| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الجمعة 15/6/ 2012



ما يريده العراقيون لا ينفذه اللصوص والقتلة

عزيز العراقي

التصريحات المتريثة للمجلس الأعلى على لسان رئيسه عمار الحكيم , والكتابات شبه اليومية للقيادي في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي , الذي انسحب من منصب نائب رئيس الجمهورية نتيجة عدم قناعة المجلس الأعلى وعبد المهدي شخصيا في سلامة توجهات تشكيل حكومة المالكي الحالية . يؤكد عدم توحد موقف الأحزاب الشيعية من عدم سحب الثقة من المالكي كما تروج دولة القانون , وليس التيار الصدري فقط . ان هشاشة الوحدة الوطنية , وتمزقها لصالح الطائفية والاثنية والعشائرية التي عمقها نظام المحاصصة , دفع الكثيرين من عدم اختيار طريق وحدة المصالح الوطنية خوفا على سلامة وحدة العراق السياسية , التي توزعت لأقاليم غير مثبتة رسميا عدى إقليم كردستان . وهذا ما يعتقده البعض كونه : ابتزاز من المالكي للآخرين , اما البقاء والاستمرار في السلطة , واما الاستقلال بإقليم الوسط والجنوب الشيعي . وهو الظن المبني على ما يروج له النظام الإيراني بوحدة الموقف السياسي للطائفة الشيعية , والذي أصبح ورقة التين التي لم تعد تستر عورة هذا الوهم .

الأهم في تحشيد الطرفين هي الشروط التي وضعها اتفاق اجتماع اربيل : على ان يكون استجواب رئيس الوزراء المالكي بحضور قيادات الصف الأول لاجتماع اربيل , والطلب من الرئيس العراقي جلال طلباني بصفته حامي الدستور ان يضمن تنفيذ المالكي لعملية الاستجواب من دون إعاقة , وان ينفذ مجلس النواب سحب الثقة من عدمه بالتصويت السري بحضور قضائي يشرف على التصويت . المالكي من جهته يشترط على : ان تكون جلسة سحب الثقة منقولة عبر التلفزيون . ويؤكد على ان ( حرصه الوطني ) يمنعه من الاستمرار في السكوت على ما لا يقل عن عشرة ملفات كارثية متعلقة بفساد ولصوصية وجرائم الطرف الآخر . مستقويا باستمالته لبعض نواب القائمة العراقية , وبداية تفكك موقف القائمة الكردستانية , وتأييد النظام الإيراني والأمريكان له .

العراقيون لا يهمهم سحب الثقة من المالكي او عدم سحبها , لأنهم يدركون ان لا فرق بينه وبين غيره ما دام نظام المحاصصة هو الذي سيعين من سيخلفه . العراقيون بحاجة لإنهاء أسباب توالد الصراعات التي تعصف بحياتهم ومستقبلهم . العراقيون بحاجة ان تنكشف أمامهم أسرار الاتفاقيات التي تمت بين زعماء القوائم السياسية , وتم بموجبها تقاسم الحصص والتلاعب بوحدة العراق ووحدة مصالحه الوطنية . العراقيون بحاجة لمعرفة اللصوص والقتلة الحقيقيين في قيادة أجهزة الدولة وقيادة العملية السياسية . القاتل واللص لن يسمح بما اشترطه المالكي بعرض جلسة سحب الثقة في التلفزيون – ومن المرجح ان هذا الشرط هو للضغط فقط - . ومن المؤكد ان هذه الجلسة ( لو) تحدث , ستكون نتائجها الواجهة الوحيدة التي ستمنح الشرعية الحقيقية لمن يحوز فيها على ثقة الجمهور , وهو الطريق الأصلح لإعادة ترميم بناء العملية السياسية, وإعادة بناء الدولة على أسس الشرعية الديمقراطية والفيدرالية .

لا خوف من تحشيد الشارع من قبل مرتزقة القوائم السياسية ما دامت النتائج التي تنتظر معرفتها الجماهير هي الكفيلة بإعادة الثقة للمشروع الوطني . وهو ما سيقف ضده تكاتف النظام الإيراني والأمريكان, متناسين خلافاتهم وصراعهم المستحكم بضرورة إنهاء احدهم للآخر . وهو ما دعا النظام الإيراني لسحب مقتدى الصدر لمدة عشرة أيام إلى إيران , وتأكيد احد القياديين في التيار الصدري بان مقتدى يخضع لضغوط كبيرة من إيران بشان سحب الثقة من المالكي , وهو ما دعا الأمريكان أيضا لإرسال المستشار الأمني لنائب الرئيس الأمريكي الى بغداد , وان لم يتمكن من فك الاشتباك فسيأتي نائب الرئيس الأمريكي بايدن بنفسه . النجاح الحالي للمسعى الإيراني الأمريكي رسالة الملا بختيار مسؤول الهيئة العامة للمكتب السياسي – وهي أعلى هيئة للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني - التحذيرية لمسعود البرزاني التي يطلب فيها التفاوض مع المالكي للاتفاق على ترتيب إنهاء الأزمة السياسية , إضافة لتهديد طالباني بالاستقالة ان لم تحل الأزمة بالحوار وإنهاء سحب الثقة .

 




 

 

free web counter