| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الثلاثاء 15/7/ 2008



الامريكان والاصرار على الخطأ

عزيز العراقي

تقصد الامريكان في ارتكاب خطأ حل الجيش , وحرموا العراقيين من المؤسسة التي كان يمكن ان تلم شملهم , وتدفع عنهم حالة التمزق وتعيد بناء دولتهم , وتحميهم من سلسلة الجرائم البشعة التي لا تزال ترتكب بحقهم , وفي نفس الوقت كان يمكن ان يوفر للامريكان الكثير من الجهد والخسائر في محاربة " القاعدة " والسنة التكفيريين , ولم يكن يترك الباب مفتوحاً لنمو المليشيات والعصابات الشيعية . وقد ظن الامريكان انهم سينجحون في هذه الخطوة ويضمنوا استقرار هيمنتهم على العراق , الا ان تطور الاحداث اثبت خطل هذا التصور . واليوم سيتكرر نفس الخطل اذ استمر الامريكان في الاصرار على حرمان العراقيين من سيادتهم على بلدهم , او ثلم هذه السيادة من خلال عقد الاتفاقية الامنية .

لاشك ان الامريكان يستطيعوا ان يضمنوا وجودهم في العراق كصديق يرعى المصالح العراقية , والرعاية ستأخذ الوضع الخاص والمميز لمجمل التعامل العراقي مع الاسرة الدولية , اي تحقيق الافضلية عن طريق الاتفاقية التي تحدد انشطة التعاون الاخرى , وليس عن طريق الاتفاقية الامنية التي يجب ان تلبي السيادة العراقية , وتخرج العراق من البند السابع كمطلب عراقي جذري , وتطمين العراقيين بمختلف اتجاهاتهم – بل وحثهم – للالتفاف حول هذه السيادة التي ستساعد في هيكلة المشروع الوطني . والمشروع الوطني العراقي هو الذي لايريده الامريكان ان يتبلور ويتطور .

العراقيون يأملون ان لا يستمر الامريكان في ارتكاب الخطأ , وقد لا يدركون انهم لا يمكن ان يحققوا انتصاراً على المشروع القومي الايراني في الساحة العراقية - والذي يكاد ان يفشل المشروع الامريكي في المنطقة – بدون الاعتماد على العراقيين . والعراقيون وحدهم من يستطيع ان يلحق الهزيمة بالمشروع الايراني . وما لم تلبى طموحات العراقيين في استنهاض مشروعهم الوطني , فلن تتوحد كلمتهم التي ستكون الحليف الحقيقي ولكن غير المرغوب به من قبل الامريكان - لانهم يريدون العراقيين اتباع وليس حلفاء - , وهي المعادلة التي يجب ان يدركها الامريكان .

العراقيون مطالبون اليوم بازالة التشويش والغشاوة عن نقاوة اهدافهم الوطنية , وضرورة الاتفاق على توحيد الاتجاه لكل الاطراف الوطنية لتقوية موقف المفاوض العراقي كما يحدده الحزب الشيوعي عن حق . وضرورة بناء الاتفاقية الامنية مع الامريكان على اساس وضوح خدمة المصلحة العراقية , وفصل هذه المصلحة عن رغبات النظام الايراني واستغلاله لغيرة العراقيين على سيادتهم الوطنية , وكشف مزايدات ادواته من بعض الاحزاب الشيعية , وما تبغيه من جعل الرفض الكامل للاتفاقية عنوان للوطنية التي تتستر خلفه . وفي نفس الوقت فان العراقيين ليسوا مجبرين على توقيع اتفاقية بهذا الوزن لا تخدم مصلحتهم الوطنية .



 

free web counter