| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي

 

 

 

الثلاثاء 16/10/ 2007



البحث عن الحلول في زيادة المأزق العراقي

عزيز العراقي
ziziiraqi@yaho.se

الموجة الطائفية الأخيرة جاءت اثر قانون مجلس الشيوخ الامريكي بتقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم , وحصلت على ارتفاعها الكبير يزخم اعلان هذا القانون , وكان اخر هذه النشاطات توجه السيد عمار الحكيم نجل السيد عبد العزيزالحكيم رئيس " المجلس الاعلى" الشيعي الى الرمادي , ومحاولة اقناع بعض الاطراف السنية بضرورة تبني افكار المشروع الامريكي التي دعا اليها " المجلس الاعلى" منذ فترة ليست قصيرة , وجوهرها اقامة الفيدرالية على اساس طائفي , وهي الأسلم لسلامة العراق كما يقول " المجلس الاعلى" .

بالرغم من كل ردود الأفعال الكبيرة التي رفضت قرار " التقسيم " , والتي عبرت عنها الكثير من التنظيمات والشخصيات السياسية , الا ان هذا الرفض يفتقر لوحدة التنظيم , وانعدام وجود هيكلية او آلية تنظم وتوجه جهود الرافضين . وقد أكد الكثيرون على ضرورة تفعيل " المشروع الوطني " الذي سيتمكن من التصدي لهذه المشروعات وافشالها . و" المشروع الوطني " اشبه باليتيم الذي فقد اباه , وأخذ ينظر بعين الاسترحام الى اعمامه الطائفيين من السنة والشيعة والقوميين من الاكراد لأسترداد حقوقه , وهم الذين يعملون مع الامريكان على اضعافه , وتجريده من كل وسائل القوة حتى لايستطيع عند بلوغه سن الرشد من استرداد ميراثه الذي سيقتسموه .

كان من المؤمل ان تنهض القائمة " العراقية " بمسؤولية المشروع الوطني , لكونها الوحيدة التي قدمت مشروع سياسي وطني واضح , يرفض المحاصصة الطائفية والقومية , وكان بأمكانها ان تكون البيت الذي يلم العراقيين كتيار وطني , لو تيسر لها الاستمرار في وحدة توجهاتها . الا ان الالتباسات التي رافقت سلوكية قيادتها المتمثلة بالدكتور اياد علاوي,الداعية لعودة البعث , والرغبة في العودة السريعة غير الدستورية لرئاسة الوزراء وما رافقها من تحركات , حالت دون تمكنها من كسب الثقة لدى باقي الاطراف الوطنية . وهذه النقطة بالذات اعادة البحث في تشكيل هيكلية جديدة لأدارة المشروع الوطني , وما يتبع هذا البحث من تأجيج في صراع الأرادات , والطموحات المشروعة وغير المشروعة في ادارة المشروع , والتي كنا في غناً عنها .

في الأدب السياسي نظرية تقول " الهروب الى الامام" , وتعني ترك الاستحقاقات الحالية بدون حل , والانتقال لخلق صراع جديد يلغي و" يلفلف " استحقاقات الصراع القديم . وقائمة " الائتلاف " بدل ان تراجع وضعها الممزق , والأنسحابات لفصائلها الاساسية , حزب " الفضيلة " الاسلامي و " التيار الصدري " , والذي انعكس بسحب الوزراء وشل الحكومة التي يقودونها , وبدل العودة للألتزام بنظامها الداخلي وانهاء انفراد " المجلس الاعلى" وحزب" الدعوة " بقراراتها , هلل " المجلس الاعلى " لأقامة اقليم " جنوب بغداد " الشيعي , وكأن اعلان قانون الشيوخ الامريكان نزل عليه رحمة من السماء , والكل يعرف ان لا أحد من مكونات قائمة " الائتلاف " يشاطر " المجلس الاعلى" هذا التوجه .

واذا كان القفز على تناقضات قائمة " الائتلاف" ل " لفلفة" صراعاتها , هو الذي يبدو وراء هذا الحماس في الظاهر , فأن البعض يرفق ذلك بالتناقضات الحادة في الصراع على قيادة " المجلس الاعلى " التي استفحلت بعد مرض السيد عبد العزيز الحكيم شفاه الله , والتي يدعو المقربون من بيت الحكيم لجعلها وراثية , ولاشك ان هذا يثير حفيظة الكثير من قادة الخط الأول في " المجلس الاعلى" الذين هم احق من السيد عمار الحكيم برئاسة المجلس , اضافة للقياديين الآخرين الذين شعروا بالغبن في قيادة السيد عبد العزيز الحكيم , ولم يحصلوا على الأستحقاقات التي تليق بأمكانياتهم , واقتصارها على افراد مقربين مثل السيد بيان جبر الذي استوزر لثلاث مرات متتالية ولقب من بعض الاسلاميين بالوزير " الطماطة " .
 


 

free web counter

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس