشكلة العلم , والنفخ في المسائل القومية ..الخ . والاستمرار في عدم توحيد الوزارات الرئيسية من قبل الادارتين في (السليمانية واربيل) يؤكد عدم التوافق . وهو بعكس ما قاله بعض المراقبين من ان استمرار رئيس وزراء الاقليم بمنصبه دلالة توافق الطرفين .

جماهير كردستان , وكل الجماهير الديمقراطية العراقية , تأمل ان تتمكن التجربة الفيدرالية الكردستانية ان تكون الطريق الصلب الذي تعبر عليه القضية الكردية في كل الدول التي يتواجد عليها الاكراد , والطريق الامثل لحل المشاكل القومية المعقدة في المنطقة , والرافعة الحقيقية لبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد . والفرصة التاريخية الحالية لن تتكرر , وفي حالة فشلها لاسامح الله , ستكون خسارتها اكبر من كل الخسائر الماضية .
 




 

free web counter